الصهاينة وأعوانهم يمعنون في الإساءة إلى مشاعر الأمة الإسلامية بما يرتكبونه من أفظع جرائم إبادة جماعية

الصهاينة وأعوانهم يمعنون في الإساءة إلى مشاعر الأمة الإسلامية بما يرتكبونه من أفظع جرائم إبادة جماعية في حق الفلسطينيين وعليها أن  تتحرك كي تثأر لكرامتها المكلومة بما يجب وأمامها شتى الخيارات

لا ندري هل الأمة الإسلامية  في هذا الزمان تقرأ أصدق الحديث الذي  أنزل عليها  وهو منزه عن أن يأتيه باطل من بين يديه أو من خلفه أم أنها اتخذته مهجورا ؟  وهو الذي أخبرها الخبر اليقين عما يضمره لها اليهود من  شدة عداوة  في قول الله تعالى، في الآية الثانية والثمانين من سورة المائدة : (( لتجدنّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا )) .

وها هو الكيان الصهيوني بعد مرور أكثر من ستة عشر شهرا يمعن في الإساءة إلى مشاعرها وهي  سواد أعظم  في مشارق الأرض ومغاربها بما يرتكبه من أبشع وأفظع جرائم إبادة جماعية في حق الفلسطينيين بقطاع غزة وبالضفة الغربية على حد سواء مستهدفا كرامتها وأنفتها وعزتها في الصميم وهي  التي قال عنها رب العزة جل جلاله في الآية الثامنة من سورة المنافقين  : (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ، وهي لا تحرك ساكنا ، ولا تتداعى بسهر أو حمى لشكاة أبنائها في أرض الإسراء والمعراج المحتلة أبغض احتلال عرفه التاريخ البشري ، وعددها ما شاء الله يتجاوز المليار وثلث أو نصف المليار ، وقد صدقت عليها نبوءة الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام الذي قال  :

 " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعنّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفنّ الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ؟ "

أليست هذه النبوءة الصادقة متحققة اليوم ، والأمة الإسلامية بهذا العدد الهائل  من الخلق في شتى أنحاء المعمور ؟ وقد نزع الله تعالى من صدور اليهود وهم أشد الناس عداوة لها  ومن صدرورأعوانهم المهابة  منها ، وقذف في قلوب أفرادها  وهنا جعلهم يتعشقون  بلهف شديد الدنيا، وبشكل غير مسبوق ، وهم منصرفون إليها كل الانصراف ينفقون الأموال الطائلة التي حباهم بها الله تعالى  دون غيرهم من الناس في اقتناء مأكولات، ومشروب، ومختلف سلع أعدائهم التي تعود أرباحها الطائلة إليهم ، وتقوي من شوكتهم ، وتزيدهم طغيانا وتجبرا ،فينكلون بإخوانهم  المستضعفين في فلسطين شر تنكيل إلى حد دفنهم أحياء في خنادق يطمرون فيها، وهم يستغيثون الله عز وجل، و يستغيثون أمتهم الغثائية  المنصرفة إلى كل أنواع اللهو من مباريات كروية، وغيرها  بهوس غير مسبوق ، وإلى سهرات راقصة ماجنة  متهتكة يندى لها الجبين، وتنفق عليها الأموال الطائلة والصبية ،والصبايا ،والثكلى ، والشيوخ ،والعجزة محاصرين  في غزة يصرخون جياعا وظماءً  في العراء تحت الركام، وتحت الخيام أو بالأحرى تحت  قطع  الأسمال أوالقماش  المرقعة  في عز الشتاء .

ولم تجد صرخات علماء الأمة  وهم القلة من كثرة كاثرة الداعية إلى مقاطعة سلع الأعداء لشل قدراتهم، وكبح جماح عدوانهم الشرس على إخوانهم المستضعفين . وكلما ارتفعت أصوات الذين ينادون منهم  بالمقاطعة ازدادت الأمة الإسلامية بلهف شديد الإقبال على سلعهم ومقتنايتهم بما فيها المحرمة والمدمرة للعقول والأبدان  .

ألا يجدر بهذه الأمة التي تتوجه  نحو البيت الحرام خمس مرات في اليوم، وهي تقرأ القرآن الكريم أن تفيق من غفلتها ،ومن سبات طال بها ، وتستحيي من خالقها وقد أوجب عليها أن تنصر المستضعفين منها حيثما وجدوا وبالأحرى الذين يضطهدون في الأرض التي باركها سبحانه وتعالى ، وفيها قبلتها الأولى، وهي ثالث الحرمين الشريفين ؟؟؟

إن هذه الأمة التي أنعم الله تعالى عليها  بشرف الخيرية ، و بشرف قيادة البشرية وبشرف الشهادة عليها  في الدنيا ، ويوم العرض عليه ، قد أصيبت اليوم  في صميم عزها وكراتمها ، واستغضبت من طرف عدوها كأشد ما يكون الغضب ، وعليها أن تأثر لكرامتها المكلومة وهي أدرى بما يتعين عليها فعله ، وعلى رأس المتعين تحييد كل ما يعوق إغاثة المستضعفين في أرض الإسراء والمعراج ، وكل ما يزيد عدوهم قوة وبطشا ، وطغيانا  في عالم  صار قانون الغاب هو الحاكم فيه، وهي قادرة على ذلك ،لا يمنعها سوى الوهن المقذوف في قلوب أفرادها ، بسبب عشق الدنيا ، وقد اتخذت كتاب ربها مهجورا تلوكه الألسنة ، وتتفنن في تجويده وترتيله ، دون أن تستوعبه  أو تتدبره قلوب عليها أقفال .

وإذا كان المرابطون في أرض الإسراء والمعراج الذين هبوا لإنقاذ المسجد الأقصى من دنس الصهاينة قد برأت ذمتهم ، فلا براءة لذمة أمة محسوبة على الإسلام  وقد خذلتهم .

وسوم: العدد 1123