التحذير من أن نكون أمة كلام..

قال الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾

ما أعظمها من آية تصف حالنا

حذرنا ربنا من الكلام الذي لا يتبعه عمل

لأن بائع الكلام هو بائع وهم

ولكنها صارت أمة كلام وثرثرة إلا من رحم الله...

كل واحد فيها قادر يصدر كلاما بلا توقف كالبث الإذاعي والفضائيات...

وأكثره لغو وتكرار وجدل وخداع ومبالغات...

وجاءت وسائل الإعلام والاتصال لتزيد من تجارة الكلام واللت والعجن...

فتجد كل من هب ودب يقيم صفحة على الفيس بوك ويغرد في تويتر  وينشر فيديوهات على اليوتيوب..

بلا كلل ولا ملل ولا سآمة ولا ضجر

وكلما أغرقت في التفاهة والسطحية حصدت مزيدا من أصوات المعجبين...

أما أصحاب المشروعات الجادة فبضاعتهم مزجاة...

فضلا عن أن المشروعات الجادة لا نصير لها إلا أقل القليل...

يكتب أحد الثرثارين مقالا أو قصيدة فينشرها في وسائل التواصل فيظن نفسه وكأنه قد فتح القسطنطنية وحرر فلسطين...

ولو أنه أطعم مسكينا لكان خيرا له من أن يقول أطعموا المساكين ويده مغلولة إلى عنقه

أمة تحب الكلام...

والشعارات الطنانة..

ولغة الخطابة

والفرقعات الصوتية

والدبكة في الميدان...

والكلام ببلاش

بل ربما عاد عليك ببعض المال

والمدح والثناء

والمطبلون كثيرون

ويا لحال أمة يجمعها صوت الطبل

وتعشق الكلام

ولا تجيد شيئا سوى الإنشاء

وهو عندها

أجود الأشياء

والسلعة الوحيدة للتصدير

كل صباح وكل مساء..

وسوم: العدد 1041