الجزع عند المصيبة ، مصيبة !
الجزع في المصائب كثير، وأحياناً يكون أكبر من المصيبة نفسها .. وأحياناً يكون مكافئاً لها .. وأحياناً يكون دونَها ! وهذا كله تدخل فيه عوامل كثيرة ، منها :
قوّة العقل : العقل المسدّد الحصيف ، يحمي صاحبه من الانزلاق ، إلى أن يصنع لنفسه مصيبة فوق مصيبته ! إنما يرشد صاحبه ألى التفكير السليم ، ثمّ إلى التصرّف السليم ، الذي يحمي صاحبه من الحماقة ، أو السلوك الأهوج ، الذي يُودي بصاحبه ، وأحياناً بمن حوله ، ممّن ابتلوا بالمصيبة ذاتها !
قوّة الإيمان : وقوّة الإيمان درع قويّة ، لحماية صاحبها من الاسترسال ، وراء نزعات الضعف ، التي تثيرها المصيبة ! فلايملك المؤمن ، سوى قول يُرضي ربّه ، مثل : إنا لله وإنا إليه راجعون .. ومثل : حسبنا الله ونعم الوكيل ! ومن يعرف سنة النبيّ ، قد يسلك مسلكه ، فيما يقول ويفعل في المصائب ! وسننه عليه الصلاة والسلام ، معروفة، منبثّة في كثير من الكتب ، وهي تشمل سائر أمور الحياة !
الاعتياد على المصائب : وممّا يخفّف من الإحساس بالمصيبة ، الاعتياد على المصائب ، بسبب كثرتها بين الناس ، أوعلى الشخص نفسه ! وقد يحدث هذا الاعتياد ، في ظروف الجوائح الطبيعية ، والأمراض المُعدية قوية الانتشار، مثل : الطاعون .. والكوليرا .. وكورونا .. ونحوها !
شمول المصائب : حين تكون المصيبة شاملة ، لأناس كثيرين ، فإن اشتداد وقعها ، على عدد كبير من الناس ، يخفّف الإحساس بها عند أناس كثيرين ؛ إذ يشعر المصاب بأن هناك من يشاركه مصيبته !
وقد قالت الخنساء ، في رثاء أخيها صخر:
ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم ، لقتلت نفسي
وسوم: العدد 934