ماذا فعلتم بمصر؟!

د. صفوت حسين

في 20 مارس 1954 وقعت ستة انفجارات في

أماكن حيوية بالقاهرة.. فمن الذي كان وراء هذه الانفجارات؟ الإجابة على هذا السؤال

تأتي على لسان عبداللطيف البغدادي عضو مجلس قيادة ثورة يوليو في مذكراته، حيث يذكر

إن جمال عبدالناصر اعترف بأنه هو الذي قام بهذه الانفجارات، وذلك في اليوم التالي

لوقوعها، واعترف بذلك للبغدادي وحسين ابراهيم وكمال حسين، وعزا السبب في قيامه

بهذه الحوادث الى أنه كان يرغب في إثارة البلبلة في نفوس الناس ويجعلهم يشعرون

بعدم الطمأنينة حتى يتذكروا الماضي أيام نسف السينمات ويشعرون أنهم في حاجة إلى من

يحميهم’.. لا تعليق .أيها العسكر.. هل هانت مصر عليكم الى هذا الحد لتقوموا بانقلاب عسكري في الوقت

الذي كادت أن تنحسر فيه الانقلابات العسكرية في العالم حتى في جمهوريات الموز

وأدغال أفريقيا.. هل هانت عليكم مصر التي

ساندت ووقفت الى جوار حركات التحرر الوطني في افريقيا في الستينات حتى يعلق

الاتحاد الإفريقي أنشطة مصر بالاتحاد

عام 2013… هل هانت عليكم مصر حتى

تتساوى ببعض الدول الافريقية التي شهدت انقلابات في السنوات القليلة الماضية..

افريقيا الوسطى ومالي وغينيا وموريتانيا والنيجر ومدغشقر؟!

-اقتربت الذكرى الأولى لمذبحة رفح ومنذ وقوع المذبحة لم يتوقف إعلام العار عن

ترديد اتهامات لحماس بالضلوع في تنفيذ هذه المذبحة، ونشر أسماء أعضاء حماس

المتورطة فيها، واتهام د. مرسي بالتواطؤ وعدم نشر التحقيقات في هذه القضية التي

تقف وراءها حماس لإعطاء مبرر للدكتور مرسي للتخلص من طنطاوي وعنان الى

غير ذلك من دعاوى الإفك والبهتان.. والآن وبعد الانقلاب ما الذي يمنعهم من نشر

التحقيقات ومعرفة الجناة ؟! أيها العسكر من الذي ارتكب مذبحة رفح ؟!

-وبالمناسية أيضا اكشفوا لنا عمن يقف وراء خطف ضباط الشرطة الثلاثة وأمين الشرطة

في سيناء في فبراير 2011، والتي استغلت في الهجوم على د. مرسي مع أن عملية

الاختطاف تمت قبل عام ونصف من توليه الرئاسة؟ وأيضا من الذي كان وراء خطف الجنود

السبعة في سيناء؟ وأيضا انشروا التسجيلات المزعومة بين قيادات من الإخوان وقيادات

حماس قبل وأثناء ثورة25 يناير!

أين الأخوة والأخوات الذين تقمصوا دور البطولة والشجاعة، ووقفوا بكل قوة ضد ما

يسمى بأخونة الاعلام، أين من خرج ليعلن استقالته على الهواء اعتراضا على الأخونة،

وأين من قادت الاحتجاجات ضد أخونة الإعلام، أين هم جميعا مما يحدث الآن بعدما عادت

مصر الى فترة الستينات حيث الإعلام الموجة، أين هؤلاء الآن بعد أن أصبح الشغل

الشاغل للناس البحث عن القنوات التي تنقل فعاليات رابعة العدوية، والبحث عن

ترددادت هذه القنوات وسط تعتيم إعلامي رهيب، سواء من إعلام الدولة أو الإعلام

الخاص، لماذا ابتلعتم ألسنتكم جميعا ولم نسمع صرخةاحتجاج واحدة أم أن مواقف

الشجاعة الآن أصبح لها ثمن؟!

أين نقيب الصحافيين وأين أعضاء مجلس الصحافيين الذي يهمن عليه تيار اليسار مما

يجري للإعلام من غلق للقنوات واعتقال لإعلاميين أعضاء في نقابة الصحافيين، وأين هم

مما يجري من منع المقالات المعارضة للانقلاب.. لماذا خفت صوتهم ضد انتهاك الحريات

العامة وهم الذين ملأوا الدنيا صراخا وعويلا ضد د. مرسي بمناسبة ودون مناسبة؟!

 

لا تسمعوا لأدعياء الحكمة والعقلانية، ولا لمروجي تجنب الفتنة.. واعلموا أن تضحيات

اليوم مهما بلغت لن تساوي شيئا يذكر أمام ما سنعانيه لسنوات إذا نجح مخطط الانقلاب

وأذكركم بما جاء فى ‘أصداء السيرة الذاتية’ لنجيب محفوظ: ‘سألت الشيخ عبد ربه

التائه، متى يصلح حال البلد؟ فأجاب: ‘عندما يؤمن أهلها بأن عاقبة الجبن أوخم من

عاقبة السلامة!