الوضوء بالدم!

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

يتحرك الشيوعيون الدمويون وأشباههم من منطلق الفكرة الماركسية التي تقول بالحتمية التاريخية أو حتمية الصراع الطبقي الدموي ، وهم يسمون أنفسهم في بلادنا بأسماء مراوغة للتمويه والتغطية على فكرهم الشرير ، فهم يسمون أنفسم تارة بالشيوعيين الأناركيين ، أو الاشتراكييين العلميين أو التحالف الاشتراكي أو التحالف الشعبي أو القوى الاشتراكية ، أو الاشتراكيين الثوريين ،أو غير ذلك . هم حريصون غالبا على إبعاد لفظ الشيوعية ومشتقاته عن أدبياتهم ومقولاتهم حتى لا يستفزوا الجمهور المصري المسلم . في كل الأحوال يستخدمون مصطلحات مراوغة من قبيل التقدمية والحداثة والتحرر والعدل الاجتماعي وحقوق العمال والكادحين ، مواجهة الرأسمالية المتوحشة ، مقاومة الامبريالية الاستعمارية .. مصطلحات تأخذ شكلا خارجيا مقبولا ، ولكنهم لا يصرحون بطبيعتهم الدموية الفاشية ، ومع أنهم أقلية ضئيلة تتشظى إلى مجموعة من الأحزاب الصغيرة ، إلا إنهم يركزون على الأقليات الطائفية والعرقية والمذهبية ويتحالفون معها وينفخون في  مشكلاتها ثم يخاطبون البسطاء والعامة ويحركونهم من خلال الحديث عن القضايا اليومية والأزمات المزمنة مثل الأسعار والغلاء والسلع الأساسية والبوتاجاز والبنزين والسولار والأجور وحق العمال والقهر الاجتماعي ؛لإثارتهم وتحريك الشارع ، وهو ما نجحوا فيه عبر السنتين الماضيتين حيث استطاعوا مع أحزاب الأقليات والأحزاب الكرتونية تحريك كتل كبيرة ضد الإسلاميين والفكرة الإسلامية في مظاهرات دامية امتدت لتحاصرالمساجد كما فعلوا بحصارهم لمسجد القائد ابراهيم بالاسكندرية ومساجد أخرى بالقاهرة ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى ومجمع التحرير ومقرات الأحزاب الإسلامية بالإضافة إلى استخدام المولوتوف والخرطوش والحجارة والملثمين واحتلال الميادين وإحراق المؤسسات واستخدام قاموس بذيء . وقد تلاقت مصالحهم مع الفلول وأنصار النظام الفاسد السابق وخاصة في الإعلام الذي يقوم بالتغطية على جرائمهم الدامية ويسميهم ثوارا ويلقي بجرائمهم على الضحايا من الإسلاميين .

إن نجاحهم في إثارة الفوضى والارتباك داخل المجتمع غاية مرادهم في ظل أعدادهم القليلة ، فالفوضى تحقق لهم فرصة الدعوة إلى أفكارهم الدموية والتحالف مع الأقليات المتمردة واستقطاب الأفراد الذين يعانون من مشكلات خاصة ، وهذا في حد ذاته إنجاز عظيم لدمويتهم .

لقد استطاعوا تحريك كتل كبيرة في اتجاه رفض الرئيس المسلم المنتخب وتعطيله وتشويهه وإهانته ، تحت دعاوى زائفة ، لم ينتظروا حتى يعمل ، بل إنهم منذ ترشحه للرئاسة بدءوا حملتهم الشريرة . لم يمنحوه فرصة ولو ليوم واحد كي يعمل بهدوء أو يتحرك في طمأنينة . شنوا عليه الحملات الإعلامية الكاذبة السافلة ، واستخدموا ضده أحط ما في قاموس البذاءة ، وقابلهم الرئيس بالحسنى ، بل إنه استخدم الإعلان الدستوري في الإفراج عن صحفي شتام أساء إليه قبل أن يسيء إلى أحد آخر .

قال الشيوعيون عند نجاح الرئيس لن نسمح أن يحكمنا الإسلام ولو اقتضى الأمر أن تسيل الدماء ، وقالوا إن آخر يونية الحالي سيكون نهاية الإسلام في مصر . وقال أحدهم : في آخر يونية لابد من رحيل الرئيس محمد مرسى ومحاكمة أعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، والشروع فى كتابة دستور جديد وحكومة جديدة. وأضاف الشيوعي "لا حوار ولا خروج آمنا لجماعة الإخوان دون تحقيق تلك المطالب"! ويتطابق موقف الشيوعيين مع المتمردين الطائفيين ، فقد أيد الشيوعي المذكور متمرد نصراني دعا شباب النصارى  إلى أن يبذلوا العرق والدم يوم 30 يونيو القادم  لكي يضمنوا مستقبلاً جيدًا  ، وقال لا بد من نزول الشباب النصراني  يدًا واحدةً وتكتلاً واحدًا ضد التيار الإسلامي، مع تقديم  الأرواح والشهداء في تلك الثورة التي يوقن تمامًا من نجاحها!

وعلق نجيب ساويرس رجل الأعمال الطائفي المتعصب على حكم قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون قائلاً "بكرة هنخلص من طيور الظلام، وتطلع شمس الحرية".

ومع أن جمعة لا للعنف في رابعة العدوية يوم 21 يونية الماضي أظهرت للعالم كله من يملك القوة الحقيقية على الأرض وهي قوة الإسلاميين والشعب المسلم ،وأبانت عن التظاهر المتحضر الراقي؛ فإن الشيوعيين الدمويين الانتهازيين فسروا المسألة تفسيرا عجيبا ،وقال أحدهم ممن كانوا يخدمون النظام الفاسد والتمرد الطائفي : إن هذا الحشد الضخم الذي جري رصده يوم الجمعة في مدينة نصر يتضمن خوفا وخشية ، ويعكس ضعفا وليس قوة لأنه مدبر، منظم، استخدم رجال الجماعة  والتنظيمات الأخري مهارات لا تنكر لديهم في استجلاب الافراد من المحافظات  وتم جمعهم في الحافلات المكيفة. الحشد لا يكتمل الا بالتلقائية! وزعم أن ذلك تحقق في مظاهرة السابع والعشرين من ديسمبر الماضي التي كان التآمر فيها على الرئيس والديمقراطية دمويا وفاضحا ، ويزعم الشيوعي الدموي أن النساء المصريات خرجن في الصفو ف الأولى يحملن الأكفان !

وتستطيع أن تدرك كيف يفكر الشيوعيون الانتهازيون وأشباههم، حين تقرأ مثلا لأحمد شفيق ما يقوله عن الإسلام : لن نسمح أن يحكمنا نظام إسلامى ، أوالبرادعى حين يؤكد : لن يرهبنا الحديث عن الأخلاق . أو الطائفي المتعصب مايكل نبيل عندما يعلن : سنسقط الشرعية ولن تحكمنا الشريعة ، أو جورج إسحاق حين يذكر أن : 30/6 هو يوم انتهاء "الإسلام" أو ما يوجهه الأنبا موسى للمسلمين : اخرجوا من كبسولة حلم الخلافة ، أو ما يردده عكاشة في قناته الليلية : يوم 30 لن يكون هناك ملتح ولا محجبة ، أو ما يزعمه الناصري الشيوعي حسين عبد الغنى من أن : انهيار مصر بدأ يوم دخول القرآن للخطاب السياسى ، أو ماتدعيه صديقة الكنيسة والتمرد الطائفي فاطمة ناعوت أن : القرآن فيه تناقضات! أما من جعل سمير جعجع قدوته ومثاله – المدعو محمد أبوحامد فيقرر أن : القرآن به ألفاظ تجرح مشاعر الآخرين!. وعلى الطريق ذاته يعلن عمرو حمزاوى: نكافح لرفض هوية مصر إسلامية ، ويؤكد حازم عبد العظيم: سنقضى على الإسلام السياسى فى مصر، ويقول محمد العدل: سندافع عن المشاهد الإباحية فى الأفلام بالسلاح ، أما وحيد حامد فيهدد : مفيش حلال وحرام واللى حانسمعه يقولها حانمسحه من على وش الأرض ! ثم يسخر من يسمى المستشار أحمد ماهرمن الرسول –صلى الله عليه وسلم – قائلا : اللى عاوز يقلد النبى يروح جبلاية القرود !

هذه ه هي قيادات ورموز الجبهة المناهضة التي تتحرك تحت لواء الفكرة الشيوعية الدموية التي تحارب الاسلام علنا ودون مواربة ، ولا مانع لديها أن تتوضأ بالدم وهي تردد أحيانا معجما اسلاميا للتمويه على البسطاء، ولكنها لا تستطيع أن تقيم صلاة الجماعة وفقا لمايقوله شاعر فارسي !