سقوط غرناطة والمخطط الجديد لإسقاط المنطقة
أعزائي القراء ..
في يوم قارس من أيام كانون الثاني/ يناير عام ١٤٩٢ ميلادي غادر الأمير أبو عبد الله الصغير مع الركب الصغير ميمماً وجهه نحو الجنوب فلقد سقطت غرناطة.
وقف الأمير وركبه على رابية خارج أسوارها مودعاً بيوتها البيضاء وسكانها الذين أجبرهم من سموا أنفسهم بفرسان الصليب على تجرع كاس الموت أو تزيين صدورهم وجدرانهم وغرف نومهم بالصليب وفتح أبواب بيوتهم وكشف عوراتهم حتى لا تستطيع أن تميز مكان الإرهاب هل هي
شام بني امية على يد الجزار الدولي ، أم هي غزة هاشم على يد الصهيونية الدولية .
ولم ينس (سمو أمير غرناطة) أن يلقي نظرة الوداع بعيون دامعة على قصر الحمراء مرتع طفولته وأحلام شبابه ومركز حكمه ثم شد لجام فرسه ونزل الرابية مع بقية صحبه وتابع طريقه نحو الجنوب ثم إختفى الجميع وراء الأفق.
أعزائي القراء..
لقد سقطت غرناطة لأن أمراءها لم تقرأ سيرة المنتصرين من أمتنا أمثال خالد وسعد وعمر وصلاح الدين.
لأن قادة المسلمين يوم سقوط غرناطة من سلاطين المماليك وسلاطين الحفصيين، وملوك الدولة الزيانية وقفوا صامتين متفرجين وكانوا قادرين على إنقاذها منفردين أو مجتمعين ولكنهم لم يفعلوا.
بعد سقوط غرناطة أراد اعداؤنا وحكامنا ان يسقطوا لنا وللسبب نفسه ألف غرناطة.
فالقدس يريدون لها ان تكون غرناطة.
وبغداد الخلافة يريدون لها ان تكون غرناطة.
وقاهرة المعز يريدون لها ان تكون غرناطة وشام بني أمية يريدون لها ان تكون غرناطة
واليوم يعرضون لنا مسلسلآ جديدآ يمهدون له لسقوط غزة لتكون غرناطة جديدة.
لا أريد أن أزيد حتى لا أعدد كم عاصمة من عواصمنا يريدون تحويلها اليوم إلى غرناطة .
حكام العرب اليوم ، يعقدون مؤتمراتهم و يتجهمون أمام الكاميرات ، ثم أمام المايكروفونات يصرخون. واخيراً يلملمون حاجاتهم أمام الصحافة وهم يشجبون ويستنكرون ،ثم ينتهي اجتماعهم ، و إلى قصوروهم العامرة يرحلون وبشعوبهم يتسلون إرضاءآ لأعداء شعوبهم، تماماً كما فعل أمراء الأندلس يوم إتخذوا من أعداء أمتهم حلفاءآ لهم .
فكيف لا تسقط أيها القراء الأعزاء بعد ذلك غرناطه؟ ثم تلحق بها
ألف غرناطه......؟
إعذريني غرناطة
فيوم إغتيالك
لم أكن قد ولدت بعد
لم أتجرع كأس المرارة
وبعد أن ولدت
لم أكن بحاجة لأقرأ تاريخ سقوطك
فحكامنا طبعوا منك ألف نسخة
غرناطه!
لست اليوم وحيدة في بئر السقوط
فحكامنا أهدوا إليك أخوات..وإخوة
وسوم: العدد 1058