رداً على بشار الأسد بمقابلته في صحيفة لوفيغارو الفرنسية
رداً على بشار الأسد
بمقابلته في صحيفة لوفيغارو الفرنسية
د. منذر ماخوس
مقالة الدكتور منذر ماخوس، سفير الائتلاف الوطني السوري في فرنسا، في رده على مقابلة بشار الأسد في صحيفة لوفيغارو الفرنسية يوم 3 أيلول/سبتمبر 2013، والتي تنشر اليوم 05 أيلول/سبتمبر 2013 في نفس صحيفة لوفيغارو.
ترجمها من الفرنسيةبشر حاج إبراهيم
أكاذيب الأسد على الفرنسيين
إن أقوال بشار الأسد المنشورة في لوفيغارو يوم الثلاثاء 3 أيلول/سبتمبر 2013 هي عملية علاقات عامة بأهداف واضحة في هذه الفترة الحرجة من النقاش في فرنسا حول التدخل في سوريا، ولا يمكن أن تبقى دون رد. فالمسؤول عن مقتل أكثر من 100 ألف سوري وتدمير الجزء الأكبر من البلاد يضيف إلى قائمة جرائمه خداعه للرأي العام، الفرنسي في حالتنا هذه.
ففي خصوص خنق المائات من الأبرياء في غوطة دمشق يوم 21 آب/أغسطس 2013، باستعمال صواريخ محملة بمواد كيماوية محرمة دولياً، فإن مدى قوة القصف، وتسجيلات الاتصالات الصوتية بين أعضاء النظام، وصور الأقمار الصناعية، وخصوصاً عدم قدرة المجموعات المسلحة في المعارضة على ملكية أو استعمال هذا النوع من السلاح، لا يترك مجالاً للشكوك.
والوثائق التي رفعت عنها السرية من قبل الأجهزة الفرنسية، وكذلك البراهين المختلفة المنشورة والتي ستنشر، ستؤكد المسؤولية الأكيدة لقوات نظام الأسد في جريمة الحرب هذه. الضبابية التي يحاول الأسد فرضها عبر قوله "لم نقل أبداً إننا نملك أسلحة كيماوية"، تنجلي بسهولة أمام دلائل امتلاك قواته لأسلحة الدمار الشامل هذه.
إن رفض بشار الأسد أكثر من أربعة أيام بعد القصف، السماح لمحققي الأمم المتحدة بزيارة المنطقة المصابة،والتي تبعد 5 كيلومترات عن فندقهم، يدلبوضوح إلى أن النظام كان يحاول إخفاء الأدلة. لأنه، وكما يردد الأسد وشركاؤه، لو كانت المعارضة هي التي استخدمت السلاح الكيماوي ضد مواقعها ومواطنيها، لكان النظام صاحب مصلحة في نقل المحققين الدوليين لأخذ براهين فورية حول الضربة أملاً في إثبات براءته.
إن التهديدات المزعومة من قبل الأسد لفرنسا ودول المنطقة تشكل استفزازاً يعبر عن انعدام المسؤولية السياسية والدبلوماسية. حيث ينفي الصداقة التي كانت تربط سوريا وفرنسا، والانفتاح الذي استفاد منه بشكل كبير، ويعبر عن ازدراء شديد لفرنسا عبر اتهامها بالتبعية التامة لقطر والولايات المتحدة. يضاف إلى ذلك إشعال المنطقة الذي يحاول التهديد به، والذي يذكر بثرثرات القذافي عشية سقوطه، وتلويحه بالإرهابيين الذين يدعي محاربتهم.
"الحرب ضد الإرهاب" التي يدعي الأسد دخولها تذكر بشكل غريب بحرب جورج بوش الابن في العراق ونتائجها المؤسفة. وهذه حجته التي لم تتغير منذ بداية الانتفاضة الشعبية في آذار/مارس 2011، والتي بقيت سلمية لفترة طويلة، عندما كانت قواته تقتل العشرات من الشباب الذي تظاهر بأيدٍ عارية. أما تصعيد قمعه الشرس للشعب السوري الذي طالب بالحرية والكرامة، فقد أجبر السوريين على حمل السلاح ليدافعوا عن أنفسهم. وعندما يتبجح اليوم بكذبته الكبيرة بأن 80-90 بالمائة ممن يقاتلهم هم من القاعدة، فإنما يريد بشكل واضح جر الرأي العام العالمي إلى خديعته. فنسبة المتطرفين بين المقاتلين ضد النظام هي بالعكس تماماً، و90 بالمائة من كتائب الجيش السوري الحر وبقية المجموعات المسلحة التي تقاتل بسلاح غير متكافئ ضد آلة حربه لا تمت بصلة إلى الجماعات المتطرفة. بالإضافة إلى كون الجمود العالمي وتقاعسه عن حماية الشعب السوري خلال العامين الماضيين، سمح لبعض هذه الجماعات بالانتشار وبتآمر من النظام نفسه كي يستطيع الإساءة لكفاحنا.
إن رفض الأسد للحل السياسي للقضية السورية هو في الأغلب الحقيقة الوحيدة التي أكدها بوضوح عبر رفضه الحوار مع المعارضة "المصنعة في فرنسا أو المصنعة في قطر". بينما يشمل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية كل مكونات المجتمع السوري التي ترفض الاستبداد في الداخل والخارج. إن الائتلاف المعترف به من قبل مائة دولة تقريباً كممثل للشعب السوري، أول أهدافه هو تخليص الشعب السوري من الاستبداد ومن حمام الدم الذي أغرقه فيه النظام.
إن عدم دعم المعارضة الديمقراطية في سوريا، والتي لها تواجد حقيقي قادر على إسقاط النظام إن تأمنت لها الحماية من طيرانه وقصفه، سيعني المجازفة بأن نجد في سوريا في آن واحد معارضة ديمقراطية ضعيفة، وجماعات متطرفة ونظام بشار الأسد الذي تقويه إيران وحزب الله وروسيا وبقية حلفائه.
د. منذر ماخوس، سفير الائتلاف الوطني السوري في فرنسا