الباحثة ديبورا كوين : الصهيونية تطبع وسائل الإعلام الكندية والحكومات الغربية متحالفة سياسياً معها

تونس- “القدس العربي”: انتقدت ديبورا كوين، الباحثة في جامعة تورنتو الكندية، وعضو هيئة التدريس اليهودية المؤيدة للقضية الفلسطينية، دعم “الحكومات الاستعمارية في أمريكا الشمالية” لدولة الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها المتواصل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. كما اعتبرت أن “الصهيونية” سمة مميزة لأغلب وسائل الإعلام الكندية.

وأكدت يقينها بتحرر الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحصول مواطنيها على حقوقهم المغتصبة، مشيرة إلى أن من سمّتهم بـ “الشعب اليهودي ذي الضمير الحي” سوف يساعد في تحقيق هذا التحرير.

وأضافت، في حوار خاص مع “القدس العربي”: “على الرغم من العنف المبالغ فيه، وطويل الأمد، الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين، فإن معظم الحكومات الغربية متشابكة ماديًا ومتحالفة سياسيًا مع الصهيونية”.

وتابعت بالقول: “تتمتع الحكومات الاستعمارية الاستيطانية في أمريكا الشمالية بتاريخ طويل في تهجير السكان الأصليين، وليس لديها مشكلة في التحالف مع دولة تفعل الشيء نفسه مع الفلسطينيين. فالإمبريالية ما زالت حية، وبصحة جيدة في العالم، وهذا ما نراه عبر هذه المعايير المزدوجة”.

كوين: إذا لم يتمكن الناس من رؤية الحاجة إلى الوقوف إلى جانب شعب نجا وقاوم أكثر من سبعة عقود من السلب، وأكثر من 8 أشهر من الإبادة الجماعية، فمن الواضح أن رؤيتهم مغلقة بالعنصرية والكراهية

وحول دور “اللوبي اليهودي” في تغطية وسائل الإعلام الكندية المنحازة لإسرائيل في حرب غزة، قالت كوين: “من المهم أن نتذكر أنه ليس كل اليهود صهاينة، وليس كل الصهاينة يهوداً، لكن الصهيونية هي بالتأكيد سمة قوية و”تطبيعية” لوسائل الإعلام الكندية والغربية الرئيسية. هناك أيضًا لوبي مؤيد لإسرائيل نشط ومزود بموارد جيدة يعمل على تشكيل وسائل الإعلام والعديد من المؤسسات الأخرى في كندا والسياقات الغربية الأخرى”.

وكانت كوين شاركت مع عدد من الباحثين اليهود الآخرين في كندا، عام 2021، في تأسيس هيئة التدريس اليهودية المعارضة للتحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة (IHRA).

وأكدت أن الهيئة كانت في البداية تهدف لمحاربة اعتماد تعريف تحالف إحياء ذكرى المحرقة لمصطلح “معاداة السامية” في المناهج المعتمدة في الجامعات، بسبب دوره في تسليح معاداة السامية، وجعله سيفاً مسلطاً على كل من يؤيد القضية الفلسطينية.

وأضافت: “لكننا واصلنا عملنا، خلال السنوات القليلة الماضية، في النضال ضد العنصرية المعادية للفلسطينيين ودعم التحرير الفلسطيني. ونشعر أنه من المهم بالنسبة لنا، كعلماء يهود، أن نستخدم أصواتنا لمحاربة الاحتلال والفصل العنصري والإبادة الجماعية”.

وأكدت أنها تلقت “الكثير من رسائل الكراهية والمضايقات عبر الإنترنت بسبب دعمي لتحرير الفلسطينيين وتقرير مصيرهم، وخاصة لدعمي الصريح لمجموعة الطلاب من أجل فلسطين (المخيم في جامعة تورنتو)”.

واستدركت بالقول: “لكنني أرى أن هذه المضايقات هي سمة من سمات المشكلة الأوسع المتمثلة في العنصرية ضد الفلسطينيين. فإذا لم يتمكن الناس من رؤية الحاجة إلى الوقوف إلى جانب شعب نجا وقاوم أكثر من سبعة عقود من السلب (اغتصاب أرضه)، وأكثر من 8 أشهر من الإبادة الجماعية، فمن الواضح أن رؤيتهم مغلقة بالعنصرية والكراهية”.

وتحدثت كوين عن تجربتها في المشاركة في الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الكندية بالقول: “لقد علمتني حركة المخيمات أشياء كثيرة عن شجاعة الطلاب في الإصرار على ألا نحوّل أعيننا عن غزة وفلسطين، على الرغم من التهديدات والعنف الذي واجهوه. وكان العديد من المخيمات أيضًا بمثابة مساحات ثمينة متعددة الأعراق والأديان وتجارب في التعايش والتعاون، بما في ذلك بين الفلسطينيين واليهود”.

كوين: كان الشعب اليهودي أيضًا فلسطينيًا. ويتعين علينا أن ندرك القيمة المتساوية لجميع الذين يعيشون بين النهر والبحر

واستدركت بالقول: “الأمر (التعايش بين الطرفين) ليس بهذه البساطة، فقد كان هناك الكثير من المعاناة والصدمات، وسيكون هناك الكثير من الإصلاح الضروري لاستعادة السيادة والوجود المادي الأساسي للفلسطينيين”.

وأضافت: “لكن لدينا أيضًا تاريخاً طويلاً يمكننا البناء عليه، حيث كان الشعب اليهودي أيضًا فلسطينيًا. ويتعين علينا أن ندرك القيمة المتساوية لجميع الذين يعيشون بين النهر والبحر، وأن نسعى جاهدين لضمان مستقبل يتمحور حول المساواة في الحقوق والكرامة للجميع”.

وختمت بالقول: “ليس لدي أدنى شك في أن فلسطين سوف تتحرر، وأن الشعب اليهودي ذا الضمير الحي سوف يستمر في العمل للمساعدة في تحقيق هذا التحرير”.

وسوم: العدد 1084