العمليات الفدائية الفردية اصابت دولة الاحتلال بالعجز
التصعيد بالتصعيد ,والنار بالنار ,والدم بالدم ,والوجع بالوجع معادلة أرسي قواعدها رجال فلسطينيين امنوا ان الموت واحد والشهادة هي السبيل والوطن لن يبقي محتلاً للابد ,والشعب لن يرفع الراية مستسلما بل يتسابق فيه الرجال على تدفيع الاحتلال الثمن باهضا لارتكابه الجرائم اليومية بحق أبناء شعبنا دون ان يفكروا ان اليوم التالي قد يأتي محملاً بوجع مضاعف لهذا المحتل المجرم الذي ما ترك للفلسطينيين خيار ليفكروا في غير المواجهة ومنازلة الصهيوني الذي يستبيح الأرض والعرض ويمارس الكراهية والعنصرية والتطرف , يسرق الأرض ويستوطنها ,يقتل ويعدم على مرأي ومسمح العالم الجبان , يدنس المقدسات ويهدم البيوت ويفجر الحارات , يقتحم المدن والمخيمات بعشرات العربات المصفحة المضادة للرصاص , ينشر الموت بين الازقة , ويحرق الأخضر واليابس انتقاما من اهل هذه المدن التي مازالت تقاوم بأبسط الأدوات معتقدا انه سيقضي على المقاومة الوطنية ويحدث حالة ردع غير مسبوقة يستعيد فيها الهدوء المطلوب ليكمل برنامجه التوسعي الاستيطاني والذي يسعي من خلاله لأنشاء كيان صهيوني خالص القومية على ارض فلسطين.
اول صفعة على وجه حكومة التطرف الصهيوني الجديدة جاءت موجعة بعد اقل من 24 ساعة على ارتكاب هذه الحكومة مذبحة في مخيم جنين الذي يعتبر عنوان المرحلة وكسر صموده يعني ان دولة الاحتلال ستتمكن من كسر المقاومة وتفكيك خلاياها هناك لا سيما ان خطة الحكومة السالفة "كاسر الأمواج " قد فشلت في ذلك ,ارتكب الاحتلال المذبحة ولم يحقق أهدافه من ورائها لكنه واجه مقاومة لم يواجهها من قبل . الصفعة التي تلقتها حكومة التطرف جاءت على قاعدة " مذبحة مقابل مذبحة والجروح قصاص " وكشفت عجز هذا الكيان الذي أطلق العنان لتطرف كلابه المسعورة (بن غفير وسموترتش ,اريه درعي , يؤاف غالنت وبالطبع زعيمهم نتنياهو ) ليركبوا الموجه ويعتقدوا انهم بتطرفهم يستطيعوا ان يحققوا مزيدا من تأييد الشارع الإسرائيلي المحتقن بالأساس ضدهم وبالتالي وتوحيد صفوف الإسرائيليين والتفاهم حول حكومتهم , واعتقد ان مزيدا من الفشل في مواجهة المزيد من الصفعات سيؤدي في النهاية الي اسقاط هذه الحكومة الإرهابية .
المحير للمنظومة الأمنية الصهيونية انها لم تجد أي علاقة بين منفذي هذه العمليات ورجال المقاومة سواء في غزة او جنين ما يؤكد ان مذبحة جنين كانت السبب الرئيس وليس كما يصور الاعلام العبري خاصة فيما يخص منفذ عملية الكنيس اليهودي بانها جاءت لانتقام المنفذ لاستشهاد جده قبل 24 عام على ايدي مستوطن متطرف، نعم قد يكون هذا أحد الأسباب لكن السبب الرئيس هو ما حدث في جنين ,لا سيما ان شهود عيان ذكروا للأعلام العبري ان المنفذ اثناء تنفيذ العملية كان يهتف لجنين وشهداء جنين. عملية اخري نفذها طفل فلسطيني لم يتجاوز الرابعة عشرة من العمر حيرت رجال الامن لأنها جاءت لتؤكد ان الانتقام لشهداء مجزرة جنين هو اهم أساب اقدام هؤلاء الشبان على تنفيذ هذه العمليات الفردية الناجحة ما يجعلنا نؤكد ان أي تصعيد قادم في أي مدينة فلسطينية اخري كنابلس التي كان يتوعدها وزير الجيش وبن غفير لن تمر مرور الكرام دون ان يدفع المحتل الثمن وفي عمق مدنه المحصنة التي تعج بالعسكر ودوريات رجال المخابرات والقوات الخاصة ومئات عربات الشرطة ومئات كاميرات المراقبة التي تتتبع كل شخص يسير في شوارع المدينة الفلسطينية التي ترفض بالدم كل محاولات التهويد وتبقي العاصمة التاريخية الدولة الفلسطينية .
عمليات فردية اصابت حكومة الاحتلال بالعجز الحقيقي في قدرتها على توقع حدوث مثل هذه العمليات بعدما أصبح لدي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية اعتقاد انها استطاعت ان تمنع الفلسطينيين من الوصول الي المدن الإسرائيلية لتنفيذ مثل هذ العمليات، عجز احتلالي حقيقي في دراسة سلوك الافراد او حتى النشطاء الفلسطينيين بالرغم من مراقبتها كافة الحسابات الخاصة بالنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وتوظيف كل ما تملك المؤسسة الأمنية لجمع المعلومات التي تمكنها من احباط أي عملية متوقعة. تدرك حكومة نتنياهو انها السبب في هذه المواجهة لكنها لا تعترف بالعجز او عدم القدرة على وقف مثل هذه العمليات ما يعني اننا نتوقع المزيد من العمليات طالما التصعيد الإسرائيلي على حالة ولم تتراجع هذه الحكومة المتطرفة عن مخططاتها الاجرامية.
ما بات واضحا ان هذه الحكومة المجرمة تريد ان توظف هذه العمليات لأجل تصفية الوجود الفلسطيني في القدس واقتلاع الهوية الفلسطينية بترحيل اهالي واقارب المنفذين الي الضفة دون ان يعترفوا ان هذه العمليات اثبتت ان كل عمليات استهداف الشعب الفلسطيني ستقابل بمزيد من العمليات الفدائية الفردية ولن تنجح هذه الإجراءات في إعادة الامن والاستقرار للقدس المحتلة, ويجب ان يدرك العالم ان برنامج حكومة نتنياهو المتطرفة هو الذي فجر المشهد وادي لتصاعد مثل هذه العمليات التي تعجز أي حكومة اسرائيلية عن احباطها وتعجز عن منع المزيد منها مهما ارتفع مستوي الإجراءات العقابية بحق الفلسطينيين في القدس والضفة.
العمليات الفردية تعني ان هؤلاء الابطال لا يتبعوا أي فصيل فلسطيني وليس لهم علاقة بكتائب المقاومة ,وليس لهم أي نشاط وطني وهم افراد عاديون انتماءهم الأول الدين والشعب والوطن وهذا يعني ان رد دولة الاحتلال على مثل هذه العمليات يساوي صفر وخاصة الإجراءات العلنية والسرية التي اتخذها "الكابينت الصهيوني المصغر", والقراءة الأولية لمثل هذه الإجراءات تؤكد انها قد تأتي معاكسة لتوقعات قادة الاحتلال وفي ذات الوقت تكشف حالة العجز التام للمؤسسة الأمنية وعدم قدرتها على منعها بالكامل, هذا العجز سيستمر طالما رجال حكومة نتنياهو يتسابقوا لاتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية والمضادة لإحباط هذه العمليات الفردية والتي ستحول المجتمع الإسرائيلي لمجتمع مرعوب غير امن في مدنه وحتي بيوته حتي لو حمل الجميع السلاح وناموا وهو على اكتافهم لان قادتهم لا يريدوا ن يعترفوا ان السبيل الوحيد لوقف العمليات الفردية هو وقف التصعيد بحق الفلسطينيين واغلاق دائرة الدم التي تتسع بفعل سياسة هذه الحكومة المتطرفة .
وسوم: العدد 1017