طريق ايران هو الطريق الوحيد الذي أجبروا الفلسطينيين على سلوكه

أعزائي القراء …

لم يكن الفلسطينيون مخيرين في اختيار ايران للتوجه اليها  لمساعدتهم في دعمهم العسكري لتحرير وطنهم . بل كانت سياسة مدروسة  بين إسرائيل وايران والمخابرات الغربية لقيادة الفلسطينيين باتجاه الملالي بعد ان ضغطوا على الحكام العرب بالابتعاد عن الفلسطينيين بل محاربتهم سراً بكل الطرق وهم أصلا لم يكونوا بحاجة لضغط غربي فهم متفقون على تدمير المقاومة الفلسطينية . ماحصل للفلسطينيين باجبارهم على سلوك طريق ايران هي حالة حصل شبيه  لها في تاريخ المؤامرات .و سأضرب لكم امثلة حول هذه السياسة التآمرية وسأبدا بالمثال الاول :

احدى وسائل التي سمحت باحداث مجازر  رهيبة ضد الهنود الحمر  من قبل المستوطنين الاوروبيين كان بيعهم لبعض الأسلحة البسيطة لقاء مكاسب ، فكانت هذه الأسلحة مبرراً  اضافياً لإفناء الهنود الحمر  كون المستوطنين  يدافعون عن انفسهم ضد مجازر المتوحشين  الهنود وهذا المثال يشبه إلى حد بعيد  لجوء الفلسطينيين للايرانيين بشراء سلاح منهم  للدفاع عن انفسهم ، فتحقق  ايران وجهاً وطنيا خادعاً ، بينما كان الغاية  هي تبرير المجازر  ضد الفلسطينيين.

المثال الثاني : المرحوم ياسر عرفات كان اول من بدأ المقاومة المسلحة ضد إسرائيل  ولقي صعوبة كبيرة في التوفيق بين حكام دعوا انفسهم  بالتقدميين  واخرين أطلق عليهم بالرجعيين ، فمن اجل هدفه كان يذهب إلى القذافي ويقبل وجهه ورأسه  ويتواضع له لقاء  الحصول على شيء من دعمه  ولوكان متواضعا ً، ثم يذهب إلى السعودية ودول الخليج وهو يقبل عقالهم وخشومهم ليرضوا عليه ويزوده ببعض الدعم ، والمثال الثالث   كان بعد الانقلاب المصري على حكم الملك فاروق وكان هدف امريكا والاتحاد السوفيتي اضعاف النفوذ البريطاني في الشرق الأوسط ، وكان اول هدف لعبد الناصر لدعم حكمه هو بناء السد العالي  وكان نجاحه في بناء السد مقياس نجاح ثورته  . فبعد ان وافق البنك الدولي على تزويد مصر بقرض لبناء السد  تراجع بعد ذلك بناء على أوامر أمريكية ، وسبب ذلك كان هناك اتفاقا مع السوفييت باعطائهم مشاريع مصر  وتزويدها بالسلاح تحت المراقبه. ولم يجد عبّد الناصر وسيلة اخرى لبناء سده سوى اللجوء للسوفييت وهو المطلوب ، فكان سلوكه هذا الطريق هو بناءاً على اتفاق سري أمريكي مع السوفييت .

هذه الامثلة تثبت لنا ان من قاد الفلسطينيين لسلوك طريق ايران كان خطة مدبرة ومرسومة بإحكام مع ملالي طهران .فالقضية ليست قضية خيانة،  بل هي قضية مؤامرة كبرى حيكت بليل بين المخابرات الغربية وإسرائيل وايران وحكام عرب .

هكذا تحاك المؤامرات وهكذا يجبر  الآخرون على سلوك الطريق الذي يرسمونه لهم ، 

فالقضية ليست خيانة  ، القضية قضية مؤامرة كبرى ليست ضد الفلسطينيين فحسب بل ضد امتنا العربية باكملها  ، وعلينا الحذر الشديد في سوريا فهم يرمون شبكة مؤامراتهم ضدنا  على شاكلتها ، فلنكن واعين لمؤامرة الطريق الواحد الإجباري ولو طال زمن الثورة .

وسوم: العدد 1090