العرب.. وغزة.. والاستعمار الجديد
أعزائي القراء..
وصل عدد سكان الأمة العربية إلى 473 مليون إنسان بموجب إحصاء عام 2023، يعيشون على ارض مساحتها 13 مليون كم مربع . خمس دول عربية تملك احتياطي من البترول ما مجموعه 713 مليار برميل نفط . وتملك من احتياطي الغاز 3 تريليون متر مكعب، ما يعني 27.5 في المئة من الاحتياطي العالمي.
ومن المعادن الغير مستكشفة كالحديد والزنك والنحاس والفحم الحجري، إضافة إلى الفوسفات، وكمثال فان انتاج الحديد في موريتانيا لوحدها بلغ 14 مليون طن سنوياً. اما الفوسفات، فتصدر المغرب اكثر من 30 مليون طن سنوياً. وهو ما يؤهله ليحتل الرتبة الثانية عالميا في الإنتاج بعد الصين (100 مليون طن سنوياً) أما في سوريا فثروتها المدفونة من غاز وبترول ومعادن فهي في ( ايدي امينة ) حيث تم توزيعها على الدول حامية تلك "الأيدي الامينة".. وتبين من خلال السبر الجيولوجي في بادية الشام والبحر المتوسط ان احتياطي الغاز المتوفر فيها يبلغ :
28,500,000,000,000 متر مكعب.
أي أن سورية ستحتل مركز قطر، بعد روسيا وإيران فور البدء بسرقته.
وبمقارنة احتياطي سوريا مع احتياطي الدول صاحبة المراكز الاولى في احتياطي الغاز وهي :
1 - روسيا 48,700,000,000,000
2- إيران 33,600,000,000,000
3- قطر 24,700,000,000,000
4- تركمنستان 17,500,000,000,000
يتبين لنا من هذه المقارنة ،ان سوريا ستحتل المركز الثالث عالمياً في احتياطي طاقة المستقبل وهو احد اسباب استعمار سوريا من دول عديدة وإبقاء موزع هذه الثروات على راس الحكم تحت مسمى" القيادة الأمينة ".
واترك موضوع الزراعة و الثروة الحيوانية و الثروة السمكية لكم لتقديرها.
كما لن أتوسع بالسلاح ولكن الدبابات لوحدها تعطي تصور عن عددها في الوطن العربي إذ تملك 6 دول عربية أضخم قوة دبابات في العالم.
هذا موجز عن البلاد العربية. فثرواتها ليست لها ، فهي للمستعمر الجديد ولشريكه الحاكم صاحب المليارات بلا عدد ، وسلاحها المخزن ليس لحماية شعبها فقد تبين انها مخصصة لقتل شعبها كما في سوريا ومصر ، فالطائرة الحربية الواحدة في سوريا مخصصة لقتل 20 الف إنسان سوري والدبابة الواحدة مخصصة لقتل 2000 إنسان سوري مع بيوتهم، واترك لكم بقية صنوف الأسلحة وفعاليتها ضد الشعب السوري .
هذه البلاد العربية اليوم بكل ثرواتها تقف عاجزة على املاء كلمتها من اجل ايقاف مجزرة غزة، و لا اقول محاربة إسرائيل والتي يشكل عدد سكانها فقط 2,5 مليون إنسان. يعيشون بمساحة قدرها 365 كم مربع ، وليس في قطاعهم بترول ولا غاز ومحاصرون من الجهات الاربعة.
و اكثر من ذلك هذه الثروات العربية الضخمة عاجزة عن ايقاف القتل والتهجير في سوريا وهم يشاهدون امام اعينهم زحف ملالي طهران إلى بلادنا العربية لاحتلالها دولة بعد دولة وجميع حكام العرب همهم بناء فنادق العشر نجوم مع أماكن اللهو والتسلية لاستقبال نساء روسيات و أوكرانيات من فئة العشر نجوم لتسهيل مهمة اصحاب الملايين بحجز غرفة لهم بعشرة الاف دولار لليلة الواحدة ، ولادخال البهجة والمتعة لنفوسهم بتعلمهم اللغة الروسية والأوكرانية "مجاناً" على ايدي سيدات العشر نجوم ، فتقيم لهم هذه الدول سهرات راس السنة على موسيقى النوافير الراقصة تكلف الملايين لم يشاهدوا مثيلاً لها في اوروبا و امريكا . واكثر من ذلك تخصص المليارات من الدولارات لبناء شركات مع العدو الاسرائيلي لدعم اقتصاده المتداعي بينما معابد اليهود تشق طريقها لبلادهم.
ورغم هذه القناطير المقنطرة من المال والسلاح والثروات ،لم اجد مع الأسف اسماً لدولة عربية من اصل 15 دولة صغيرة وكبيرة في ترتيب حملة الشهادات العليا و إن وجد في بعض الدول نسبة معقولة، فمعظمهم عاطل عن العمل . ولكن المؤسف اني وجدت اعداداً اكثر من 1 مليون من حملة الشهادات العليا يبحثون عن عمل في اوروبا وأمريكا وعلى الأخص من سوريا ومصر هرباً من دمار البلاد اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً .
اليوم تم تزويد معظم حكام العرب كما ذكرت بافضل أنواع الأسلحة ، بينما الغرب و إسرائيل مطمئنون لعدم استعمالها لتحرير فلسطين ودعم اهل غزة وقاية لهم من المجازر الجماعية التي تقام ضدهم . وأكثر من ذلك صنعوا للعرب دولة الملالي تهديداً لهم حتى يقفز الحكام العرب إلى حضن إسرائيل حماية لهم .
كل هذا الفشل العربي سببه واضح هو عدم وجود أنظمة ديموقراطية حرة يتنافس المواطنون الشرفاء لادارة بلادهم و بناء اوطانهم واحترام مواطنيهم، وترك الصندوق الحر يقرر قيادة الوطن . لقد تقدمت سوريا في العهد الديموقراطي تقدماً ملحوظاً حتى درست ماليزيا اسلوب الحكم في سوريا و الذي قاد إلى هذا التقدم ، لذلك قضى الاعداء على هذه التجربة الرائعة ، فتآمروا عليها حتى سلموا الوطن إلى افجر نظام ديكتاتوري عرفه العالم ، فكيف سيسمح المستعمر الجديد بتسليم القيادة للشرفاء .
أليست هي حرب عالمية مكتملة الأركان على الامة العربية؟، فلم يعد المستعمر بعد اليوم بحاجة لاحتلال اوطاننا بعسكره بقيادة الجنرال اللنبي ولا إلى الجنرال غورو ولا إلى لورنس ولا إلى كلوب باشا ، فيكفيهم تدمير الامة على يد من لايمت للعرب بصلة كالاسد والسيسي وماشابههم
فمتى تستيقظون ياعرب .؟
وسوم: العدد 1068