أليس اكتفاء القادرين على نصرة الغزّاويين بشجب العدوان الصهيوني عليهم عيبا وسبة ومعرة ؟؟؟

صدق الشاعر القائل :

ولم أر في عيوب الناس عيبا      كنقص القادرين على التمام

فهذا القول ينطبق تماما على كثير من القادرين على نصرة الغزّاويين وهم يتعرضون لأشرس عدوان من طرف العدو الصهيوني ، الذي حاول أن يغطي بذلك على هزيمته النكراء التي لحقت به جراء طوفان الأقصى.

 وما جدوى الشجب والتنديد مقابل  تصعيد الصهاينة يوما بعد يوم من وتيرة جرائم حربهم الفظيعة في غزة التي ذهب ضحيتها آلاف الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء والعجزة والمرضى ؟ إن وسائل الإعلام العربية  تطالعنا يوميا بسيل من عبارات التنديد والشجب يحرص من تصدر عنهم على وصلها بنعوت دالة على شدتها أو قوتها ، وهو ما لا يفيد في شيء المحاصرين العزل في قطاع غزة وسط دمار كبير وما خلفه من خراب غطى عددا كبيرا من الضحايا المفقودين لحد الساعة، وذلك لتعذر الوصول إليهم من جراء توالي قصف الطيران الصهيوني الأشد عنفا إلى جانب القصف المدفعي، والصاروخي الذي تمطره المدافع والدبابات والبوارج الحربية  بلا هوادة وبلا انقطاع ليل نهار. ويحصل كل ذلك في ظرف الحصار، وانقطاع الكهرباء والماء ، وعطل في وسائل التواصل ، وشح الطعام والشراب ، ونفاد الدواء ، وانعدام وسائل التطبيب والعلاج .... ؟؟؟

ومقابل الشجب والتنديد عندنا، نجد الأنظمة الغربية تمد العدو الصهيوني بكل أنواع العتاد الحربي الفتّاك الذي يجرب أول مرة ، فضلا عن إمداده بالأموال الطائلة، وتتباكى على هزيمته، وتسخر كل طاقتها ، ووسائل إعلامها لإظهاره بمظهرضحية وهو أشرس جلاد ، فأين هذا الدعم الهائل من عبارات الشجب والتنديد التي تسوقها وسائل إعلامنا ؟

وما إبداء أسف هذه الدول الغربية الكاذب على هلاك آلاف الضحايا  العزلة في غزة أطفالا، ونساء ، وعجزة، ومرضى سوى شماتة كان من المفروض أن تقدح فينا  زناد الحمية العربية والإسلامية ، وتحفز همما على القطيعة مع الشجب والتنديد ،والانتقال إلى الفعل الملموس الذي يجب أن تكون  بدايته الإعلان عن قطع كل صلة مهما كان نوعها مع الكيان الإرهابي والعنصري  ثم يلي ذلك تحديه وتحدي من يتخندقون معه بقطع  كل صلة بهم ، ومنعهم من مقدراتنا وخيراتنا ، وأولها وقودنا الذي به تتحرك آلتهم العسكرية ، ثم تحدي ما وضعوه من خطوط حمراء فوق حدودنا بين غزة وبين بلادنا العربية  لمنع وصول الدعم إلى إخواننا المحاصرين في الوقت التي تستعمل فيه قواعد عسكرية موجودة  فوق أراضينا لإمداد العدو الصهيوني بالعتاد الحربي المدمر ، وتحلق فوق أجوائنا طائراتهم لبث الدمار غير المسبوق في غزة .

وهل يجدي الشجب والتنديد، والدول الغربية تصر على رفض هدنة ووقف للعدوان على الغزّيين العزل دون أن يحرك ذلك فينا نخوة عربية إسلامية، فنقابل إصرارها بإصرارنا على نصرة أهلنا مهما كلف ذلك من ثمن، لأنه لا ثمن يؤسف عليه مقابل صيانة حرمة المسجد الأقصى الذي باركه الله تعالى، وبارك ما حوله ؟ وما معنى الغيرة وما قيمتها إذا لم تكن غيرة على أقدس ما قدسه الله عز وجل ؟

إن التاريخ يسجل المخازي  كما يسجل المغازي والبطولات والمواقف والمكرمات يا من قدرتهم ولكنكم خذلتهم .

ونختم بأقوال من قالوا وصدقوا  :

وإذا لم يكن من الموت بــــــــد          فمن العار أن تموت جبانــــــــا

يرى الجبناء أن العجز فخـــــر          وتلك خديعة الطبع اللئيــــــــــم

قل للجبان إذا تأخر سرجــــــه          هل أنت من شرك المنية ناجــي

الجبن عار وفي الإقدام مكرمة          والمرء بالجبن لا ينجو من القدر

وسوم: ألعدد 1056