قدوة القيادة في الإسلام 4
قدوة القيادة في الإسلام
الحلقة الرابعة: فقه السريّة
د. فوّاز القاسم / سوريا
السرية هي حالة دعويّة مؤقّتة ، تمليها حاجة الجماعة أو الدعوة في مرحلة من مراحلها ، وهي من الملامح البارزة لفترة الاستضعاف المكية التي مرت بها الدعوة الإسلامية الأولى . وفي هذه السطور سنقف على أهم دروسها وعبرها ، ونرى أهم مظاهر قدوة النبي صلى الله عليه وسلم فيها .
وإتماماً للفائدة فإنني أود التفريق بين عدة أنواع من السرية :
1 . فلقد كانت هناك سرية الدعوة .
2 . وسرية العبادة .
3 . وسرية التنظيم .
4 . وسرية التنفيذ والحركة .
كل ذلك كان في مرحلة الاستضعاف المكية ..
1 . سرية الدعوة :
ولقد ابتدأت في حقه صلى الله عليه وسلم ، من اللحظة التي تشرَّف بها بالوحي والتكليف . وانتهت بنزول قوله تعالى :
((فاصدع بما تؤمر ، وأعرض عن المشركين )) .الحجر(94)
((وأنذر عشيرتك الأقربين)) الشعراء (264) .
وذلك في السنة الثالثة لبعثته الشريفة .
أما بالنسبة للصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، فقد استمروا يسرّون بالدعوة حتى أظهرهم الله بإسلام العملاقين ، حمزة بن عبد المطلب ، وعمر بن الخطاب ، رضي الله عنهما ، في نهاية السنة الخامسة للبعثة الشريفة.
ولعل من أهم مظاهرها ، إسرار الرسول صلى الله عليه وسلم، بالدعوة لأهل بيته أولاً ، مبتدئاً بزوجته خديجة رضي الله عنها، التي كانت أول امرأة دخلت في الإسلام من هذه الأمة.
وابن عمه علي ، كرم الله وجهه ، الذي كان أول غلام دخل في الإسلام من هذه الأمة
ومولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه، الذي كان أول رقيق يدخل الإسلام …
ثم انتقل بها إلى أخلص أصدقائه ، فابتدأ بأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، الذي كان أول رجل دخل في الإسلام من هذه الأمة . وأبو بكر أسرّ بها إلى أخلص أصدقائه، مبتدئاً بـ عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن ابي وقاص ، وطلحة بن عبيد الله ، وخالد بن سعيد . رضوان الله عليهم . فكان هؤلاء أول عشرة من أهل الأرض دخلوا في الإسلام .
وهكذا لم يكن أحد من هؤلاء السابقين يفاتح أحداً ممن حوله في هذا الأمر ، إلا إذا كان واثقاً من قبوله بدرجة كبيرة جداً ، لأن الدعوة في هذه المرحلة كانت قائمة على الاصطفاء والانتقاء الفردي .
2. سرية العبادة :
وقد بدأت في حقه صلى الله عليه وسلم أيضاً ، من لحظة التكليف والتشريف ، إلى نزول آية الصدع بالأمر والدعوة . واستمرت في حق أصحابه ، حتى إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما .
ومن مظاهر سرية العبادة في هذه المرحلة، عدم اتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم مسجداً جامعاً لأصحابه يظهرون فيه شعائرهم التعبدية كما ذكرنا . بل اكتفائهم بالصلاة ، ومدارسة القرآن ، سرّاً في الدور المغلقة ، أو التفرق في شعاب الجبال .
فقد روى ابن هشام في قصة إسلام عمر بن الخطاب ما مختصره : أنه بينما كان عمر متوجهاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المستخفي مع أصحابه في دار الأرقم بن أبي الأرقم ، وهو يضمر لهم شراً . التقى بـ نعيم بن عبد الله النحام ، وهو رجل من قومه بني عدي ، وكان قد أسلم سراً .
فقال له: - وقد رأى في وجهه الشر – أين تريد يا عمر ؟
فقال : أريد محمداً هذا الصابئ ، الذي فرّق أمر قريش ، وسفّه أحلامها ، وعاب دينها ، وسبّ آلهتها ، فأقتله.
فقال له نعيم : والله لقد غرّتك نفسُك يا عمر ، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمداً !؟ يريد أن يثنيه عن عزمه .. أفلا ترجع الى أهل بيتك فتقيم أمرهم .!؟
قال : وأي أهل بيتي.!؟ قال : ختنُك وابنُ عمك سعيد بن زيد بن عمرو ، وأختُك فاطمة بنت الخطاب ، فقد والله أسلما وتابعا محمداً.. وكانت فاطمة أخت عمر وزوجها ، مجتمعين في بيت لهما مع خبّاب بن الأرتّ يقرئهما القرآن ، ويعلمهما أمور الإسلام . ورجع عمر ، وكانــت القصة المعروفة التــي انتهت بإسلامه رضي الله عنه .. هشام1 (244 ).
وكان أول جهر بالقرآن ، جهره عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، بعد إسلام عمر رضي الله عنه ، في نهاية السنة الخامسة للبعثة الشريفة .
ولقد روى ابن اسحق ، وابن هشام كذلك ، قالا : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا صلُّوا ذهبوا في شعاب الجبال ، فاستخفوا من قومهم ، فبينا سعد بن أبي وقاص ، في نفر من الصحابة ، في شعب من شعاب مكة ، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين ، وهم يصلّون ، فناكروهم ، وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم ، فضرب سعد بن أبي وقاص ، يومئذ ، رجلاً من المشركين بلَحْي بعير فشجه .
فكان أول دم هريق في الإسلام . هشام1 (263)
3. سرية التنظيم :
لقد بقي عدد المسلمين الحقيقي ، وأسماؤهم ، سراً لا يعرفه المشركون طيلة فترة الاستضعاف المكية ..
نعم كانوا يعرفون أن هناك مسلمين ، وأن عددهم يزيد باستمرار . وربما كانوا يشخصون أسماء الكثيرين منهم ، وخاصة بعد استعلان الدعوة ، وإسلام العملاقين ، حمزة وعمر ، رضي الله عنهما ، وهجرة المسلمين إلى الحبشة .
لكن ذلك يبقى مجرد تخمين ، ولا توجد إحصائية دقيقة لدى المشركين عنهم …
وكذلك كانت لقاءات النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ، تتمّ بصورة سرّية ، في دار الأرقم بن أبي الأرقم ، ولقد كانت هذه الدار نموذجية لهذا الغرض ، لأنها كانت تقع على الصفا بعيداً عن أنظار قريش …
4. سرية التنفيذ :
وهي تتعلق بخطط الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأوامره ، وتحركاته ، وإخفائها عن أعين الأعداء .
وهي سرية بقيت قائمة طيلة فترة الاستضعاف المكية ، وحتى بعد الهجرة الشريفة ، وإقامة الدولة ، ودخول المسلمين في مرحلة التمكين ، كما سنرى لاحقاً .
فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يأخذ بكل ما يجب على أمثاله من القادة الأخذ به من الأسباب ، والاحتياطات ، المفضية إلى النجاح ، وخاصة في الأمور العسكريّة والجهاديّة.
وما قصة حاطب بن أبي بلتعة ، و أبي لبابة ، اللذين حاولا إفشاء خطط الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلى أعدائه ، بخافية عنا..
ولقد تجلت هذه السرية في مرحلة الاستضعاف المكية بأروع صورها في الهجرات الثلاث ، وهذه نبذة عن كل منها …
1_الهجرة الى الحبشة :
قال ابن هشام : فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما يصيب أصحابه من البلاء ، وما هو فيه من العافية بمكانه من الله ، ومن عمه أبي طالب ، وأنه لا يقدر أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء قال لهم : (( لو خرجتم الى أرض الحبشة ، فإن بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد ، وهي أرض صدق ، حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه )). هشام1 (321)
ولست هنا بصدد إيراد الأسباب والملابسات التي دعت إلى الهجرة ، فهذا ما سأبحثه في موضع آخر من هذه الدراسة إن شاء الله . ولكنني أود التركيز هنا على السرية فيها ..
فلقد كان تحرك المسلمين سرياً منذ لحظة اتخاذ القرار إلى لحظة الوصول إلى الحبشة .!
ولم يصل الخبر إلى المشركين إلا متأخراً جداً ، حيث شكلوا فرق كوما ندوس لإرجاعهم من البحر ، ولكن هذه الفرق أخفقت في مهمتها ، حيث وصلت بعد فوات الأوان ، عندما كانت السفن التي تقلهم قد أبحرت إلى الحبشة .!
2-الهجرة إلى الطائف :
لقد تجمدت الدعوة في مكة بعد وفاة أبي طالب ، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يكسر هذا الجمود ، فقرر البحث عن قاعدة أخرى لدعوته . وتوجه إلى الطائف ، وكان خروجه سراً ، ولم يصطحب معه إلا مولاه زيد بن حارثة .
ولما أخفقت محاولته في الطائف ، نتيجة وقاحة وسوء رد ثقيف عليه. طلب منهم كتمان أمره عن قريش ، لئلا يذئرهم ذلك عليه . هشام1 (419 )
3-الهجرة إلى يثرب :
لوأردنا أن نستقصي كل فقه السرية في هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام إلى يثرب ، لاحتاج الأمر إلى مؤلف خاص ، ولكننا سنكتفي بأهم الإشراقات فيها ، فنذكر:
أولاً : مظاهر السرية في مقدمات الهجرة :
*سرية البيعة مع الأنصار : لقد تمت بيعة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، في العقبة الأولى ، والثانية ، بأروع أساليب السرية . فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج من كل عام .
وفي العام العاشر من بعثته الشريفة ، التقى ستة من الخزرج ، فأسلموا سراً ، ورجعوا إلى قومهم فدعوهم إلى الإسلام، حتى فشا في كل بيت من بيوتهم .
وفي العام الذي يليه ، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اثنا عشر رجلاً ، تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس ، وكانت بيعة العقبة الأولى التي حدثت هي الأخرى سراً. وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير رضي الله عنه ، يعلمهم أمور دينهم ، فكان أول سفير في الإسلام ، وواعدهم العام المقبل .
فلما جاء موسم الحج من السنة التالية ، قدم مصب رضي الله عنه، ومعه وفد الأنصار الذي أبرم مع الرسول صلى الله عليه وسلم، بيعة العقبة الثانية .
ولندع أحدهم وهو كعب بن مالك رضي الله عنه، يحدثنا بنفسه عن بعض لقطات هذه البيعة التاريخية .
يقول كعب : (خرجنا في حجاج قومنا من المشركين ، وقد صلينا وفقهنا ، ومعنا البراء بن معرور ، سيدنا وكبيرنا ، وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، العقبة من أوسط أيام التشريق . فلما فرغنا من حجنا وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ، نمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا ، حتى إذا مضى ثلث الليل ، خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نتسلل تسلل القطا ، مستخفين ، حتى إذا اجتمعنا في الشعب عند العقبة ، ونحن ثلاثة وسبعون رجلاً ومعنا امرأتان من نسائنا…).
ويلتقي بهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم بهذا العدد الضخم، ويكلمهم ويكلمونه
وتُلقى الخطب ، وتُـتلى المواعظ ، في هدأة الليل .
ويستوثق العباس منهم لابن أخيه ، ثم يـبايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبايعونه ، ويعودون إلى رحالهم ، فيندسون فيها ، فيصبحون مع قومهم وكأن شيئاً لم يكن .
ولولا صراخ الشيطان الموتور، الذي أطلقه في بطن الوادي ، لما درى بهذا اللقاء التاريخي من المشركين أحد .!
فهل هناك أعظم من هذا الضبط ، وأروع من هذه السرية.!؟
ولا أريد أن أغادر هذه الفقرة قبل أن أقف على هذه اللفتة الرائعة ، التي ذكرها الشيخ منير في منهجه الحركي ، بخصوص تأمين حراسة هذا اللقاء .!
يقول المقريزي : وجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه عمه العباس وهو على دين قومه ، وأبو بكر وعلي ، رضي الله عنهما ، فأوقف العباسُ علياً على فم الشعب عيناً له، وأوقف أبا بكر على فم الطريق الآخر عيناً له أيضاً لتأمين حماية اللقاء . ولم يدر بهذا اللقاء المهم أحد ، لا من المشركين ولا من المسلمين ، إلا من كانت له مهمة خاصة فيه .
غضبان ص164 .
ثانياً : مظاهر السرية أثناء الهجرة نفسها :
من أهم الاحتياطات الأمنية التي اتخذها الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته ما يلي:
الرسول صلى الله عليه وسلم يمتنع عن النوم في فراشه المعتاد ليلة الهجرة .
قال ابن هشام ، لما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم اجتماع المشركين على بابه يرصدون متى ينام فيثبون عليه .
قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : ((نم على فراشي وتسجّ ببردي ، فانه لن يخلص إليك شيء تكرهه))..
الرسول صلى الله عليه وسلم يزور أبا بكر لترتيب أمر الهجرة في غير وقت زيارة ، حيث تخلو الشوارع من المارة .
قال ابن اسحق يروي عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : كان لا يخطيء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار ، إما بكرة وإما عشية ، حتى إذا كان اليوم الذي أُذن فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهري قومه أتانا بالهاجرة في ساعة كان لايأتي فيها .
الرسول صلى الله عليه وسلم لا يبوح بأمر الهجرة إلا لمن يهمه الأمر حصراً .
قال ابن اسحق : لم يكن يعلم بأمر الهجرة إلا علي بن أبي طالب ، وأبو بكر الصديق رضي الله عنهما .
ولو تابعنا حديث عائشة السابق لوجدنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ساعة وصوله إلى بيت أبي بكر رضي الله عنه ، طلب منه إخراج كل من في البيت ليتسنى له الكلام .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه : ((أخرج عني كل من عندك))..
فيقول أبو بكر : يا رسول الله إنما هما ابنتاي .
وفي البخاري ، إنما هم أهلك . ويعني عائشة التي كان قد أنكحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم …
4. وحتى الذين عرفوا بخروجه لم يعرفوا وجهته .
5. الرسول صلى الله عليه وسلم يخرج مع صاحبه من خوخة في ظهر البيت ، ولا يخرج من الباب الرئيسي للبيت ، خوفاً من احتمال الرصد .
6. الرسول صلى الله عليه وسلم يختار للهجرة ليلة غير مقمرة، فقد كانت الهجرة في بدايات الشهر القمري (بدايات ربيع الأول).
7. الرسول صلى الله عليه وسلم يختار في الرحلة الأيام الحارة، فقد كانت هجرته في شهر أيلول ، وهو من الأيام الحارة نسبياً في تلك البلاد .
8. كانت حركة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الجنوب ، باتجاه اليمن .عكس الاتجاه المقرر للرحلة ، وهو الشمال ، وذلك إمعاناً في السرية والتورية .
9. الاختباء في الغار (غار ثور) ، ثلاثة أيام ، ريثما يخف الطلب ، مع دخول الغار ليلاً ، لمنع الرصد .
10. استكشاف الغار قبل دخوله من قبل أبي بكر رضي الله عنه ، لتأمين حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
11. سلوك طريق غير معروفة إلى المدينة المنورة ، والاهتداء بدليل من أكفأ أدلاء مكة .
12. بث العيون في مكة لجلب الأخبار ، ولقد كانت هذه مهمة عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما .
13. تأمين الطعام والشراب بتغطية أمنية رائعة ، ولقد كانت هذه مهمة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما.
وهكذا يتبين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يتمتع بحس أمني رائع .
فهو يسرُّ عندما يحتاج الأمر إلى كتمان وإسرار ، ويجهر عندما يحتاج الأمر إلى جهر، ويعرف متى ، وأين ، ولمن ، يكون الجهر والإعلام …
فما أجدرنا أن نستفيد من هذا الفقه النبويّ الرائع في ثورتنا المباركة ، لكي نفرّق بين الأعمال الدعوية والإعلامية والإغاثية التي يجوز فيها الجهر بالمعلومة وتصويرها ، وبين الأعمال الأمنية والعسكرية التي تحتاج إلى أقصى درجات الحيطة والحذر والسريّة ، حتى لو حدثت في بعض المناطق المحرّرة من الوطن الحبيب ، طالما ظل التفوّق الجوي في صالح العدو الظالم ...
فربّ تساهل بسيط في معلومة أمنية أوعسكرية ، تسبّبت في استشهاد نخبة من خيرة أبناء الوطن الحبيب ...