كتاب "عاصفة على الشرق الأوسط الكبير"
نشر السفير الفرنسي حديثا "ميشيل رامبو" كتابه المسموم: "عاصفة على الشرق الأوسط الكبير"
ما إن صدر الكتاب حتى احتفى به عملاء الأسد وأجراؤه، والعاملون عليه. وكأنهم كانوا معه على ميعاد.
لا أنصح جمهور الشعب السوري بقراءة الكتاب، خوفا عليهم من الجلطات، ولا سيما حين يرميهم الكاتب والكتاب بكل كذبة هي أكبر من أختها.. سجل متكامل من الكذب والزور وسوء التوظيف، وهذا أخطر ما في الكتاب.
وأطالب النخب السورية المطلعة والمثقفة والمتمكنة، من الانكباب على الكتاب، مطالعة ومتابعة وتفنيدا؛ لتقديم عدة قراءات حقيقية موضوعية نقدية. وأن تترجم هذه القراءات للغة الفرنسية وتنشر على المنابر الفرنسية أيضا. إدارة الظهر للكتاب تعني، أن يترك للمزيفين أن يكتبوا التاريخ.
أعتقد أن تعهد بعض الصحفيين الفرنسيين بتلميع بيت الأسد هو حلقة من المشروع الاستعماري الفرنسي في سورية، منذ اضطرار الاستعمار الفرنسي للمغادرة، وتمهيد الأمر إلى وكلائه فيها.
رسالتان أوليتان في كتاب السفير "رامبوا"
الأولى أن بشار الأسد خلال الفترتين الرئاستين اللتين قضاهما في الحكم في سورية كان إصلاحيا!! نعم وتشهد على إصلاحياته وصلاحيته عمليات الاغتيال في سورية ولبنان.. ولا أريد في هذا الايجاز أن أزيد.. ولكن إذا أحب السفير أن نعد، وإذا أحب حدثناه عن وثيقة "دمشق -بيروت – بيروت – دمشق" وعن ستة عشر ألف مفقود لبناني في سجون حافظ الأسد ورثهم الوراث الإصلاحي عن أبيه، لا أعلم إذا كان في لبنان من لا يزال ينتظرهم..
والرسالة الثانية في كتاب المسيو رامبو:
أن ما جرى في سورية منذ 2011 كان مؤامرة أمريكية صهيونية، أقول ربما، ولكن على سورية وعلى شعبها، وليس على بشار الأسد!!
رسالتي إلى المسيو "رامبو" هي
الفلاحون عندنا في سورية، إذا وجدوا في خطوط الحراثة انحرافا يقولون: الخط الأعوج من الثور الكبير.
فإذا كان ما جرى في سورية منذ 2011 مؤامرة صهيونية أمريكية، فمن الذي كان ينتظر منه أن يتصدى لها، وأن يحبطها، هل المواطن الفرد المطحون المضطهد المظلوم، أو كما يقول الفلاحون في وطننا: الرأس الكبير!!
أتفهم أن الذين اعتقلوا أطفال درعا فعلوا ذلك ليصادروا المؤامرة الصهيونية الأمريكية؟؟ وأتفهم أن الذين قتلوا الطفل الجميل ابن الثانية عشرة حمزة الخطيب، عوض الله والديه، إنما فعلوا ذلك ليتصدوا للمؤامرة الأمريكية الصهيونية، ولكن لا أتفهم لماذا يتم تعذيب أطفال مدارس كل ما فعلوه أنهم كتبوا على الجدران، ولا أتفهم لماذا تم التمثيل بجسد الفتى اليافع الجميل، هل يعرف المسيو رامبو كيف؟؟
لا أتفهم أي معاد للامبريالية والصهيونية ولمشروع الهيمنة الأمريكية اخترع شعار: المسيحي على بيروت والعلوي على التابوت.. في وقت كان سورية أحوج ما تكون إلى الوئام المجتمعي. كان الثوار المتهمون بالانسياق وراء المشروع الأمريكي يهتفون : واحد ..واحد .. واحد.. الشعب السوري واحد.. وكان الذين يزعمون أنهم يدافعون ضد المؤامرة الكونية الصهيو- أمريكية، تقطع ألسنتهم، وتحز أعناقهم!! هل سمع السفير رامبو بالسوري الجميل "غياث مطر" وهو ينشد للحرية مثل الشاعر الفرنسي "بول إيلوار" سأكتب اسمك على لوحي ودفتري ومقعدي المدرسي...
كتاب السفير الفرنسي، بل كتب السفير الفرنسي، الدعائية الترويجية، مدفوعة الثمن، يجب أن تقرأ وأن يرد عليها، وحبذا من كتب مفكرين فرنسيين أحرار، لا يبيعون كلماتهم بدراهم معدودات..
والهمة لأصحاب الهمة.
وسوم: العدد 1068