حول رؤية المجلس الإسلامي السوري الصادرة في ٢٦-١٠-٢٠٢٤م

أول ما اطلعت على رؤية المجلس الإسلامي السوري، الصادرة في ٢٦/١٠/٢٠٢٤م ، علقت تعليقا بقلم فاهٍ جدا، وكتبت أنها رؤية مشوشة مضطربة من غير سياق وما أحببت أن أزيد ...

حتى العنوان أجملته عندما علقت تحت عنوان "تعليق على رؤية" ورفضت أن أذكر المجلس صيانة وتوقيرا...

وكان أكثر ما رابني في ورقة المجلس، أنها تتضمن نتيجة اضطراب الصياغة وتداخلها، وربما كثرة الأقلام المتدخلة في صياغتها، اشتمال الرؤية على رسالة موهومة أو موهمة في دعوة مفتوحة للاعتراف بنظام الفساد والاستبداد، والعيش في ظله، ضمن شروط مطاطة. هذه الدعوة تضمنها البند الثالث أو الرابع من الرؤية.. ولولا أنني قرأت استدراكا غير مرتبط ارتباطا مباشرا، في البنود الأخيرة، لكان الأمر أشد ريبة في نفسي...

لقد كان ذلك الأمر شديد الريبة، حاك في صدري فصرفته بما شئت من حسن الظن، ولم أشأ أن أوسع خرقا حيث يجب أن أكون الراتق أو الراقع...

ثم قرأت تساؤلات على ألسنة رجال سياسة سوريين، من غير المتحاملين على المجلس الإسلامي، يتساءلون على طريقة هواجسي: هل هناك صفقة بين المجلس الإسلامي، ونظام بشار الأسد، في ظل المتغيرات الإقليمية، والرؤية المستجدة للدولة المستضيفة للمجلس الإسلامي، وتفنن هؤلاء في الاقتباسات من وثيقة المجلس، لتدعيم وجهة نظرهم!!

 بالنسبة إليّ لم يكن الأمر أكثر من اضطراب صياغة، وعبرّتُ عن هذا الاضطراب في أول جملة فكتبت: حسب تعبير أهل البلاغة لف ونشر مشوش.

ملاحظتي في كل نص تكثر فيه الأيدي أنه يأتي مضطربا مشوشا وفي كثير من الأحيان متناقضا، وأحيانا تعلو قدماه كتفيه...

الجميل الذي أردت أن أبشر به بعد كل هذا، ما خرج علينا به الأخ مطيع البطين حفظه الله تعالى، مبينا وموضحا وربما أقول ومستدركا قائلا: إن بشار الأسد وزمرته خارج إطار رؤية المجلس... إيهِ ثم إيهِ ثم إيهِ

بقليل من إمعان النظر أو إنعامه ربما كنا لا نحتاج إلى هذا الاستدراك أو التوضيح...

اللهم علمنا ما ينفعنا...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1100