"خطة الجنرالات" ستتبخر أمام صمود غزة

خطة إجرامية تكمل مشهد جرائم الحرب والإبادة ضد قطاع غزة، وبعد أن فشل فشلا ذريعا في تحقيق أي هدف من أهدافه في الحرب المتوحشة على غز، يدرس رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تطبيق "خطة الجنرالات" في القاع لتحقيق هدف "تفكيك سيطرة حماس المدنية"، بحسب زعمهم وأوهامهم التي تعشش في رؤوسهم الخربة.

ويتداول الإعلام الصهيوني وثيقة اعتمدها منتدى الجنرالات والمحاربين، بمبادرة من الجنرال المتقاعد غيورا إيلاند، تتضمن خطة للقضاء على حركة حماس في غزة.

الوثيقة تعترف بشكل واضح  أنه "بالرغم من الضربات التي تلقتها حماس من العمليات العسكرية الإسرائيلية، فإنها لا تزال قادرة على ترميم ذاتها وتجنيد مقاتلين، كما أنها قادرة على توفير الوسائل القتالية، وتسيطر فعليا على توزيع الغذاء للسكان. كما تعود وتسيطر على كل موقع يخرج منه الجيش".

وتنطلق الوثيقة من أنه "ما دامت حركة حماس تسيطر على المساعدات الإنسانية، فلن يكون بالإمكان القضاء عليها".

وبحسب الجنرال أيلاند الذي صاغ الوثيقة، فإن "كل السكان الغزيين المتبقين في المنطقة شمالا من محور نتساريم بما فيه غزة المدينة، والبالغ عددهم نحو 300 ألف بعد تهجير الغالبية العظمى من السكان نحو الجنوب، سوف يتم إصدار الأوامر لهم بالنزوح فورا، عن طريق ممرات يوفرها الجيش وتحت حراسته".

وبينت الوثيقة، أنه "بعد أسبوع من أوامر الإخلاء، يتم فرض الحصار العسكري الذي لا يتيح لمن يتركون أي مقومات للعيش، بل يترك لكل من يبقى، باعتبارهم وفقا للوثيقة من عناصر حماس، خيارا واحدا، وهو إما الاستسلام أو الموت".

وملخص هذه الخطة هو "التجويع حتى الموت ".

ويراهن كتاب الوثيقة على أنه لا يوجد ما تخشاه حماس أكثر من "حكم بديل وجماهير غاضبة نتيجة للتجويع".

ويزعم أيلاند، الذي شغل في السابق رئيس مجلس الأمن القومي، أن المقترح "لا ينتهك القانون الدولي كونه يتيح للسكان الخروج، قبل بدء الحصار المطبق".

إن تطبيق خطة الجنرالات هو استدامة الاحتلال الإسرائيلي المبني على تغيير خارطة التواجد السكاني الفلسطيني في القطاع، كما تعني السيطرة الإسرائيلية المطلقة على شمال القطاع وتدمير مدينة غزة واستيطان إسرائيلي للمنطقة التي تكون قد ضمتها فعليا.

خطاب التهجير والضم والاستيطان بات مجاهرا به وسائدا في السياسة الإسرائيلية ولا يثير غضب العالم باستثناء تصريحات مكررة ومستهلكة، تدين بالكلام لكنها تدعم بالصمت وعدم فرض عقوبات على الدولة المارقة والمنبوذة.

ووفقا للتوقعات، فإن احتمالية انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة تعيد إلى المقدمة مشاريع الضم والتهجير وفقا لروح الحكومة الحالية.

كما أن اعتراض ومقاومة الفلسطينيين في غزة النزوح خارج الوطن والتهجير عن طريق سيناء، قد جمدا المشروع الصهيوني، لكنه لا يزال قائما في الذهنية الإسرائيلية الفاشية التي تتحكم فيها عصابة منظمة في تل أبيب على شكل دولة من القتلة المتسلسلين.

هذا المخطط حالة ذهنية في العقلية الصهيونية وليس مجرد حالة طارئة، فدولة الاحتلال بالأصل مشروع استيطاني توسعي استعماري، ورغم ذلك فهي لا تملك مفاتيح تطبيقه والقدرة على تهجير الفلسطينيين ما دامت إرادة الصمود قوية، فهي الحاسمة إلى حد كبير، وهي ما جعل جميع خطط نتنياهو تتلاشي وتتبخر الواحدة تلو الأخرى..

وأبثث العدوان الصهيوني على قطاع غزة، الذي تقترب الذكرى الأولى له، أن الغزيين لن يتركوا أرضهم وبأنهم باقون رغم الجوع والحصار والمرض وكل نكد الدنيا الذي يعانون منه منذ 12 شهرا.

وسوم: العدد 1096