انسحب من عالم اللئام بسلام....
هنادي نصر الله
عزيزي.. هل عايشتَ أناسًا محبطين، يعبسونَ في وجهكَ كلما حققتَ نجاحًا ما، يسعونّ بكلِ ما أوتوا من دعمٍ وإسناد على أن يمنحوا الإمتيازات لجاهلين؛ ظلمًا وبهتانًا يُعدون على القوى العاملة في البلاد؟
هل قابلتَ نفوسًا تعشقُ المناصبَ، وتفدي المراكزَ المهجَ والأرواح، وتُجيدُ " الطعنَ بالظهر" وتقولُ في حقكَ دومًا أنك" مزعجٌ، ومتْعِبٌ" لأنكَ تهتمُ " بتحليلِ قرشك" قبل أن يأتي يوم الميعاد؟.. لتُسأل قبل أن تزول قدمك عن الصراط عن مالك من أين أنفقته وفيما اكتسبته؟
هل وجدتَ في زحمةِ من وجدتَ أناسًا يخونون العشرةَ ليس لأزواجهم، بل عشرة موظفيهم أيضًا؛ ترضيةً لنفسٍ متملقةٍ أو صاحبةٍ مخادعةٍ أو صديقةٍ نفوذها واسعةٌ ولها يدٌ طولى في كل الجبهات؟
هل نقمتَ يومًا على السياسات، وناديتَ بأعلى صوتكَ أين أنتَ يا فاروق؟ شتانَ بين مسلمٍ يرعى رعيته ويُعطي كل ذيِ حقٍ حقه، وبين مسلمٍ يطيبُ له أن تتملقَ له الحسناوات، وأن يُقابلنه دومًا بوجوهٍ حافلةٍ بالأصباغ، يتلاعبنَ ويتمايلن، وفجأةً يُقهقهرُ ضاحكًا، صافعًا هيبته، متعاميًا أن للناسِ أعينٌ وألسنٌ، بل أن للناسِ ذكاءٌ " يُفلترُ" السلوكيات هل هي حسنة أم سيئة؟؟؟.
يوم تشعرُ بأنك على " هامش الخارطة" ابتعدَ عنهم ستجدْ من يتلقفكَ ويمنحكَ الفرصة، يوم يخذلك أحد النجوم ويحرمك حقك الإنساني في التميز، لا تحزن، فقد يتألمُ لحالك " القمر" ويُشجعك على العمل البناء؛ لتكون بجانبه متألقًا، يُشارُ إليك بالبنان...
يومَ تشمُ ولو من بعيد رائحة " المؤامرة" وقد شقتْ طريقها إليك؛ لا تجعلُ عينك تبكي، حركْ يديك إلى مقلتيك، وكفكفك دمعك الحزين، واستبدله بشفتين مبتسمتين لمستقبلٍ جميلٍ قريب...
يومَ تُراجعُ " أساليب الناس" معك؛ فتجدها ملتوية، متناقضة، بها من الغموض ما بها، اهجرهم؛ واعتنِ بنفسكَ، وانظرْ لتفاصيلِ وجهكَ في المرآة، اهتم به، وقلْ " مالي ومالهم" ...
لا تسعَ ـ عزيزي ـ لمعاقبتهم، لا تسعى كي تُذيقهم من نفسِ كأسهم؛ بل قُل لهم " أخلاقي لا تسمح لي إلا بالطيبة" حاربهم بطيبةِ قلبك، وحده الطيُبُ من يسعدْ...
تأكد ـ من تجربتي ـ بأن الحياةَ لك ولأمثالك من الطيبين قبل الناجحين، فالناجحُ إن لم يكن طيبًا، أمينًا، مخلصًا، لا قيمة لنجاحه، فلا تدخل عالم المتملقين اللئام، سقط سقوطًا مدويًا كل من دخل فيه قبلك، ومن يدخلون أيضًا سيسقطون ـ عاجلاً أم آجلا ـ ...