لن تمرّ... المجزرة ..
عقاب يحيى
هل سيكون تاريخ الحادي والعشرين مفصلاً في تاريخ بلدنا، والثورة السورية ؟؟...
ـ الحدث كبير واستثناء، والجريمة ترتقي لفعل الإبادة الجماعية الواسعة، والفاعل معروف، ومفضوح.. فكيف يمكن للتاريخ أن ينسى؟؟.. وكيف يمكن للوقائع أن تموت ؟؟..
ـ صحيح أنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها ىطغمة الحقد والفئوية الكيماوي ضد شعب يفترض أنه شعبها، وأنها مسؤولة عن حياته وحمايته ضد أعداء خارجيين، وما يهدد أمنه.. لكنها تجاوزت بمجازر المعضمية، والغوطة الشرقية كل الخطوط.. حيث الاستخدام الواسع الذي لن تستطيع أية لجنة تفتيش أو تحقيق.. أو مساءلة، أو معاتبة، أو تطنيش إغفاله، ولفه.. كالمرات السابقة ..ـ أهمية الحادي والعشرين أنه يقدّم الدليل القاطع على أن طغمة من هذا المستوى تشكل تهديداً جدّياً للبشر، ومواثيق حقوق الإنسان، وأن الشعب السوري المنكوب بها.. لن يغفر أبداً.. ولن يصمت، ولن يبلع الجريمة . وسيحاسبهم قريباً، وفي أجل منظور..
ـ من جهة أخرى فإن معرفتنا الجيدة لتركيب المجتمع الدولي، وتعدد المشاريع التي تجوب منطقتنا وتصقي حساباتها في بلدنا وعلى حسابنا.. وقرار النافذين فيه تشجيع النزيف السوري حتى تدمير الدولة والكيان، وإيصال الشحن الطائفي مستوى الحرب الأهلية الشاملة، وتغذية الاقتتال بمخصّبات محسوبة لا تسمح لقوى المعارضة بالإخلال الجدي بميزان القوى لحسم معركة الحرية، والحفاظ على البلد والسكان.. وسورية الموحدة.. إن ذلك يدعونا للتوقف عن سياسة العويل والتوسل والتسول، وإصدار البيانات والتصريحات التي اكلها عتّ التكرار.. وكأننا لا نملك ـ لراحة الضمير، وقذف المسؤولية على الغير ـ سوى ذلك.. بانتظار مجزرة أخرى أفظع.. وأشمل..
ـ لقد سقطت رهانات المراهنين على الخارج.. وكان عليهم أن يدركوا منذ وقت طويل أن الاعتماد على الذات، والإمساك بالقرار الوطني سبيلنا الوحيد للنصر.. وأن سياسة العين بصيرة واليد قصيرة لم تنتج سوى ارتهان سيادة واستقلال بلادنا للغير، وفتح المنافذ لهم كي تصول وتجول مشاريعهم، وحروبهم البينية، وتلك الاستراتيجية التي تريد تفسيخ وتذرية بلادنا .
ـ لقد صمدت المعضمية اسطورياً.. ومثلها الغوطة الشرقية، وقدّم لنا شعبنا الأنموذج الخارق عن التصميم، والاعتماد على الذات، وعن فعل الإيمان في النفوس، ودور الإخلاص في تحطيم كل محاولات الطغمة اقتحام هذه المناطق.. رغم القصف اليومي العنيف من مختلف الأسلحة، ورغم الحصار الخانق.. وكان السؤال الذي يقرع ضميرنا من أشهر ونحن نعي ـ جميعاً ـ نوايا الطغمة ما الذي يجب فعله وتقديمه؟؟.. واين نحن من مسؤوليتنا في ذلك؟.. وهل كنا جديرين بحمل المانة حقاً؟؟.. أوفياء للدم السوري الغالي، ولروح الثورة ومعجزات شعبنا السطورية.. ام ان الاتكاء على الغير وانتظار دعمهم.. وما قد يجودون به، والالتهاء بمنازعات ذواتنا وحزبوياتنا.. وبالمعارك الاحترابية بيننا لاعتلاء المواقع,,, وتسجيل انتصارات سخيفة.. كان دابنا.. فكشفنا ظهورنا، وتركنا أهلنا وحيدين في مواجهة إجرام لن يشبع من الدماء، ومخطط رهيب لإغراق البلاد في حرب مذهبية طاحنة..
إن دماء شعبنا الغزيرة تدعونا لتوحيد الصفوف، والبحث الجدي عمّا يجمعنا ويقوي الوطني فيها، واستنهاض الوطنية السورية العريقة.. لتكون خيارنا، وبيلنا، وركيزتنا.. والتفكير الجدي بمؤتمر وطني جامع يناقش أوضاع الثورة والبلاد، ويضع التصورات العملية للمرحلة القادمة، ووسائل الانتصار والخلاص من هذا الكابوس الرهيب، وإعداد بلادنا للمرحلة اليمقراطية.. على طريق دولة الحق والعدل والمساواة ..