الثعلب الأمريكي.. وراعي البقر الأمريكي.. رجل واحد!!
الثعلب الأمريكي.. وراعي البقر الأمريكي..
رجل واحد!!
د. موفق مصطفى السباعي
كتب أحد الإعلامين الكبار .. المشهورين في قناة الجزيرة .. وله برنامج مثير للجدل !!!
مقالة بعنوان :
الثعلب الأمريكي نجح .. حيث فشل الكاوبوي ؟؟؟
يزعم أن أوباما كان أذكى .. وأدهى من سلفه بوش !!!
لماذا ؟؟؟
لأنه – حسب تفكيره .. وما توصل إليه علمه – إستطاع تجنيب أمريكا الدخول في مغامرات .. وحروب خارجية .. ووفر عليها مليارات الدولارات .. وتمكن بدهائه الأسود .. أن يجعل الآخرين يتقاتلون .. ويحققون لأمريكا مصالحها نيابة عنها .. وهي تتفرج عليهم !!!
وغاب عن تفكير صاحبنا .. أن موقع الرئيس في الدول الديموقراطية .. يختلف كل الإختلاف عن موقعه في الدول الدكتاتورية .. الإستبدادية .. وأنه ليس له مطلق الحرية في تقرير الحرب والسلم .. إن موقعه مجرد موقع شرفي .. وتنفيذي للقرارات الصادرة من مجلس النواب .. وقد يكون له هامش ضيق من الحرية .. والحركة ضمن هذا المجال .. والسياسة العامة للدولة الديموقراطية لا تتغير .. ولا تتبدل بتغير وتبدل الرؤوساء !!!
هذا أولاً ..
وثانياً : إن دخول الجيش الأمريكي عابراً للمحيطات .. والقارات إلى أفغانستان .. في أواخر 2001 لم يكن عبثياً .. ولا نزوة شخصية بوشية .. ولا مسايرة لهوى شخص الرئيس بوش .. وحتى لو كان في ذلك الوقت أوباما .. أو روزفلت .. أو أي رئيس آخر لسلك نفس السلوك .. لأنه كان واجباً قومياً .. وطنياً لا مفر ولا مهرب منه !!!..
لأن أمريكا تلقت في 11-9-2001 صفعة كبيرة .. وإهانة عظيمة زلزلت أركانها .. وأسقطت هيبتها .. وداست على كرامتها .. فكان منطق الجبروت .. والطغيان .. والإستكبار يقتضي الإنتقام والثأر .. لرد الإعتبار لأمريكا .. ولغسل العار الذي لحق بها !!!
ونفس الشيء ينطبق على غزو العراق في نيسان 2003 .. فقد غدا صدام شبحاً هائلاً .. مخيفاً .. مرعباً لأمريكا .. ومصدر تهديد لمصالحها .. ومصالح عملائها .. وعبيدها .. يؤرق ليلها .. ويعكر صفو حياتها !!!.
علاوة على إنتشار خرافات في ذللك الوقت – بإسم تنبؤات – أنه الشخص الموعود لإزالة إسرائيل من الوجود .. فكان الواجب القومي .. والوطني الأمريكي يقتضي التخلص منه .. ليس لشخصه فحسب .. وإنما لنظامه وما يشكله من قوة استراتيجية هائلة .. تزعج أمريكا وحلفاءها !!!
وفي كلتا الحالتين .. لم يكن يوجد بديل .. ولا من ينوب عن أمريكا في تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه !!!
أما الوضع في سورية :
فالأمر يختلف إختلافا كبيراً .. وهائلاً .. ولا توجد نقطة واحدة مشابهة لأفغانستان والعراق .. ولا مبرر للمتحزلقين .. والمتفلسفين .. والمحللين السياسيين .. والمدعين للفهم والعبقرية !!!..
أن يقولوا :
أن أمريكا بقيادة الزنجي الأسود .. تريد أن توفر جنودها .. وأموالها .. وتنأى بنفسها عن المغامرات الصبيانية .. البوشية الطائشة .. وتنيب عنها غيرها في تحقيق أهدافها !!!
ما أجهل هؤلاء .. وما أتعس تفكيرهم .. وما أضيق رؤيتهم .. ألا ساء ما يحكمون ؟؟؟
ألا يعلم هؤلاء أن نظام الأسد يختلف كلياً عن نظام طالبان وصدام ؟؟؟
ألا يعلم هؤلاء أن نظام بشار .. هو النموذج المثالي للمحافظة على المصالح الأمريكية .. والحارس الأمين للدويلة العبرية .. والشرطي الحاذق .. الصادق .. المخلص .. الوفي لأمن أمريكا وعبيدها وغلمانها .. من عرب وعجم .. وشرق وغرب ؟؟؟
إذا كان الكل يقر .. ويوافق .. ويصادق على هذه الحقائق !!!
إذن ما هي المبررات .. والمسوغات .. للتدخل الأمريكي في سورية ؟؟؟
ولو كان بوش موجوداً الآن .. لفعل ما يفعله أوباما !!!!
إذن ليس عدم التدخل الأمريكي نابعا من ضجر الرئيس .. وسأمه .. وملله من التدخلات الخارجية .. وليس عزوفاً .. ولا زهداً في القرصنة الأمريكية المعروفة .. المعهودة !!!
وليس تنفيذا لعهود سبق أن قطعها على نفسه سيد البيت الأسود .. أن لا يقحم جيشه في نزاعات خارجية !!!
وليس تبديلاً ولا تغييراً في السياسة الأمريكية .. وتوكيلاً للآخرين .. لينوبون عنها في تحقيق مصالحها!!!
وليس لأن هذا الزنجي الأسود أكثر ذكاء .. ومهارة .. وشطارة من بوش الأبيض !!!..
وما أعلم أنه قد مر على تاريخ البشرية .. عبد أسود كان ذكياً .. إلا أن يكون مسلماً .. إذ أن إسلامه يقلبه ويحوله إلى عبد أسود ذكي .. ماهر .. شريف .. كريم .. يُشار له بالبنان !!!
إذن ليس السبب هذا .. ولا ذاك !!!
وإنما لايوجد لدى النظام السوري أية مخاطر .. ولا تهديدات لأمريكا وعبيدها !!!
فهي مرتاحة .. مبسوطة .. تتمتع وتتفرج .. على أنهار الدم تجري على أرض سورية .. وأشلاء المسلمين تتقطع .. وتتمزق .. وتتبعثر في شوارعها .. وأزقتها على يد عبد زنيم .. داعر !!!
فأمريكا لم تغير جلدها .. منذ أن ظهرت على وجه الأرض .. وتسمت بإسم مكتشفها ماركو !!!
هي الثعلب .. وهي راعي البقر .. والثور .. والحمار .. وهي آكلة لحوم البشر .. والخنازير !!!
هي .. هي .. لم تتغير ولم تتبدل .. ولن تتغير .. ولن تتبدل .. حتى يذلها الله .. ويقهرها .. ويهلكها .. ويشل قوتها !!!