ضرورة يقظة أولياء أمور الناشئة المتعلمة بخصوص دس ما قد يضر بها في البرامج والمقررات الدراسية
ضرورة يقظة أولياء أمور الناشئة المتعلمة بخصوص دس ما قد يضر بها في البرامج والمقررات الدراسية والكتب المدرسية مما يتنافى مع قيمنا الإسلامية
الدافع إلى تحريرهذا المقال ،هو ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع ، ويتعلق الأمر بتحذير أولياء أمور الناشئة المتعلمة من اقتناء اللوازم المدرسية التي تحمل رموز مشبوهة من قبيل رمز الشواذ جنسيا أوغيره من الرموز .
وأهم من هذا التحذير ، وهو تحذير في محله ، و له ما يبرره ، التحذير مما قد تتلقاه الناشئة المتعلمة من معلومات في البرامج والمقررات الدراسية ، والكتب المدرسية التي قد يكون في بعضها من المدسوس الذي يهدف من دسوه إلى تلقينه لها، وهو مما يتناقض مع الغايات والأهداف المنصوص عليها في المناهج الدراسية الوطنية ، وعلى رأسها المحافظة على قيمنا الإسلامية التي هي من ثوابت الأمة ، ومن صميم هويتها .
ومن المعلوم أن البرامج والمقررات لبعض المواد الدراسية، قد تكون أهدافا سهلة لدس ما لا تقره قيمنا الإسلامية من قيم وافدة غريبة عنا. ولا شك أن المواد القرائية سواء بلغتنا الأم أو باللغات الأجنبية المعتمدة في منهاجنا الدراسي، هي المؤهلة لهذا الدس تلك تحت ذريعة تعليم قواعد وأساليب اللغات ، إلى جانب مواد إنسانية أخرى ذات طابع أدبي كالفلسفة والاجتماعيات ، وقد يتعدى الأمر ذلك إلى مادة التربية الإسلامية أيضا . وهذا لا يعني أن المواد العلمية بمنجاة من هذا الدس خصوصا مادة علوم الحياة والأرض التي تتناول بعض دروسها الجانب الفسيولوجي في الإنسان ، والذي قد يكون مطية لتمرير الانحراف الخلقي عوض ما يسمى بالتربية الجنسية .
وقد يتساءل أولياء أمور الناشئة المتعلمة عن السبيل إلى معرفة المدسوس في البرامج والمقررات الدراسية ، وفي الكتب المدرسية مما قد يضر بها ، والجواب عن ذلك ،هو ضرورة التواصل مع هيئة التدريس ، وهيئة الإدارة والمراقبة التربوية التي لها احتكاك مباشر بالمنهاج الدراسي .
والكتب المدرسية الأجنبية التي تعتمدها مؤسسات التعليم الخصوصي، هي المؤهلة مضامينها أكثر من غيرها لنقل معلومات غريبة عن قيمنا الإسلامية ، والتي قد تلقن دون تنصيص من يلقينها للناشئة على ذلك، خصوصا إذا كان من يلقينها له قناعة أو توجه أو ميل لنشرها تحت شعار الانفتاح على الغير ، والتعايش ، والتسامح ... إلى غير ذلك من الشعارات التي تغري الناشئة ، وهي من قبيل الباطل الذي يسوق على أنه حق ، علما بأن هذه المفاهيم يوجد في قيمنا الإسلامية ما يغني عن التماسها في قيم الأغيار الغريبة عنا ، ولا مجال للمزايدة ههنا بالقول إنها قيم كونية لأنها تأخذ طابع المرجعيات والخلفيات ، والتي لا يمكن أن تكون واحدة . ولا مجال لشيطنة ،أواتهامه، أوتجريمه من ينبه إلى ذلك.
وإذا كانت الرموز المشبوهة التي تمرر عبر اللوازم المدرسية قد تثير فضول الناشئة المتعلمة البريئة لمعرفة دلالتها ،وهو ما قد يؤثر فيها سلبا ، فإن بعض مضامين البرامج والمقررات الدراسية، والكتب المدرسية الغريبة عن قيمنا، قد تثير فضولها ، وقد تؤثر فيها أيضا بحيث تتعامل معها على أساس أنها دون حمولة مشبوهة تنطوي على مخاطر.
ويبقى علينا أن نهيب برجال ونساء التربية مدرسين، وإداريين، ومراقبين تربويين أن يستحضروا جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، وهي تنشئة الناشئة المتعلمة وفق قيمنا ، وصيانتها من كل انحراف عنها قد يكون مصدره بعض ما يدس في بعض البرامج أوالمقررات الدراسية أو في الكتب المدرسية ،سواء كان ذلك عن قصد، وسبق إصرار، أو دون قصد . ولا شك أن المجالس التربوية والندوات واللقاءات المنصوص عليها في التوجيهات التربوية الرسمية ،من شأنها أن تكون الوسيلة القانونية للكشف عن كل دس مشبوه . وعلى الجميع أن يستحضر أبناءه وبناته وهو يؤدي مهمته النبيلة ، فكما أنه لا يرضى لهم الانحراف عن التربية السليمة المصونة بقيمنا الإسلامية ، فكذلك عليه ألا يرضى بذلك لأبناء وبنات غيره ، علما بأن أطر التربية كل حسب اختصاصه، هم آباء وأمهات الناشئة المتعلمة بعد الآباء والأمهات الطبيعيين .
و في الأخيرلا بد من التذكير بأن مجتمعنا صار اليوم أكثر من أي وقت مضى مستهدفا في قيمه ، وفي هويته ، وصار من يستهدفونه يصرحون بذلك جهارا نهارا مستغلين كل الوسائل المتاحة لهم ، ومستغلين أيضا الهامش المتاح لحرية التعبير في بلادنا .
وسوم: العدد 1046