الوطنية ليست مزاجاً بل هي أسلوب حياة دائم
أعزائي القراء..
بعض المتخاذلين العرب وخاص من فريق محمود عباس يهاجم مقاومة غزة وتصرفها بسبب قيامها بعمليتها ، ثم يحاول أن يظهر نفسه على أنه وطني ويحق له النصيحة ، بسبب ان إسرائيل اعتقلته في مرحلة من مراحل حياته وان نقده للمقاومة في غزة مبني على ذلك التاريخ .
هذه الحجج التي يعتمد عليها امثال هؤلاء لاعطائهم حق النصيحة لايمكن الوثوق بها ، لفقدانهم الوطنية الحقيقية والتي تمثل مسيرة حياة وليست وطنية مزاجية تعتمد على فترة من فترات حياتهم.
والمثال التالي هو أحد الامثلة على هؤلاء.
كان المارشال الفرنسي بيتان في إحدى المراحل من حياته مثال الشجاعة والصمود والفخر في الحرب العالمية الأولى ثم انتقل إلى حضيض الاستسلام والمهانة والازدراء.. أيام انتصاره كرمته فرنسا بأسمى الرتب العسكرية فدعي بمارشال فرنسا. لثباته وصموده وانتصاره خلال الحرب العالمية الأولى، ثم انقلب الحال وصار رمزاً للاستسلام والهزيمة والانكسار فى الحرب العالمية الثانية بسبب تعاونه مع الاحتلال الألماني لفرنسا مبررًا لنفسه ذلك ،وحوكم بتهمة الخيانة العظمى وأدين وحكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم إلى السجن المؤبد.
ليس مهماً ان يكون للمرء تاريخاً ظرفياً في الوطنية يتباهى به ، ولكن آلمهم ان يحافظ على وطنيته في أشد الظروف صعوبة وقسوة ، فالوطنية برنامج حياة مستمر وليست الوطنية تصرف مزاجي متقلب.
وهذا درس لنا نحن السوريون.
وسوم: العدد 1063