لئلا تذبلَ الثمار !
أحلام النصر
هما رسالتان ... واحدة للظالمين الجدد ، والأخرى للناس من شعبي المظلوم الطيب .
الرسالة الأولى :
مع عدم التحية أيها الظالمون الجدد !! يا مَن تسخرون من آلام الناس وتزدرون تضحياتهم ، وتريدون أن تضحكوا علينا وتؤذوا أبطالنا المجاهدين ... بتشكيل صحوات تنصرفون من خلالها إلى حربهم بدل محاربة الذي يقصفنا ويقتلنا ويذبح أطفالنا ويمتهن كرامة ديننا ويهتك حرماتنا !!! ، وتحاولون أن تتبوّؤا من الحكم مكاناً على صفاقة وجوهكم وحماقة تفكيركم وعدم تأهلكم لشيء إلا للخيانة !! ، مع أن على أمثالكم ومَن له صفاتكم أن يتبوأ مقعداً من النار لا غير ؛ جزاء استهزائه بآلام الناس ، وعقاباً لما انطوت عليه نفسه وتكلمت به أفعاله من صفات الغدر والخبث والخيانة واللؤم والفجور ! .. أقول مع عدم التحية : إنني أريد فقط أن أقص عليكم قصة قصيرة ، فأعيروني مسامعكم غير مشكورين ولا مأجورين ...
كان في بلدنا حاكم مجرم ظالم خبيث ، ينحدر من أسرة مقطوعة النسب ، ولا يغني مَن عُرِف منها عن جهالة بقية أصلها ؛ فلا شخص فيها يرفع الرأس ! .. فكبيرها والد بالقرد أشبه ، ربى بنيه القردة على الإجرام والتكبر على الناس ، تساعده في ذلك زوجته القردة الشمطاء ! .. حتى شب بنوه على حب الفساد والجريمة ، وراحوا يمعنون فينا تنكيلاً وظلماً ، ويتلذذون بآلامنا ! .. ما كان أحد يجرؤ أن يتكلم عن كل ما يجري ! .. كان الواحد منا يخاف حتى من أفكاره ! ، ويخشى من وشاية أخيه أو جاره ! ، فيضيف على آلام الظلم آلامَ الصمت ، ولا يجد أمامه إلا أن يموت قتلاً أو كمداً ، وكلاهما مر ! ..
وكانت له مخابرات تجوس بين الناس جَوس السوس في الحبوب ، وتصطاد منهم الكلمة وتخترع لهم التهمة فعلَ الخبيث اللئيم ؛ فتقتل الأب وتختطف الابن وتشرد الأسرة !! ، وتختال بصنيعها اختيال سفاحي الغرب بتعذيب الأبرياء ! .. ولكن ! .. ومن غير أن يحسب أحد حساباً : زالت امبراطورية الظلم تلك ! ، وبات الانتقاص منها والتندر بها عملَ مَن لا عمل له ! ، لم يعد أحد يخشاها ، بل عمد البواسل إلى تفتيتها وقتل المنتسبين إليها والصادعين بأوامرها الظالمة ! .. وبات رئيس تلك الطغمة جديراً باحتلال المركز الأول في أكثر شخص تعرّض للسخرية عن استحقاق ! ، يكفيه أنه سينال هذا المركز الأول عن جدارة بعد أن اغتصب الحكم اغتصاباً !! ..
نعم أيها الظالمون الجدد ! .. لقد كان كل هذا موجوداً ! ، ولكن أين هو الآن ؟ لقد دمره الله ، وها نحن أولاء نرقب الفصل الأخير ، ولن يكون بعيداً إن شاء الله .. والعبرة من القصة أن تفهموا بأن الله الجبار الذي اقتص لنا من هؤلاء : سينتقم مِن كل مَن يخطط للسير على نهجهم أو للتفوق عليهم في الإجرام ! .. فاحذروا أن تلعبوا بذيلكم ! ، وإياكم أن تظنوا أنكم بمفازة ومنجى من العذاب ! .. فو الله إن دون قطف ثمار آلامنا بحاراً من الدماء نغرقكم بها كما أغرقنا مَن قبلكم مِن ظالمينا !! ، وبما أنكم لم تكونوا رجالاً بأن تركتم جهاد بشار : فقد اقتنعنا فعلاً بأنكم لستم رجالاً ، اقتنعنا كفاية .. فلا حاجة لأن تعطونا دليلاً جديداً على ذلك بقتالكم للمجاهدين ! .. صدقوني لا حاجة ، نحن مقتنعون ، وأقسم لكم إننا لن نخطئ يوماً ونظنكم رجالاً يستحقون الاحترام !! .. ولتعلموا يا أشباه الرجال : أننا لسنا مثلكم ؛ فلا تقيسوا أنفسكم علينا قياساً فاسداً فينتج من ذلك كوكتيل مر المذاق ! .. لن نسمح لأي كان بأن يمس مجاهداً بأدنى سوء !! .. ومَن حاول فعليه بكتابة الوصية ! .. وأحسب أنه جنى مِن مال الخيانة ما يكفي لكي تكون الوصية ثمينة ! ..
******
أما أنتم يا أيها الناس ، يا هذا الشعب الطيب المظلوم .. الذي لا يريد من حطام الدنيا إلا أن يعيش بعزة وكرامة وعدالة : فإليكم هذه القصة أيضاً ..
هل تذكرون يوم كان الظالمون يظلمونكم وأنتم لا تستطيعون حتى الشكوى ؟! ، يضربكم مَن يسوى ولا يسوى ولا تملكون إلا الابتسام في وجهه القميء تجنباً لشره ؟! ..
هل تذكرون ؟! .. الجدران لها آذان ، ورؤية الضابط لا تبشّر بخير ولو قال : صباح الخير ، وأنت متّهم ولو ثبتت براءتك وإلخ ؟! ..
هل تذكرون تلك الأيام الزاخرة بالعناء والألم ؟!! .. تَشْقَون وتكدّون في سبيل الحصول على حياة مستورة تأكلون فيها رغيفكم بكرامة وعزة ، ومع ذلك يستكثرون عليكم حتى هذا ! ..
تكونون عباقرة ونوابغ ، لكن توصد الأبواب في وجوهكم لتنفتح في وجوه القردة الأغبياء والحمقى والذين لا يملكون من العقل شيئاً فضلاً عن العلم ! ..
تحارَبون في دينكم وفي دنياكم ، تتركون المجرمين ولا يتركونكم ، تغضّون الطرف عنهم ولا يغضونه عنكم ، تتكلمون فتُذبَحون ، تصمتون فتُتَّهَمون ، تسألون عمّن سُجن ظلماً فتلحقون به ! .. لا تطالِبون بشيء وتُطالَبون بكل شيء ! ..
تخنقكم حياة الظلم ، وتؤلمكم رداءة الأوضاع ، ويجتمع عليكم الحال المرير مع الذل الأمر !! .. تخافون على أنفسكم حتى من أنفسكم ! ، لا تتصرفون بشيء يثير جنون الظالمين المجانين أساساً ومع ذلك لا تشعرون بالأمان ولا بالاطمئنان ! ..
أتذكرون ؟! .. أتذكرون يوم أن ضاقت عليكم الأرض بما رحبت وما عاد في كنانة الصبر أي سهم ؟! ..
أتذكرون لما بدأتم الثورة رغم تأرجحكم بين اليأس والرجاء ، وخوفكم من القادم المجهول ، وألمكم من جرائم عصابة النظام وتخاذل بل وتآمر العالم ضدكم ؟!
أتذكرون لما برحت بكم الشكوى وبح صوتكم من الصراخ ، وتعبت عروق أجسادكم من نزف الدماء ، وألجمكم الذهول وأنتم ترون أطفالَكم وإخوتَكم : مضرجين بدمائهم ، وبيوتَكم التي قضيتم بها شقاء عمركم كي تحصلوا عليها : مدمرة مهدمة ؟!
أتذكرون ضحك قادات العالم من المجرمين وهم يستلذون بألمكم ويستمتعون برؤية البحار تغار من غزارة دمائكم ؟! ..
أتذكرون لما صرختم : ليساعدنا أحد ولو كان شيطاناً ؟! ..
أتذكرون كل هذا ؟!!!!
لقد مَنّ الله تعالى عليكم فأرسل إليكم خيرة أجناد الأرض .. أناس مظلومون مثلكم : ظلمهم الإعلام الخبيث واتهمهم بالإجرام ، متناسياً أن جريمتهم الحقيقية هي أنهم يحاربون الظالمين والمجرمين ، ويقضون أعمارهم دفاعاً عن المظلومين ، ويسحقون جماجمهم لعزة الدين ! .. لقد جاؤوكم طاعة لله تعالى ؛ ليرفعوا عنكم هذا الظلم الوبيل الأثيم ، أمدونا بالخبرة ، وساعدونا بكل سبيل رغم صعوبة ظروفهم وخطورة ما هم فيه ، وأرسوا دعائم الحكم الإسلامي لأول مرة منذ سنوات ! ؛ فبتنا نرى في المناطق المحررة لافتات إسلامية ، ومنشورات تحض على التزام الإسلام ، بعد أن سئمنا وآذت عيونَنا رؤية صور الفاسقين والفاسقات تملأ الشوارع ، ولافتات بلهاء تتباهى بكل حماقة لأن فيها هراء يسمى بأقوال القائد الخالد في جهنم إن شاء الله !! ..
وأشرف هؤلاء المجاهدون على شؤون مَن استطاعوا ، وعرفوكم بأنفسهم ما وسعهم ذلك ، إلى جانب تكبدهم التضحيات في الجهاد ، ومواجهة الاتهامات الرخيصة والخونة الأرخص ! ..
واليوم يا أيها الناس : يُراد لهؤلاء الأبطال أن يُقتَلوا ويُغدَر بهم ؛ لأنهم ساعدونا ، ولأنهم لا يسمحون لأحد أن يضحك علينا ويسلب ثمار عنائنا ، ولأنهم يتصدون لمن يريد أن يعيدنا إلى ركب القطيع المنحني لغطرسة الهيمنة العالمية الظالمة !! ..
فيا أيها الناس : إن كنتم قد شعرتم شعوراً حقيقيّاً بالظلم على يد بشار : فعليكم ألا تمارسوا هذا الظلم على أحد ، وخاصة على مَن تحدى العالم كله لينقذنا ! ..
يا أيها الناس : إن كان فيكم مسكة من عقل فعليكم أن تنصروا المجاهدين كما نصروكم ، وأن تصدعوا بالحق وتنادوا بالإسلام لينصركم الله ويُظهِرَكم على أعدائه وأعدائكم ، وحذار ثم حذار ثم حذار من كذب الكاذبين وخداع الصفيقين ، إنهم يريدون أن يؤذوكم بأيديكم ! وأن يجعلوكم تحفروا قبوركم بسعادةِ مَن يظن أنه يُحسن صنعاً ! .. إنهم يريدون أن يخدعوكم بأن محاربة المجاهدين ستجعل الغرب اللعين يرضى عنكم ! ، ولعمر الله إن الغرب وغد صفيق مجرم ظالم ، احتل بلدنا طويلاً ، ثم جاء بحافظ المقبور من مجاهل القرداحة وجعله حاكماً ، ثم أمر بتزوير الدستور – وهو الذي يدعي حرية الحكم وحرية الشعوب ! – لكي يجعل من الأبله الأحمق بشار رئيساً عليكم ! .. إن هذا الغرب يريد أن تصدقوا أذنابه الجدد كي تبقوا تحت رحمته وهيمنته رغم كل ما أصابكم !! إنه يستهزئ بدمائكم ! إنه يزدري تضحياتكم !! إنه يسخر منكم !! إنه يرى أنكم لا تستحقون أن تعيشوا أعزة سعداء رغم كل ما أصابكم !! إنه يريد منكم أن تنفّذوا ما يريد رغم أنه ما ساعدكم بل ساعد عليكم !!! .. فليت شعري أتساعدونه عليكم الآن ؟! .. أتكرهون أنفسكم إلى حد إيذائها والإضرار بها ؟! .. لا ! أنتم أعقل من ذلك ! .. إن النصر يا إخوتي من عند الله تعالى وحده لا غير ، والله عز وجل أمرنا أن نطيعه هو ، وأن نعبده هو ، وليست عبادته أن نقول بلساننا إنه ربنا ... بينما أفعالنا تترجم عكس ذلك خوفاً من غيره وتبعيّةً لعدوه واتباعاً لأشرار خلقه !! ..
احذروا أيها الناس ! .. إنهم يحاولون استغلال ألمكم لتحقيق غاياتهم لا غاياتكم ! .. فأعلنوها مدوية واصفعوا خبثهم ببطولتكم ، أعلنوها أننا مستعدون لتحمل المزيد من الألم في سبيل الحق وحده ، ولحصد نتيجة كاملة غير منقوصة تكون جديرة بآلامنا .. ثقوا أن الله تعالى رب كريم رحيم قادر ، إنه – عز وجل – لن يعجزه أن ينتقم من هؤلاء المجرمين ، ولن يعجزه أن يمنّ علينا بنتيجة كاملة ، إنه قادر ، ولكنه يبتلينا ليتبيّن الصادق منا مِن الكاذب ، ويميز الخبيث من الطيب .. أتعلمون لماذا ؟ لأن النصر نتيجة عظيمة ، ولها مسؤوليات كبيرة ، ليس جديراً بها إلا مخلص صادق لا يخاف إلا الله ولا يبالي برضا أحد سواه ... إن كنا كذلك : فسنختصر الطريق ! ..
التحموا مع المجاهدين ، وارفعوا راية الدين ، ولتكن غايتكم تحكيم شريعة رب العالمين .. التي جاءت من خالق الجميع إلى الجميع ... لا تنخدعوا بمن يحاول أن يصرفكم عن هذا ! .. لقد حرموكم من كنوز الإسلام طويلاً ، ويريدون اليوم أن يحرموكم ممن يسعى لكي تحصلوا عليها بعد أن عانيتم ما يكفي من تبعات البعد عنها ، بل يريدون أن يجعلوكم تحاربون حماتكم والمدافعين عنكم ! .. إياكم ! .. ليس على مَن يغدر بالمجاهدين أن يطمئن إلى أنه أرضى الغرب الذي لا يرضيه شيء ! ... بل عليه أن يقلق غاية القلق ؛ لأن الله تعالى بالمرصاد لكل ظالم ومعتدٍ !! ، وكما أخزى اللهُ بشاراً وجنده وفضحهم : فهو قادر على تعذيب كل مَن يظلم سواء بسواء ! .. فلا يجعلنّ أحد نفسَه في موقع غضب الله وسخطه ؛ فيخسر الدنيا والدين ، ولا يستحق حتى الرثاء ! .. دماؤكم غالية عند الله ، فلا تجعلوها رخيصة عندكم ! ..
وليعلم مَن يريد أذية المجاهدين أو الغدر بهم : أن عليه أن يشرب من دمائنا أولاً حتى الارتواء ؛ فنحن أحفاد الأماجد والنبلاء : لا نرضى بظلم ولا نقبل بضيم يصيبنا أو يصيب مَن لم يتخلَّ عنا ، ولسنا كالقرود اللقطاء الذين لا أصل لهم ولا شرف وكرامة ، والذين هم مِن طبعهم الغدر والخيانة !! .. وسيدفع الثمن الغاليَ كلُّ مَن ظن بنا السوءَ فوسوست له نفسه أن يزيّن لنا محاربة المجاهدين أو النداء بتحكيم غير الدين !!! ..
وكلنا يداً بيد : ضد الأعداء جميعاً : المباشرين وغير المباشرين ، وكلنا #معاً_ضد_مشروع_الصحوات .