تراثنا التربوي: مرجعية ومنهج !

يحيى حاج يحيى

كتب " عتبة بن أبي سفيان " إلى " عبد الصمد " مؤدب ولده قائلا :

( ليكن أو ل ما تبدأ به من إصلاحك بني إصلاحك نفسك ، فإن أعينهم معقودة بعينك . فالحسن عندهم ما استحسنت ، و القبيح عندهم ما استقبحت . علمهم كتاب الله ، و لا تكرههم عليه فيملوه ، و لا تتركهم منه فيهجروه ، ثم روهم من الشعر أعفه ، و من الحديث أشرفه .. و لا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه ..

وعلمهم سير الحكماء ، و أخلاق الأنبياء .. و كن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء) ..

إن أمر التربية لا يقتصر على حشو المعلومات و إلقائها في ذهن المتعلم فالمعلم جزء هام في العملية التربوية .. و على هذا الأساس انطلق أسلافنا في فهمهم لطبيعة العمل التربوي ..إذ لا يمكن لمن يفجر أن يخرج صالحين ، ولا يتأدى لمن يقول و لا يفعل أن يأتي بنتاج من المتربين الملتزمين .. تلك من حقائق الأمس و اليوم ، فالنفس البشرية تحب أن ترى الفضائل متجسدة في أعمال رجل ، و في سلوكه ، ولا سيما إذا كان هذا الرجل في مقام القدوة ، و كان المتعلم في مقام المتلقي . و رحم الله الشافعي ، و قد أدرك هذه المعاني . إذ يقول : 

ياأيها الرجل المعلم غيره / هلا لنفسك كان ذا التعليم 

لاتنه عن خلق وتأتي مثله / عار عليك إذا فعلت عظيم

وسوم: العدد 1123