لمن التاريخ؟!..
لطفي بن إبراهيم حتيرة
تتوالى الأحداث, وتتابع
الحوادث ونحن هم نحن!.. عبيد للكراسي خدم للسلطان, مغيّبون, مشوّهون متحجّرون,
أصنام منصوبة وأوثان محفورة وعقول متجمّدة تعيش في ظلمات السنين الغابرة.. تدمير
للبنيان, وتعطيل للأعمال, و إعتصام هنا وآخر هناك.. إغلاق للطرقات وتعدّي على
الحرمات.. سهرات في الخيام فتيان وفتيات وخمرة تسكب وتشرب والشيطان يوزّع بطاقاته
ويملي عظاته.." نريد إسقاط الحكومة.. نريد حكومة كفاءات مستقلّة.. غد إضراب
وبعد غد إضراب وإعتصام وإغلاق للمصانع والمعامل " أيّ حكومة وهل في البلاد
حكومة.. وأيّ إسقاط وأنتم أوّل الساقطين وأوّل الخائبين.. وأيّ كفاءات وكلّهم في
الهواء سواء حزبيّ تجمّعي من زمرة عصابات بن علي.. وعلماني يساريّ من طينة
"الهمّامي" الدعيّ.. الملحد الماركسي هذا الذ ّي لا يهدأ له بال ولا
يستقر على حال كالغراب الناعق وكالبوم الناعب في كلّ قناة وعلى كلّ جريدة.. لا همّ
له إلاّ محاربة الدّين والتشويه لصورة المتديّنين.. أو هو من طينة التغريبيّ
المجرم "بورقيبة".. هذا"السبسي" شيخ في التسعين أخرجوه من
متحف المنسيّين المسنّين ونفضوا عنه الأتربة والغبش وغسّلوه وزيّنوه ونفخوا فيه
ودفعوه إلى الميدان يمينا وشمالا يصارع الثيران وخلفه تاريخ كلّه زور وبهتان
والغرب يشحنه كبطّاريّة لم يعد لها لزام إلاّ أنّها تملأ المكان وتثير القلاقل و
تبعث القرف والهذيان.. سواء كلّهم خواء وهراء ومصالح تعيسة ومفاسد جديدة ديدنهم إثارة المشاكل, وإشعال الحرائق, و خلق
الأزمات وبعثرت المجهودات وتثبيط العزائم وبعث الوهن في النفوس وفي عقول المرضى
ومن ورائهم أحزاب شيطانيّة تفرّق و تغرّق وتمزّق.. أحزاب كلّها فساد وإفساد.. هم مذ وجدوا والبلاد
إلى الخلف تسير وفي الظلمات تتخبّط وتتعثّر.. في كلّ يوم قصّة وفي كلّ ساعة حكاية
ولا حكايات أمّي دوجة.. قل وعاود.. قل
ومرّر وزد وكرّر.. الحبّة تصبح قبّة والتمرة تصير نخلة والقطرة تكبر حتّى تكون في
حجم البحر و المحيط .. هم كالذيّ يبني قصرا ليهدم مصرا.. البلاد سفينة تسير في
الرّمل.. تغرق في الوحل.. تنزل في الهاوية وهم يدفعونها من الخلف حتّى تضمحل وتتلاشى..
حينها فقط يفرحون ويضحكون ويشربون على نخب الهزيمة.. هزيمة الوطن.. لا وربّي هم
المهزومون وهم الفاشلون.. ولن يسقط الوطن..
ونحن لا نعتبر ولا
ندّكر ولا نأخذ العبرة من صروف الأيّام ومن تطاحن الزمان... سوريا.. مصر.. النّار..
أنهار الدماء.. الخراب
و الدّمار.. القتل والقتل.. التشرّد والتهجير.. هل من مدّكر وهل من معتبر؟؟..
فالذيّ لا يتذكّر
الماضي محكوم عليه بإعادته بأوساخه وقذارته وحقارته وكلّ هفواته.. التاريخ يدور و
يعود.. التاريخ من يملكه اليوم يملكه غدا.. فهل نحن ممّن يملكون تاريخهم ويكتبون
صفحاتهم بأيديهم..
أم نحن لا زلنا صغارا
نلعب ونلهو ويلهو بنا الكبار؟؟..