قصة واقعية حصلت في عهد الديكتاتور الأول
أعزائي القراء …
هذه واقعة أذكرها تماماً وأذكر اسم بطلها الوطني التاجر الحلبي ولكن أتحفظ على إسمه واسم عائلته ،لاسباب واضحة حيث اصبح في عهد هؤلاء الحكام ، الوطني متهماً والكريم عميلاً وفاعل الخير مطلوبا ً للمخابرات ، فهذه الصفات ممنوعة على السوري ان يحملها لانها تعني برأي مخابرات النظام محصورة بالسيد الرئيس ، ولا أحد يزاود عليه .
في إحدى السنين رغب تاجر شاب ميسور الحال في حلب ان يقوم بعمل خيري يفيد به أبناء وطنه ، فخصص عشر جوائز للحاصلين على الثانوية العامة بتفوق وبأعلى مجموع على مستوى القطر ، وخصص لكل طالب متفوق ١٠ الاف ليرة يوم كانت الليرة لها قيمة باجمالي ١٠٠ الف ليرة جوائز للمتفوقين ،اضافة لمصاريف حفلة العشاء ودعوة اهالي الطلاب ووجهاء الحارات لهذه الحفلة ، حيث بلغت قيمة الجوائز مع مصاريف الحفلة حوالي ١٥٠ الف ليرة سورية بقيمتها كانت تشتري منزلاً محترماً في ارقى احياء حلب .
واقام الرجل الحفلة والقيت الخطب التشجيعية من قبل الوجهاء واعلن صديقنا التاجر انه سيستمر في هذا البرنامج ما اعطاه الله من توفيق في عمله. من اجل ابناء وطنه ،
ودع المدعوين التاجر شاكرين له حسن صنيعه .
وفي الليلة التالية قرع باب بيته زائران من المخابرات وطلبوا منه الذهاب معهم الى فرع المخابرات ، لم يعرف الرجل سبباً يدعوه للاعتقال ، ولما وصل ادخلوه إلى غرفة مظلمة والشتائم تنهال عليه من كل جانب ، فلقد قام بعمل غير لائق بحق السيد الرئيس ليظهر بعمله الرئيس في مستوى متدني لايهتم بشعبه ،. وبعد هذه الاهانات اخرجوه صباحاً لمقابلة سيدهم ، فاكمل عليه بالكلام الوسخ بمستواه القذر ، مهدداً اياه ان فعلها ثانية ، فسيكون الرد قاسياً.
تحامل الرجل على نفسه منطلقاً الى بيته ماكثاً شهراً ممداً في فراش المرض صامتاً لايتكلم خشية انتشار فعلة المخابرات القذرة بين الناس فيعاد اعتقاله واعتقال من يتناول الخبر بنشره.
وبعد أشهر معدودة وصلت الاخبار لكل بيت فكانت فضيحة تضاف إلى فضائح اقذر عصابة عرفها التاريخ .
ثم يقول لك اصحاب البدلات الرمادية الانيقة :ياشباب والله كنا عايشين كيلو البصل كان بنص ليرة ، والمته معبية الدنيا، والاراكيل شغالة ، والمطرب علي الديك اغانية للفجر .
ولاك منا عشر ثورات لتنضف البلد من هذه الحثالة القذرة لبناء سوريا الجديدة بحريتها وديموقراطيتها وبنائها من جديد بعزها وشموخها .
وسوم: العدد 1035