من قواعدهم: يقال في الابتداء ما لا يقال في الانتهاء

ويمكن أن تقلبها فتقول: يقال في الانتهاء ما لا يقال في الابتداء. ويمكنني أن أسيّسها، فأقول: وقولنا قبل انتصارنا يختلف عن قولنا بعد انتصارنا.

كنا ونحن مذبوحون مشبوحون مشردون منبوذون؛ نتلقى الطعنات في صدر وفي ظهر، وعن يمين وعن شمال،، ضيقين حرجين نزقين، لو طارت أمام أعيننا ذبابة لذببناها بأرطال من الهجاء..

والأصل أننا أصبحنا اليوم، بعد أن منّ الله علينا بفضله وجميل صنعه، ثم بتضحياتنا وصبرنا وجهدنا أجمعين أبتعين أبصعين، منشرحي الصدور، منفرجي الأسارير، نردّ بالتي هي أحسن، نحرص على تكثير الحلفاء والأصدقاء، وعلى تقليل الأعداء، نقول كما كان يقول سيدنا وخالنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: لو أن شعرة بيني وبين الناس ما انقطعت، وإن لم تكن إلا كلمة يشتفي بها قائلها، جعلتها دبر أذني..وإني لا أحمل عصاي على من لا عصا معه. ولا أحمل سيفي على من لا سيف معه!!

وننشد قول المقنع الكندي:

وإن الــذي بينــي وبيــن بنــي أبــي

وبين بني عمي لمختلف جــــــــــــــــدا

فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم

وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجــــدا

وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُــم

وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا

أيها السوريون… لنوسع صدورنا، ولنلن جنوبنا، ولنوطّئ أكنافنا، ولنطلق وجوهنا بالبشر، فنحن والحمد لله بخير..

ولو سئلتُ هل لك في سورية عدو اليوم؟؟ لقلت فقط الصائلون من بقية المجرمين والقتلة والمفسدين.. والصائلون وصف له معني شرعي ومدني محفوظ محدود.. وحكمه أنه يُرد بما يرتد به..

ولا أحمل الحقد القديم عليهــــــــــــم

وليس كريم القوم من يحمل الحقد

وفي رواية

وليس كبير القوم من يحمل الحقدا

ولأن أكون عبدَ الله الباذل

أحب إليّ أن أكون عبد الله السائل!!

أيها الأحرار الذين طرتم إلى الشر زرافات ووحدانا

هذه أيامُ الرفعة والسمو والتعالي

تكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع…

بكيت على حلب عندما كانت حلب مكسورة خائفة حزينة، مجللة بالسواد.. أما اليوم فما تفعل حلب بعاجز يدب على العصا..

تقول بوزع لقد دببت على العصا

هــــــــلا هزئــــــــــــت بغيرنــــــــــا يا بــوزع

وعندما أراد إمام اللغة والأدب أبو العباس المبرد، أن يزين افتتاح كتابه الكامل بحديث شريف لم يجد أجمل ولا أكمل من حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن أحبَّكم إليّ وأقربَكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون."

وفي رواية أخرى "المؤمن آلفٌ مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف..

وفي كتاب الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)

وفي حكمة العرب:

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها

ولكن أخلاق السفول تضيق

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1123