في مرض القلوب

بمثل هذا أصبحت في هذه الساحة المختلطة أخاطب زهيرا، مشفقا عليه:

تعلّم أين تضع فرحك. وأين تصرف حرنك.

افرز مشاعرك بشكل دقيق، وحسب بوصلة دقيقة. سيطر على مشاعرك، والجم أهواء نفسك واحذر أن ترديك..

لا تكن من أناس يدْعُون جهلا، أو قصورا منهم، بالشر دعاءهم بالخير.

وتذكر قول ربك:

(إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)

احذر يا زهير أن تكون منهم، فتفرح بمصيبة مسلم، وتحزن لنصره..

هذه الأيام هي من أيام الله وليست أيام المعاعاة..

يا عنز هذا شجر وماء

عاعيت لو ينفعني العيعاء

لا يفرح مؤمن بمصيبة مؤمن، ولا مسلم بنكسة مسلم، ولا يفرح إنسان بنهكة إنسان.

اللهم يسر مشهدنا لليسرى. وأعذنا من شرور أنفسنا. المغرور الذي لا غرور فوق غروره، من أمن شر نفسه التي بين جنبيه، وخشي شر جاره الذي بينه وبينه جدران مرتفعة، وأبواب موصدة.

وإذا ضاقت عليك زاوية الرؤية ففوّض:

اللهم انصر من كان في نصره نصرٌ للإسلام والمسلمين. واخذل من كان في خذلانه خذلانٌ للطغاة والمتجبرين والمعتدين.

لا تعجل على نفسك، فالساحة اليوم مزدحمة، والدعاوى كثيرة.

الموقف ضنك، والأهواء منتشرة وأخشى أنها مسيطرة ومتألهة على عقول أصحابها وقلوبهم ومشاعرهم.

من معاني مرض القلب أن لا تعرف أين تفرح، وأين تحزن، وأين تكبّر، وأين تعود للتدبير..!!

(وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا)

اللهم لا يغلب جندك..

ولا يذل ناصرك..

اللهم إن رمينا فأنت الرامي، وإن رُمينا فأنت الناصر والحامي

وعدتنا في وعد نبينا: (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ) اكفناهم بما شئت وكيفما شئت إنك على ما تشاء قدير.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1054