إلى قيادات حماس
باختصار شديد
- لا أحد يزاود على حمية الشعوب المسلمة قاطبة لقضية فلسطين، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي احتُلت أرضه ودياره، وهذا أقل واجبها وحق للمسلم على المسلم.
- وقوف المسلم مع حماس في حربها ضد اليهود الغاصبين واجب عليه، لأن نصرة المسلم واجبة، وخذلان من يقاتل اليهود أو يقاتل المحتل من أعظم الخذلان الذي يستحق فيه خذلان الله ومقته.
- قضية فلسطين كغيرها من قضايا المسلمين حول العالم، ولم تعد القضية الوحيدة في العالم وقد تعددت الجراح. بل ما يلاقيه المسلمون في أصقاع الارض والبلاد المجاورة لفسلطين على يد الرافضة والقرامطة والشيوعيين وحلفائهم، أضعاف أضعاف ما يلاقيه أهل فلسطين على يد اليهود، بل لا مجال للمقارنة، ومع ذلك نقول: لا يجوز أن نفصل قضية عن أخرى، فدماء المسلمين متكافئة، وقضية المسلم المضطهد المعذب في فلسطين كقضية المسلم المضطهد المعذب في العراق واليمن وسوريا ولبنان، لا فضل لدم مسلم على آخر، ولا لحق مسلم على آخر.
- تقول قيادات حماس: إننا والوضع كما ترون، خذلان وحصار، فإننا مضطرون لأخذ المساعدات من عدو الله ورسوله وعباده المؤمنين "إيران", ولهم في ذلك مندوحة بقول من قال بجواز الاستعانة بالكافر والمشرك على العدو الصائل، وليس هذا محل خلافنا أو نقاشنا أو نصحنا أو عتبنا عليهم.
- تطالعنا بعض قيادات حماس بين الفينة والأخرى بطوام تؤذي مشاعر ملايين المسلمين، ونقوم بالدفاع عنهم والتماس الأعذار لهم، وأن فعلهم من باب الاضطرار وأكل لحم الميتة، بعد أن خذلهم القريب والبعيد ممن سلطهم الله على بلاد المسلمين، فأسلموهم لعدوهم بل تمالأ بعضهم عليهم ووالوا أعداء الله اليهود عليهم.
- مشكلتنا مع بعض قيادات حماس بوضوح شديد، تكرارهم لاستفزاز مشاعر ملايين المسلمين، رغم تعدد وشدة الجراح، حتى لم يتركوا لمعتذر لهم مندوحة ووجها للاعتذار، ففتحوا الأبواب على مصاريعها لمن يتهمهم بموالاة إيران أو التشيع أو أنهم حركة باطنية أو يسبهم ويشتمهم ويخونهم، وغير ذلك من التهم والمجازفات التي لا نرتضيها ولا نقرها.
- لكننا مع ذلك نقول لبعض قيادات حماس، لقد تجاوزتم كل حدود الضرورة التي تتخذونها مبررا لتصرفاتكم وتصريحاتكم، وأصبح الأمر مثيرا للريبة فضلا عن الاشمئزاز والاستفزاز الذي تمارسونه ولا تراعون فيه مشاعر مسلم خارج فلسطين.
- لقد وقفت شعوب المسلمين معكم في معركتكم الأخيرة، وعلى رأسها جيرانكم السوريين، رغم جرحهم الكبير منكم بوصف قاتلهم وعدوهم الأكبر سليماني بشهيد القدس، وإصراركم على هذا الموقف علنا وعدم الاعتذار منه رغم كثرة الناصحين لكم سرا، لأنهم يعتبرون القدس وقضية فلسطين هي قضيتهم، وهي أكبر من جراحهم وتصريحاتكم المؤذية لهم، فهي ليست قضية حماس وحدها، وإنما قضية الفلسطينيين كافة والمسلمين جميعا.
- ومع ذلك، لم يلبث المسلمون وجيرانكم المكلومون في العراق وسوريا واليمن أن يفرحوا ويتغنوا بالنصر الذي فتحه الله لكم، حتى كررتم طعناتكم لهم بعد سويعات، لكن هذه المرة كانت بأذية وإيلام أكبر، لا يمكن حملها على الإعذار بوجه أبدا، إذ يخرج علينا هنية مسارعا بشكر عدو المسلمين الأكبر إيران متجاهلا دول أهل السنة التي وقفت معه، وكأن المطلوب منه بعد كل حدث او موقف أو انتصار أن يهدي النصر لإيران وينسبه لها، ثم يخرج قائده العسكري ليشيد بإيران ويتمنى أن يدخل القدس فاتحا معها - لا أجاب الله دعاءه-، ثم يخرج أسامة حمدان ليحيي رأس الشر والقتل والإفساد ما يسمى بنظام دمشق، ضاربا بعرض الحائط كل المشاعر والآلام.
مواقف متتالية وكأنها ضمن منظومة مرتبة، لم تعد تكتفي بشكر رأس الهرم هنية لإيران، بل تكرار استفزازي فج لم يترك لمعتذر لكم عذرا.
- لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم بغير حق، ودم المسلم أقدس عند الله من الكعبة المشرفة والمسجد الاقصى، ومن عادى المسلمين وآذاهم حيث كانوا فهو عدونا جميعا، سواء كان يهوديا أو قرمطيا نصيريا أو رافضيا إيرانيا أو صليبيا أو شيوعيا أو غير ذلك، وشكره والإشادة به استخفاف بمشاعر المسلمين وتحدّ صارخ لنصائحهم.
- تكررت كتابات ومنشورات بعض الفضلاء في التماس العذر لبعض قيادات حماس في تصريحاتها، وأقول: نعم كنا نقول بالتماس الأعذار، ولازلنا - على استحياء - بعد أن خذلتمنونا بتصريحاتكم، ونرد على الشانئين والمبغضين وأصحاب الأهواء، لكنكم لم تتركوا لمدافع عنكم وجها، بل جعلتم المدافعين في موقع الحرج والاتهام، وأخشى أن يأتي يوم لا تجدوا من يستطيع أن يلتمس لكم العذر بكلمة واحدة وقد خذلتموهم بمواقفكم المتكررة.
- ختاما:
*قضية فلسطين هي قضيتنا جميعا، وليست القضية الوحيدة للأمة.
*دماء المسلمين تتكافأ، لا فضل لدم مسلم على آخر.
*استعانتكم بإيران مع خذلان الناس لكم ليس محل نقاشنا.
*تصريحاتكم الفجة والمتكررة والمؤذية لمشاعر من يناصرونكم ليست في مصلحة قضيتكم.
*عدم سماعكم لأصوات المحبين والناصحين والناقدين سيؤدي لانفضاض الناس عنكم، ويفتح الباب لأصحاب الأهواء المبغضين ويقوي حجتهم في عداوتهم ومحاولة إسقاطهم لكم.
*نصرة المسلمين لكم نابع من إيمانهم بقضيتكم، ومتى استمر نهجكم في إيذائهم والإشادة بعدوهم ولم تغيروا ذلك، فلا تلوموا الناس إذا انفضوا عنكم وخلت الساحة للطاعنين بكم، وهذا ما لا نحبه ولا نرضاه، لكنه حصاد مواقفكم وألسنتكم
والسلام
وسوم: العدد 933