في أوطاننا دوبلير..
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
مدير المشاريع الهندسية لإدارة الصحة في نيويورك
أعزائي القراء..
من هو الدوبلير؟
الدوبلير بالإنجليزية او اللاتينية هو البديل باللغة العربية ويعني ذلك الشخص الذي يؤدي الأدوار السينمائية نيابة عن الممثل البطل والذي يجب المحافظة عليه وعلى أناقته وتسريحة شعره حتى نهاية الفلم فيأتي البديل أو الدوبلير فيؤدي دوره في المواقف الصعبة التي قد تسبب الأذى الجسدي لبطل الفلم . فإن تكسرت عظام الدوبلير او قضت عليه مافي مشكلة..
فالعقد بينه وبين شركات إنتاج الأفلام تحمي هذه الشركات من الملاحقة القانونية لقاء دراهم معدودة تدفعها له شركات التأمين.
وفي الأفلام الحديثة يشارك عشرات المغامرين وأصحاب المهن الخطرة في تنفيذ المشاهد المثيرة، ومنها حوادث السيارات والمطاردات والسقوط من الأماكن العالية حيث عدد من البدلاء خسروا حياتهم أثناء تنفيذهم لأدوار في أفلام تجلب واردات كبيرة للشركات السينمائية.
أعزائي القراء
الأعمال البديلة سرت في حياتنا حتى تحول الأمر إلى الدول، فهناك رؤساء دوبلير، وهناك دول دوبلير، وهناك شعوب دوبلير، وهناك حروب دوبلير .
وعلى سبيل المثال..
فقد تم انشاء تنظيمات صغيرة (لا اقول عن معظمها ) عام 1986 في أفغانستان إثر التدخل العسكري السوفيتي اعتبرت هذه التنظيمات الدوبلير البديل عن البطل الأميركي الذي سيحصد الأرباح بالنهاية.
اما في أيامنا الحاضرة فقد إزدهرت مهنة الدوبلير في العراق وسوريا واليمن وفي مناطق أخرى .
فتم تصنيع دوبلير نيابة عن البطل الإيراني..
وتم تصنيع دوبلير نيابة عن البطل الروسي..
وتم تصنيع دوبلير نيابة عن البطل الأمريكي والإسرائيلي.
كل البدلاء يتم الإستعاضة عنهم للمحافظة على أناقة البطل ونظافته من الأعمال القذرة.
فالأسد لم يعد سوى دوبلير صغير بديلا لإيران وروسيا
وداعش لم تعد سوى دوبلير بديلا عن أمريكا . اما ديكتاتوري المنطقة فهم المستفيدون الرئيسيون من وجودها فهي تمثل عامل البقاء لهم.
واﻷكراد هم دوبليرا بديلا عن إسرائيل لتبرير يهودية الدولة.
وأكثر من ذلك الجنرالات الإنقلابيون قبل أن يستلموا الدولة من بابها لمحرابها يخترعون لأنفسهم دوبلير لعدة اشهر فقط حتى تستقم أمور إنقلابهم فيتخلصون منهم الى مزابل بقايا الديكتاتوريين.
والأمثلة كثيرة على ذلك:
ففي عام 1970 قام المجرم الأول حافظ أسد بإنقلابه.. إلا أنه تستر وراء الدوبلير أحمد الخطيب لمدة 3 اشهر و 4 ايام بالكمال والتمام.
أخذوا للدوبلير صورا رائعة وهو واقف كأحد الفرسان وهو جالس على كرسي انيق نصبوها له على جدران المؤسسات الرسمية .. فلم يهنأ الرجل بالمنصب إلا ثلاثة أشهر حتى تم خلعه ولم يعد أحد يسمع عنه شيئا.
ومثال آخر أكثر حداثة حصل بالأمس في مصر. فبعد أن قام السيسي بإنقلابه كان لابد له من دوبلير.. فكان عدلي منصور . فقام هذا الرجل بالتوقيع على كل المراسيم السيئة السمعة . فحصل على مكافأته.. ثم كافأ السيد السيسي وزميله وزير الداخلية محمد إبراهيم أمام ( جمهور رسمي عريض يتقدمه السيد السيسي والسيد إبراهيم وقال فيهما قولا أوصلهم به لمرتبة موسى وهارون وختم موعظته بقوله( ولايعرف جنود ربك إلا هو ). واليوم طار أحد الانبياء بهاتف صغير من النبي الآخر فأصبح هارون المزيف في خبر كان.
اعزائي القراء..
في هذه الأيام العصيبة .. لم يعد يعرف أحد من هو الأصيل ومن هو الدوبلير لتعدد الأفلام الممثلة في منطقتنا وكثرة الممثلين .
إن الثورة السورية أظهرت نفسها للعالم واضحة الوجه والتوجه دون دوبلير فكان كل شيئ في الثورة ابيضا نقيا كالثلج في طبيعة لم يدنسها بشر .
إلا ان الغرب والشرق كانوا يصنعون في مختبراتهم مؤامرات الدوبلير ليغطوا على أشرف ثورة بالتاريخ . ورغم ذلك بقي الثوار الشرفاء يصارعون أكثر من دوبلير على الارض الطاهرة وهم موقنون بنصر الله.
أميركا وروسيا وإسرائيل وإيران وبقايا الأسد هم خماسي تصنيع الدوبلير في المنطقة العربية .فالإيرانيون يدفعون بعصاباتهم الطائفية إلى سوريا والعراق ليقوموا بدور الدوبلير المقدس . ورعاة البقر الأمريكيون إستبدلوا الخيول بالطيران الحربي لمطاردة وتجميع قطيع الأبقار إلى أماكن مخطط لها ليظهروا بدور دوبلير رامبو ، وإيران تصفي حساباتها مع العراق بعدة دوبليرات لتجد لها مفاوضات مدفوعة الثمن ومقايضات على طاولة العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيره.
الكل صار في لعبة الدوبلير خبيرا.
اما المخرج العالمي الأمريكي فسيعيد لقطة الدوبلير على أرضنا عدة مرات حتى تظهر للشعوب جاهزيتها وجاذبيتها عندها سيبدو جيمس بوند بكامل حلته وبهائه واخلاقه الكريمة وحبه للشعوب .
أعزائي القراء..
من لا يلعب دور البطولة في حياته وحياة وطنه من اول كتابة سيناريو الفلم وحتى تصفيق الجمهور لنهاية الفلم السعيدة ، فستبقى الشعوب تمثل أنظمة البدائل وسنظل نرمي أنفسنا من فوق الدور 150 من ناطحة سحاب أمريكية بديلا عن البطل في فلمه ( جيمس بوند يطهر الشرق الاوسط من الارهاب) .
فيا أيها العرب ...
إياكم ثم إياكم ان تكونوا دوبليرا أو كومبارسا في فلم أجنبي .. ليقولوا عنا : لقد كان لنا دور بديل البطل في فلم امريكي بطله جيمس بوند.