بانتظار توجيهكم أيها الصامتون
الموقف الوطني السوري- الثورة السورية- المعارضة السورية- المجتمع والشعب السوري- التاريخ السوري…
كل أولئك بحاجة إلى مرجعية، أو إلى قيادة، مرجعية تقول عن علم وعن حكمة أيضا فيقول بقولها كل العقلاء الذين يرقبون قولها، ليقولوا بما تقول ..
وتقول فيسجل التاريخ ما تقول، وثيقة تحفظ، ومنارة تضيء..
أقرر هذا لأذكر كل الغفاة والشاردين أنه بعد عملية مدرسة المدفعية الأليمة التي نفذت في حلب، في ١٦ / حزيران سنة ١٩٧٩..
أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانها، الذي نفضت يدها من العملية، ودفعت عن نفسها مسؤولية ارتكابها، أو الاشتراك فيها، وهو الأمر الذي ظل حافظ الأسد، ووزير داخليته عدنان الدباغ يدندنان عليه..!!
الدين والتاريخ وعلم السياسة والمقتصي الوطني يفرض علينا أن نكون حضورا، وأن نقول، حتى لا يقوّلنا مثل حافظ أو بشار الأسد ما يريدوننا أن نقول..
وما جرى بالأمس، في الكلية الحربية في حمص، لم يكن حدثا عاديا في تاريخ سورية المضرج بدم أبنائها على مدى اثني عشر عاما…لم يكن مثل ذباب طار أمام أعيننا فنقول له بأيدينا كذا..
ونلحظ منذ الأمس حرص عدونا على توظيف الحدث لمصلحته، لمصلحة مشروعه في القتل والتهجير والتفتيت، ولا يجوز أن نقبل أن نكون بعض أدواته فيما يريد..
ولا نستطيع أن نصف حدث الأمس بأي وصف إلا على ضوء معطيات حقيقية من غير تدجيل ولا تغرير ولا تزوير ولا توظيف..
نعلم أن زمرة السلطة الغاشمة تملك أكثر الحقيقة، إن لم نقل كلها..
ومحاولات التضخيم للحدث بأبعاده ملاحظة لاحظها الكثيرون من القريبين والبعيدين، وبقي السؤال لماذا؟؟مفتوحا دون جواب..
عدد القتلى والجرحى ما زال موضوعا تحت اشارة استفهام
هل يمكن لمسيرة أو مسيرتين أن تحدثا هذا الحجم من الأضرار..
هل يريد بشار الأسد أن يأخذنا مثل قطيع خراف إلى وادي الشماتة، فنشمت، ونهيم فيه، لنعيد ملأ القلوب التي خفت فيها وهج النقمة، أو الخوف من جيرة العمر المفروضة..؟؟
كيف سنستقبل الخبر إذا كان وراء ما حدث صهيوني أو أمريكي أو روسي أو إيراني أو حزبللاوي أو بشار الأسد نفسه..؟؟
شخصيا لا أريد أن أسبق بحواب. وشخصيا ما زلت منذ الأمس أنتظر الجواب، من كل المرجعيات الثورية والوطنية والشرعية، طبقا عن طبق…
لمصلحة من قُتل هؤلاء السوريون؟؟ ومن المستفيد من قتلهم؟؟ وكيف سيوظف قتلهم؟؟ وما هي الرسائل العاقلة الواعية التي يجب أن نرسلها بوصفنا ممثلين لموقف ثوري وطني مستقبلي…؟؟
أحفظ كل الأجوبة التي يمكن أن يرد بها العجلون عليّ، وأقول لهم ولكن التاريخ لا يصنع هكذا..
وأنا أنتظر من الذين تصدوا لصناعة تاريخ سورية الإرشاد….
وتبقى على لساني كلمة عزاء لكل أم سورية مكلومة منذ قتلت نار الحقد حمزة الخطيب وهاجر الشرعي وليلى أحمد وكذا من قتلهم طيران الأسد في هستيريا مصطنعة نعم مصطنعة منذ الأمس في فضاءات الشمال السوري..
كما المصائب لا هويات لها، وكذا قلب الأمومة لا هوية له عند إنسان مثلي..
أيها الصامتون فكروا وقدروا وقولوا لنقول بقولكم..
فلا يصلح الناس فوضى..
وسوم: العدد 1053