يأخذون العنب.. ولا يهم أمر ومصير " الناطور"..

يأخذون العنب.. ولا يهم أمر ومصير " الناطور"..

عقاب يحيى

ناطورهم ناطوراً فعلاً لمصالحهم، لأمن إسرائيل ووجودها، وبقاء الجولان محتلاً، ومن قبله، وبعده اللعب بالورقة الفلسطينية ومحاولة تمزيقها إرباً..

خبروه"ناطور النواطير" متعهداً من طراز مقايض ممتاز.. "يلتزم بعهوده، ويطبقها حرفياً، ويبيع ويشتري بكل شيء..

ـ سنوات وهم يصدّعون رؤوسنا بأن جلّ همهم تكييف وإصلاح أوضاع النظام الطغمة.. ليكون أكثر تهيئة لما يريدون، وأنهم ابداً ما فكروا بإسقاطه، أو زحزحته، ولمَ يقدمون على ذلك وهو من هو، وهو من فعل كل شيء لخدمتهم ، بشكل مباشر، او من حيث النتيجة..؟؟..

ـ وحين احرجتهم ثورة شعب يرفع الحرية شعاراً ومطلباً رئيساًن ويضحي في سبيلها بالروح والمهج والحياة.. شعروا بالحرج، فهي بعض ضجيجهم وراياتهم عندما يريدون النفاذ لوضع خارجي، وهي إنجازهم التاريخي لمجتمعاتهم التي طالما اعابونا بغيابها.. وباستبدادية وتخلف حكامنا.. لذلك أمطرونا في الربيع والصيف والخريف والشتاء بأكوام مطرهم الواعد : تصريحات قوس قزحية، وأقوال فوق الطاولات وتحتها، وحكايا عن تصميم ثم ابتلاعه، وعن ضربات طواها نهم المصالح.. والنتيجة : يريدون العنب.. والعنب : السلاح الكيماوي، ومن خلفه بلادنا : مصيراً، واستقراراً، ومستقبلاً.. وحتى وحدة جغرافية وسياسية وغيرها..

ـ الكيماوي غايتهم.. وقد وضعوا ايديهم عليه، وسواه يغضون النظر عنه حتى لو كان بمستوى مجرم نادر يقوم يومياً بإبادة شعب يطالب بالحرية، وباستخدام كل الوسائل التي يملك، حتى التي حرمها المجتمع الدولي . اكثر من ذلك.. يبلعون جميع تصريحاتهم عن معاقبة المجرم الذي استخدم اسلحة محرمة، وتلك التصريحات المكررة عن محاسبة النظام.. ويشدون، على لسان وزير خارجية الولايات المتحدة ب"تجاوب الأسد" وسرعة تدمير السلاح الكيماوي ؟؟؟؟؟؟؟؟...

والأسد المشهور بجبنه، ومناوراته.. الضليع بالبيع والشراء.. بكل قضايا الوطن، وحياة الشعب.. ينصاع لشروطهم، بل يسابقهم ويسبقهم في تنفيذ المطلوب ونيل رضاهم. ورضاهم غاية الغايات التي حرص عليها الطاغية الأكبر وورثها لوريث الحقد والفئوية.. ولا ما نع أن يسلمهم مقادير البلاد.. طالما تركوه حاكماً.. وطالما لم يهددوا وجوده، ولم يعاقبوه على جرائمه المرتكبة يومياً..

لذلك..يعيش نظام الطغمة حالة انتعاش، ولذلك يواصل استخدام فتكه اليومي، وقد حقنوه بالوعود، واطمأن إلى أنه ليس هدفهم..

ـ البكائيات ولغة الندب والشتم لى تعني شيئاً، فهذه حقائق معروفة، وكان على المعارضة، مهما بلغت حاجتها لعون الآخرين، أن تكون على بيّنة منها، وأن تبني خططها وفقاً لذلك كي لا يصاب بعضها بمرض المراهنة الخلبي، والإحباط الانتحاري، وبناء سياسة واقعية .. ووضع مهمات عملية ترتكز غلى الذات اولاً، وإلى تنمية القدرات الخاصة لشعبنا وللوطنية السورية العريقة ثانياً، ثم بناء علاقات عربية ودولية وفقاً لذلك..

ـ لن نقول للمقايضين والسماسرة، وأصحاب المشاريع والمصالح.. ودور وموقع إسرائيل.. أن في سورية ثورة، وشعب مصمم على التضحية حتى النصر، وأنه مستعد لدفع الضريبة الباهظة، كما يفعل منذ أزيد من عامين ونصف.. لأنه لا يملك غير خيار المضي في الطريق إلى النصر..وإسقاط، وإنهاء نظام الاستبداد والإجرام والفئوية ..رغم أنهم ـ اصحاب البحث عن العنب ـ بذلك يطيلون أمد المعركة، ويزيدون من التضحيات ، ويمنحون القاتل فرصاً جديدة ..