انتصرت غزة وفشلت "الجنرالات"

ندرك أن الثمن لم يكن عاديا فهو تجاوز الأموال، والبيوت والمؤسسات والمستشفيات كذلك، فقد دفع فوق ذلك دماء طاهرة ذكية.

كل أم شهيد، وزوجة شهيد، وابنة شهيد، وجدة شهيد وكذلك الجرحى، والأسرى

أنتن السد المنيع لثغور غزة؛ بل فلسطين؛بل أكثر من ذلك فقد حملتن لواء الجهاد في سبيل الله -تعالى- نصرة للإسلام العظيم والمسلمين، الثمن غالي جدا لكن الإسلام أغلى بكثير.

هذا الصبر العظيم سيكون عاقبته خيرا فهذا الصبر غير معدلات القوة في العالم هو لم يبهر العدو ويرغمه على وقف اطلاق النار، بل أبهر العالم كذلك وجعل كل المؤامرات التي حيكت تفشل فشلا ذريعا باعتراف الاحتلال ذاته.

أدركت الآن كم أنت عظيمة؟! أنت بصبرك واحتسابك نصرتي غزة.

الله-سبحانه وتعالى- أخبرنا حقيقة الأمر في كتابه الكريم:{وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة : 155-157].

فعاقبة الخير التي بشرك الله-تعالى-بها عظيمة جدا فصبرا جميل.

نيقن أن الثمن غاليا جدا فكثير من الأمهات فقدن أمومتهن بعد ارتقاء جميع أطفالهن، وأخريات فقدن أزواجهن، وكثيرات فقدن كافة أفراد عائلتهن وبيوتهن، واستقر بهن الحال في خيمة ممزقة أثلجت دموع الثكلى على نار قلوبهن.

قد يكون من الصعب مواساتهن فإعلان وقف طبول الحرب أشعل حرب جديدة في صدورهن فكانت خطواتهن متثاقلة جدا.

فهن خرجن من غزة إلى جنوبها بصحبة أزواجهن وأبنائهن واليوم سيعدن وحدهن لاتقوى أقدامهن على حمل أجسادهن المثقلة بالوجع.

سيراود الكثير منهن سؤال "توقفت الحرب لكن ماذا استفدن بعد أن فقدن أزواجنا وأطفالنا وبيوتنا؟!".

السؤال عظيم لكن الإجابة أعظم، دماء الشهداء الطاهرة كانت سدا منيعا لثغور غزة!!!

كل شهيد لم يكن مجرد رقم؛ بل هو أعظم من ذلك فهو بقدرة الله -تعالى- أفشل مؤامرات أخذ الاحتلال وأعوانه سنوات للإعداد لها أراد من خلالها في النقطة الأولى تصفية المقاومة، بل تصفية قطاع غزة بأكمله.

من خلال أسلحته الفتاكة، وحرب التجويع، وحرب النزوح والتهجير، لإبادة غزة جميعها عبر سياسة "الجنرالات".

نقطة الانطلاقة كانت من خاصرة فلسطين ورأس الحربة غزة، لينطلق في الخطوة التالية ما تبقى من فلسطين.

هذه الدماء الطاهرة أفشلت بفضل الله -تعالى- خطة المؤامرة الكبيرة"الجنرالات".

صحيح بأن الدمار خيم على غزة العزة لكنها صابرة قوية محتسبة تيقن بالأجر العظيم من الله-سبحانه وتعالى-.

ثمن هذا كله جاء بشرى من الله-عزوجل- نعم من الله-تعالى- فقد بشرنا بنفسه بشر كل صابر بأنه معه وسيكون له الأجر العظيم كما جاء في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 153]، وقوله -تعالى-:{...إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر : 10].

وسوم: العدد 1113