مشاركة الوالدين لأبنائهم عند المفكر عمار جيدل
معمر حبار
إهمال الأبناء: الذي لايعامل أبناءه كأبناء، لاينتظر أن يعاملوه معاملة الأبوة أو الأمومة. وأول عقوبة إجتماعية يلجأ إليها الطفل، هي معاقبة من أهملوه في الصغر، وبداية بالوالدين.
لايمكن أن يقوم أحدا مكان الآخرفي آداء وظيفة الاسرة، لأن مرضاة الله تعالى في طلب الأولاد، والتخلي عن تربية الأولاد، هو تخلي عن مرضاة الله تعالى. ورأس العقوبة، هما الوالدين، لأنهما تخلوا عن الأولاد، وبالتالي عن مرضاة الله تعالى. ونتائج الإهمال تظهر أولا في المُهْمِل قبل المُهْمَل، وسيحصدون نتائج الإهمال في الدنيا.
مشاركة الأبناء واحترام العواطف: الإنسان عندما يكون طالبا للرضا، يكون منسجما مع انسانيته. والإنسان يطلب مرضاة الله تعالى في أولاده، عندما يُعلّمُهُم أفق الرضا، لأن الدين جاء لينسجم مع العواطف. فأنت عندما تلاعب ابنك، فأنت بهذا تنسجم مع العواطف. وعلى الإنسان، أن يعلم أنه مركز الكون، وذلك بمراعاته لعواطف الناس.
من اعتقد أن من الجدّ، أن تترك الجدّ، أثناء ملاعبة الطفل، فهذا ليس بجدّ. ونحن نلاعب الطفل، لنعلمه أنه إذا كبرت، لاعب طفلك، حينما يكون طفلا. والذي لايلاعب الطفل، تجده شديدا في غير الشدّة، لأنه لايعرف معنى الملاعبة. والطفل الذي يُلاعب، ينشأ على إحترام القيم، واحترام الكبير، والصغير.
إذن وجب التأكيد على مشاركة الأبناء واختيار اللعبة. وملاعبة الأطفال، تعني المشاركة، فنحن نعلّم بالملاعبة، واحترام المشاركة.
الـتأديب بالمصاحبة: إذا أدبنا الطفل صغيرا، تأدب على المصاحبة. ومن أهم ميزات الأسرة السوية، هي أن تشرك الأفراد في اتخاذ القرار. وكلما أشركناهم في المشورة، كلّما أصبحوا أكثر مسؤولية. وكلما كان المرء حاضرا بالطاعات، كان حاضرا اجتماعيا، لأن أفق الطاعات، أن تشرك الأبناء.
والطفل يتعلم من طاعتك لله تعالى، حين يرى استحضار طاعتك في معاملتهم، لأن الطاعة أفق. فهو عندما يرى فقيرا، ويعلم أنك بفطرتك وسلوكك ستساعده، يخبرك على الفور بذلك، لأنه علم حبّك على فعل الخير، فأمسى الطفل في هذه الحالة، مساعدا على فعل الخير، لأنه يعلم أن الوالدين كذلك.
مشاورة الإبن وتعليم المرأة والشخصية: إذا ضغطت على الإبن، أفقدته الشخصية. لذلك إذا غرست فيه مرضاة الله تعالى، غرست فيه الشخصية القوية والسوية والمسؤولية.
الأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع، ونواة الأسرة هي الفرد، فعلينا أن ننشئه على تحمل المسؤولية بالمشاركة.
البيوت مصدر الطاقة والتربية، علينا أن نعلّم المرأة، لتكون نساء كاملات، حتى تعطي كل مالديها لأبناءها، وبالتالي يعاملها الأبناء كامرأة كاملة، وليس ربع أم، أو نصف أم. والإبن يعامل أمه، نصف أم، أو ربع أم، لأنها عاملته نصف ابن، أو ربع ابن، أو أقل من ذلك.
إذا دمّرت في الابن محبة الشيء، فأنا أدمّر فيه ثقافة المحبة. والمطلوب أن نوسّع من دائرة المحبة، وأن نغرس ثقافة المحبة. وأنا لاأناقش الابن في الأمر الذي يحبه، إنما أفتح له باب المحبة، لكن تبقى قنوات الاتصال سالكة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): الحلقة الرابعة من سلسلة: "الأسرة.. الواقع والمأمول". القناة الخامسة 5، الجزائرية.