عجباً لك أيها السيسي
عجباً لك أيها السيسي
خليل الجبالي
مستشار بالتحكيم الدولي
تعطي لنفسك الصلاحيات بتعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيساً مؤقتاً لمصر، وتعطي لنفسك الحق في إلغاء الدستور الذي استفتى عليه الشعب بنسبة 62% بعد أن بذلت الجمعية التأسيسية فيه جهداً كبيراً لمدة أكثر من 6 أشهر.
تقحم الجيش كله في المعترك السياسي بعد أن بدى يتعافي من نكساته السابقة في التصنيع والتدريب وإنخفاض الروح المعنوية والتبعية العسكرية لأمريكا وإسرائيل .
تتحدث بإسم الشعب المصري وتنحاز لطرف علماني ليبرالي شيوعي إشتراكي نصراني دون الطرف الآخر الإسلامي المعتدل .
تسمح للمتمردين بالتعدي علي قصر الإتحادية وكتابة شتائم وسباب للرئيس مرسي الذي كان متواجد فيه وتدعي أنك تقف موقف الحياد من كل الأطراف حتي بعد أن حرقوا مسجد الإتحادية وقتلوا المتظاهرين المدافعين عن الدكتور مرسي أمام الإتحادية وقتها ولم يتحرك لك ساكن.
دبرت وقيادات جبهة الإنقاذ [ حمدين والبرادعي وعمرو موسي ] في نادي البحرية آلية حرق مقرات حزب الحرية والعدالة ومقرات الإخوان وهذا ما فضحتك به صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية بتعاونكم مع فلول الحزب الوطني الذين تولوا توريد البلطجية المطلوبة لذلك، ثم تشاهد الحرائق وقتل الإخوان عن قرب ولم ينطق لسانك بكلمة واحدة.
تحدثت وإستنكرت حصار المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي من قبل المؤيدين للدكتور مرسي ولم يهتز لك شعرة رجولة في حرق محكمة الإسكندرية و المقر العام للإخوان المسلمين وحزب الوسط وغد الثورة وحل مجلس الشوري المؤسسة الوحيدة الباقية في الدولة.
دبرت لقتل المتظاهرين أمام الحرس الجمهوري في صلاة الفجر، فاغتالت يدك الأثمة الرجال والنساء والأطفال وهم سجود، وكاميراتك التي كانت تسجل خير دليل علي جرمكم، ثم تتبرأ من ذلك بقولك أن المتظاهرين هم الذين قتلوا أنفسهم ، وما يزيد الطين بلة أن تأمر بالقبض علي قيادات من الإخوان أمثال المرشد العام للإخوان المسلمين وعصام العريان والبلتاجي بتهمة قتل المتظاهرين أمام الحرس الجمهوري ، ثم تتحدث عن حفظ الأمن!
صحيح إذا لم تستح فاصنع ماشئت.
قمت بغلق القنوات الدينية وإعتقال أطقم تلك القنوات من مقدمين ومعدين ومخرجين ثم تتكلم عن حرية الرأي ، (تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وفِي العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) سورة المائدة.
قمت بإعتقال الرجال الشرفاء أمثال حازم أبوإسماعيل وخيرت الشاطر وغيرهما ، ومنعت العلماء أمثال الشيخ محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وغيرهما عن الظهور الإعلامي ووضعتهم رهن الإقامة الجبرية ثم تتحدث عن الديمقراطية التي تنشدها من خلال الليبرالية والعلمانية التي ساندتها.
عجباً لك أيها السيسي : قمت بحجز قائدك العسكري ورئيسك الشرعي ومن له فضل في تعيينك وزيراً للدفاع ثم تتحدث عن شرف البدلة التي ترتديها، وفي الحقيقة فقد لطختها بدماء الأبرياء، وزينتها بخيانتك لقائدك، ونزعت كرمتها بإنحيازك للفاشلين في كل الإنتخابات ، وجعلتها تنحني لأمريكا بإطاعة أوامرهم بالتخلص من الرئيس الشرعي، وتصر أن تقف معانداً أمام الشعب المصري الذي خرج في كل الميادين ولن يعود إلا بعودة رئيسه والقصاص من خيانتك بمحاكمتك عسكرياً حتي تتطهر العسكرية من أمثالك.
واخيراً أيها السيسي فإنه يتحقق فيك قول المتنبي : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أكرمت اللئيم تمردا.