كهف لور.. معجزة الطبيعة وأكبر كهف نوازل صخرية في النمسا
كهف لور..
معجزة الطبيعة وأكبر كهف نوازل صخرية في النمسا
بدل رفو المزوري
يقع كهف (لور) في إقليم شتايامارك النمساوي ويعتبر أكبر كهف يتساقط الماء من صخوره المتدلية من السقف، ففي عام 1894 تمت داخل الكهف أكبر محاولة إنقاذ عبر تاريخ الكهوف في النمسا بعد أن سدت المياه من الخلف الطريق على مجموعة من الباحثين الكبار في علم الآثار واحتجزوا في الكهف حيث استغرقت محاولة إنقاذهم 7 أيام.
للكهف بابان ففي جهة بلدة (بيكاو) يسمى (لور بيكاو) و(بيكاو) بلدة صغيرة تبعد 20 كيلومترا إلى الشمال من مدينة غراتس عاصمة إقليم شتايامارك وعدد ساكنة البلدة لا يتجاوز 3 الاف نسمة وتقع وسط الجبال في وادي (مور) نسبة إلى نهر مور العنيف، ففي هذه البلدة الصغيرة بساكنتها وطبيعتها وجبالها وقلاعها تقع بوابة كهف لور.
الطريق الجميل صوب الكهف مشيا بين الغابات والجبال وعبر الجداول والشلالات يتم من خلال (سيميرياخ) حيث تقع فيها الشلالات الرائعة والسلالم العملاقة ومن (سيميرياخ) صوب بوابة الكهف وعبر الأشجار أشبه بالسحر والخيال وتكون نقطة التقاء الزوار والسياح من العالم، بوابة الكهف فتحة صخرية كبيرة وقبل ان تطأ اقدام الزوار عتبات البوابة يتوجب قطع التذاكر للدخول الى الكهف .
يعرض الكهف طبيعة وتشكيلة رائعة ساحرة من الحجر الجيري والصخور النوازل من السقف ولتساقط الماء بصورة دائمة، لذلك لا يمكن الدخول إلى الكهف من دون سترة وطاقية بسبب البرد داخل الكهف. وفيه قمم وقبب الصخور المسماة بالنوازل والأشبه بالجليد المتدلي في الشتاء من الأعالي وهذه النوازل لها حكايات وأسماء ومعان، يجب أن تكون الجولة والسياحة داخل الكهف بصحبة مرشدين سياحيين حيث النوازل العملاقة والإنارة والأضواء وأصوات الموسيقى تجلب المتعة وترحل بالزائر إلى عالم السحر ولكن بصحبة خوف مكمون.
يعد كهف (لور) أنشط الكهوف المائية النمساوية على الإطلاق بالرغم من أن هناك كهوفا ثلجية عملاقة في النمسا والدعوة لزيارة الكهف هي نزهة الى سياحة مسافتها خمس كيلومترات على ضوء نظام كهف طويل مع روائع وتشكيلات الحجارة الجيرية وقبب الصخور، عبر فتحة جبلية تؤدي الى ممرات ضيقة ومغارات صغيرة داخل الكهف العملاق.صممت الممرات بطريقة رائعة للعوائل وقد أخذت بعين الاعتبار زيارات الأطفال ، تحمل النوازل الصخرية أسماء لغز مثل خيمة الغجر والمستوطن، إذن يمكن اعتبارها رحلة عائلية إلى عالم أسرار وألغاز وصخور معلقة بالهواء وسر الكهف ومثارالإعجاب يكمن بصخرة متدلية من السقف تزن 40 طناً على ارتفاع 13 متراً وهي محل دهشة الزوار.
لقد تم تصميم الممرات الضيقة والتي تشبه أزقة المدن القديمة التاريخية على ضوء درب الدببة، فقد تم العثور في هذا الكهف بسبب عظام الدببة واشتهرت المنطقة ووادي الدببة في الإقليم بكثرة الدببة.
مركز ثقل الجولة السياحية تكمن في الساحة الرئيسية في الكهف وطولها 120 متراً وعرضها 80 متراً وارتفاعها 40 متراً وتسمى بساحة الكاتدرائية، وفي رحلتنا الصيفية الى الكهف وساحة الكاتدرائية حيث الأضواء الملونة والموسيقى تمنح الكهف جمالية أكبر وكثيرا ما تقام الاحتفالات والنشاطات في ساحة الكهف.
تستغرق الرحلة الصيفية برفقة المرشد السياحي وضمن مجاميع 70 دقيقة، يوصف الكهف بالمعجزة الطبيعية وهذه المعجزة ليست لها علاقة بطاقة الماء وتساقطه بل باستمرارية الحياة فيها والطاقة المكنونة فيها.
خلال السير بين الممرات الضيقة يمكن ملاحظة تسرب وتساقط المياه الجبلية في الأروقة والكاتدرائية ووديان الكهف الضيقة حيث الصخور العملاقة غدت جبالا في الكهف ومن هذه الصخور المرمر الأبيض، اللون البني، اللون الرمادي وبأشكال مختلفة ومتدلية وهناك صخوراً صاعدة أو العكس أو مثلا على أشكال ستائر النوافذ، شلالات حجرية، المظلات، برج مائل مثل بيزا، وهذه الأشكال محل انبهار وإعجاب الزوار على جوانب الممرات الضيقة بالإضافة تماثيل الحيوانات من الصخور وعظام الحيوانات أيضا ولهذا يسمى بكهف المعجزات وعالم متكامل من السحر والطبيعة في كهف جميل.
لقد كان كهف لور معروفا منذ العصور القديمة ولكن تمت البحوث والاستكشافات عليه عام 1893 من جهة(سيميرياخ) ولكن من جهة (بيكاو)من قبل باحث الكهوف الايطالي وعضو جمعية ابحاث الكهوف(ماكس برونيلو)عام 1894 وحط هناك ضمن أبحاثه عبر الماء الموجود في الكهف والجدول الشيق ومنذ عام 1913 كثرت الاستكشافات في هذا الكهف.
يعيش في هذا الكهف أكثر من 925 خفاشاً بأنواع مختلفة وقد تم التعرف على هذه الخفافيش ضمن رحلة الاستكشافات ولذلك الموسيقى والأضواء فقط متاحة للزوار والسياح في موسم الصيف وأما في الشتاء فلا يجوز لأن الخفافيش في نوم عميق واحتراماً لهم وخشية إيقاظهم يكتفون بالموسيقى الكلاسيكية.
نظراً لمكانة وأهمية الكهف فقد وضعت صورته على طوابع البريد في النمسا في القرن الماضي.
رحلة سياحية غلى كهف لور ..رحلة إلى عالم العجائب والمعجزات والصخور المتدلية وحرمة الخفافيش..ولكن فقط في النمسا!!!