ما الثابت عندهم ؟، من عدوهم؟

ثم تتفكروا !!

محمد جلال القصاص

العاقل ينظر في المآلات، والضرورة في الشرع مآلية وليست فقط حالية. وما نطالب به الآن ليس النظرَ في المآلات وإنما فهم ما يحدث في الواقع.

إثارة الأسئلة البحثية ومحاولة الإجابة عليها نقطةُ البداية في توصيف ما يحدث والتعرف على مآلات الأحداث. وسؤال المرحلة لإخواننا في "الدعوة السلفية" وتجلياتها السياسية : "حزب النور"،  و"حزب الوطن"... وفي رحمها آخر قد اكتمل وعمَّا قليل يبدأ المخاض ومقدمته الشاب نادر بكار.

 سؤال المرحلة ـ كما يبدو لي ـ : ما الثابت الذي تحميه الدعوة؟، أو مَن عدوها الذي تهاجمه؟!

والأفعال أصدق من الأقوال، فحين نطق لسانهم وخالفت أفعالهم، اعتبرت الأفعال لا الأقوال: "ومن الناس من يقولوا آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين"، "قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون".

والذي يبدو لي أن الثابت عندهم هو الحفاظ على كيان الدعوة... أنهم جدوا واجتهدوا حتى أسسوا ولا يريدون نقد ما قد أسسوه. ولذا يعدِّلون مواقفهم حمايةً "للدعوة"... يتنازلون عن كل شيء إلا شيئًا واحدًا "كيان الدعوة".. "شقى" السنين، مع أن هذا ليس من هدي السلف، فقد جدد الشافعي .. وهو الشافعي .. فقهه بعد الخمسين، وغسل النووي عديدًا مما كتب لشيء شك فيه... والأمثلة كثيرة.

ويداخلهم الشيطان في أن بقاء "كيان الدعوة السلفية" بقاء للشريعة، مع أن بقاء كيان الدعوة ثمنه خسارة أخوة الصف الإسلامي كله، فلا تحسب أن من نصرتَ عليهم عدوهم .. قاتلهم .. معذبهم... مَن رمل النساء.. ويتم الأطفال .. وطعن قلوب الأمهات...  اليوم ستصفو لك مودته غدًا!!

يحتاج الأمر لذي عقلٍ وحزمٍ، وقبل أن يمسك جيلُ الوسط الزمامَ ، فهؤلاء أمرهم في الحفاظ على الكيان الذي لم يعرفوا غيره وارتبطوا به في كل شيء (المطالب المادية والمعنوية) أشد؛ وستكون معركتهم الأولى داخلية، منافسة على مناصب داخل "الدعوة السلفية"، وأحسب أنها بدأت، وأنها تأخذ الوقت والجهد؛ وقد ضاق الزمان، وأحاط بنا  كل بغيض يريد أخذنا، فالله الله ... "كونوا أنصار الله".

"قل إنما أعظكم بواحدةٍ أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا".