عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ .. بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

مجدي أحمد حسين

– اهتفوا لفتح معبر رفح فى صلاة العيد 

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي

شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ

ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ

أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ

واحدة من أهم قصائد المتنبى ولكنها ليست عن غزة ولن أروى قصة هذه القصيدة لأنها لا تعنينا الآن ولكن صدق تعبير الشاعر عن مشاعره جعلت أبياتا من هذه القصيدة أشهر من نار على علم . وعلى رأسها هذا البيت الأول فكلما جاء عيد والأمة تعيش مأساة ردد الناس ” عيد بأى حال عدت ياعيد ” .. وقد انتقيت بيتين آخرين يعبران عن شكوى المتنبى من الدنيا وماذا فعلت به ؟ وهذا ما يشعر به كل مخلص فى هذه اللحظة التى تقزمت فيها مصر وتقزم فيها كل مصرى ودس رأسه فى التراب حتى لا يرى ما يجرى فى غزة رغم أنه يحدث أمامه فى كل شاشة وفى كل محمول . ليست إبادة فحسب فالإبادة تريح الشهداء من الدنيا كما أرتاح الذين أحرقوا فى الأخدود

قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ، إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ، وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ‏}‏ ‏[‏سورة البروج‏:‏ الآيات 4-7‏]‏

أو كإبادة الأمريكيين ربع مليون يابانى فى هيروشيما ونجازاكى فهؤلاء أرتاحوا فورا من الحياة ، بل أعنى بهم نصف هذا العدد الذى مات فورا بينما النصف الآخر ظل يتعذب على مدار سنوات عديدة من آثار الاشعاع حتى مات . والنصف الآخر المعذب هو حال أهل غزة . فهؤلاء يمثل بجثثهم ويعذب المصابين بالآلام بدون علاج وبدون مسكنات حتى يموتوا بالتدريج البطىء . و110 مليون مصرى بجوارهم مباشرة يرون أنهم غير معنين بذلك . والقلة التى تحركت والوقفات و بالتوقيع على عرائض تطالب بإتخاذ موقف عملى من المذبحة لم يصل عددهم إلى 1 % والباقى فإن أفضلهم أكتفوا بالحزن فى بيوتهم أو الدعاء لأهل غزة المذبوحين بينما القرآن الكريم يربط الاستجابة للدعاء بالعمل ” وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى ويؤمنوا به لعلهم يرشدون . “

لقد أصاب المصريين مرض سرطان كامب ديفيد : الذى يعنى عدم تصور مقاومة اسرائيل وأمريكا مهما فعلوا بنا . وقد وصل السرطان حتى النخاع أو العظام . فأصابتهم غيبوبة فلا يتحركون بل يتبادلون التهانى برمضان وليلة القدر ثم العيد بصور جميلة ملونة .

طالما بقيت على قيد الحياة فلن أفقد أملى فى الشعب المصرى ، وأعلم أن النخبة فى الحكم وخارج الحكم هى المسئولة عن حالتهم المرضية ، فلا توجد شعوب تتحرك بدون قيادة وتوجيه .

تم ترويج دعوة لمجرد التجمع الكبير لصلاة الجمعة فى الأزهر أمس ولم يحدث شىء . و اليوم أدعو للهتاف من أجل فتح معبر رفح بالقوة عقب صلاة العيد غدا فى كل مساجد مصر . والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون .

وسوم: العدد 1122