الإسْلامُ.. والعَالَمِيِّةُ والعُولَمَةُ
حامد بن أحمد الرفاعي
المُسلِمون يُؤمنُون أنَّ الإسْلامَ دينٌ عَالميٌّ..ولكنَّهم يَرفضُون العَولمةَ بشدةٍ كيفَ يُمكنُ فهمَ ذلك..؟بكُلِّ تَأكيدٍ المُسلمون يُؤمنون بعالميِّةِ الإسْلامِ..حيثُ بُعثَ به خاتمُ الأنبياءِ والرسلِ سيدُنا ورسولُنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم إلى النَّاسِ كافةً لقولِه تعالى:"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون"ولقولِه جلَّ شأنُه:"قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ جَمِيعًا"فرسالةُ الإسلامِ جاءت لِعَلمَمَةِ قِيمِ دينِ اللهِ وأنسنَةِ مَقاصدِ رسالتِه عِبرَ تَرسيخَ مبادئ (التعارُفِ والتفاهُمِ والتعاونِ والتنافُسِ) وذلك لِنشرِ ثقافة الخيرِ والمنافعِ والمصالحِ بينَ النِّاسِ..وعلى أساسٍ منْ ذلكَ اهتمَ الإسلامُ في تأصيلِ قيمِ وثقافةِ المواطنةِ الإقليميِّةِ والمواطنةِ العالميِّةِ..وجعلَ العدلَ والأمنَ والسلامَ والتنافسَ في الخيرِ منْ المقاصدِ الأساسِ لرسالتهِ الإنسانيةِ..من أجلِ بناءِ منهجٍ أخلاقي لِعَلمَمةِ وعُولَمةِ الجهدِ البشريِّ باتجاهِ بناءِ عَالَمٍ آمنٍ..ولهذهِ الغايةِ النبيلةِ أكدَ الإسلامُ انتهاجَ عُولمةِ وعلممة وأنسنة الأمرِ بالمعروفِ..ولكن ما هو المعروف..؟هو كل ما عُرفَ خيرُه وتعيِّنَ نفعه في تعزيزُ واحترام قُدسية حياةِ الإنسانِ وكرامتِه وحريتِه ومصالِحِه..وبالتوازي أكَّد الإسلام عُولَمةَ وعللمة وأنسنة نبل رسالة النهيِّ عنِ المُنكرِ..ولكن ما هو المنكر..؟هو كُلُ ما عُرِفَ شرُه وتعيَّن ضررُ وقبحه وأثره في محاربة وهدم واحتقار قدسية حياة الإنسانِ وحريته وكرامته ومصالحِهِ..فالعَالميِّةُ والعُولَمةُ في الإسْلامِ أمران مُتكاملان مُتلازمان..فالعَالَميِّةُ بدونِ عُولَمَةٍ راشِدةٍ تبقى آمالاً وأحلاماً في آفاق دنيا الناس..والعُولَمةُ بدونِ عَالَميِّةٍ عَادِلةٍ تتحوَّلُ إلى دمارٍ وهلاكٍ وجحيم يحرق طموحات الناس ويئد أمنهم وآمالهم في حياة عادلة كريمة....فالإسْلامُ يمقت ويَرفضُ عُولَمَةَ الظُلمِ والعدوانِ والكراهية على حسابِ عُولَمَةِ الحب العدلِ والأمن والسلامِ..الإسلام يدعو الناس ويحفزهم ويرغبهم بالتعارف والتفاهم والتعاون والتنافس لعمارة الأرض واستثمار راشد للكون..من أجل بناء حياة كريمة ينعم الجميع في ظلالها بالحب والعدل والأمن والرخاء والاستقرار والسلام..أجل قدسية حياة الإنسان وحريته وكرامته ومصالحه وأمنه..هي معايير حب وكره العالمية والعولمة عند المسلمين..وبعد أعرفتم لماذا يمقت ويرفض المسلمون عولمة وعلممة الكراهية والحروب والهلاك والدمار..؟