رسالة من صميم القلب إليكم معشر السفراء
زاهد عبد الشاهد
تعد اللغة العربية من أفصح اللغات وأحسنها وأشهرها وتحظى بكونها لغة رسمية فيمايقارب 25 دولة وماكانت هذه الدول عربية من قبل،بل انضمت إلى الدول العربية واحدة تلو الأخرى،ومؤخرا إحدى الدول الأفريقية وكذا "الشيشان" ألغت اللغة الانجليزية كلغة رسمية وحولت إلى اللغة العربية،وهذا مايسعد العالم العربي بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام.
وتمثل هذه الدول العربية سفاراتها ومدارسها ومراكزها ومعاهدها والملحقية الثقافية المتواجدة في جميع الدول شرقا وغربا شمالا وجنوبا ولايخفى دعمها للمجتمعات الإسلامية والأقليات المسلمة وارتباطها العميق وولاءها للأمة الإسلامية وشبكة العلاقة بين الدول العربية والإسلامية وبين شعوبهما وتزداد أهمية العلاقة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم في عصر العولمة والانفجار العلمي والتقني.
وما يؤلمني جدا عدم اهتمام هذه الجهات كلها باللغة العربية التي هي إحدى اللغات الست الرسمية في هيئة الأمم المتحدة وهي لغة ذات أـهمية قصوى لدى المسلمين،ولكن المؤسف أن هذه اللغة أضاعها أهلوها،وقدتأسفت لما قرأت خبر اصحفيا لرئيس الوزراء الباكستاني والبريطاني حيث اتفقا على تعزيز التعاون لنشر اللغة الانجليزية في باكستان وستدعم بريطانيا باكستان لتأهيل المعلمين وتدريبهم على اللغة الانجليزية وتغيير النظام التعليمي والأكاديمي دعما تاما، والغرب يسعى منذ القديم إرساء حضارته وثقافته في وطننا ولا يقصر في كفاحه ولايتغافل قيد أنملة.
أليس عيبا على من يمثل الدول العربية في وطننا أن يتخلف عن مهمته ولايؤدي دوره تجاه هذه اللغة الحبيبة؟ أليس عيبا على الملحقية الثقافية أن تتغافل عن مسؤوليتها لنشر حضارتها وثقافتها؟ أليس عيبا على السفارات العربية أن تتغاضى عن مهامها الرئيسية أم أن اللغة العربية ونشرها ليست من مهامها أصلا؟ دعوني أيها القراء الكرام لأصارح ولاتعاتبوني على انفعاليتي وقسوة كلامي ولا دبلوماسية أيها الدبلوماسيون حينما نقصر في مسؤوليتنا تجاه اللغة العربية.
لماذا لاتقوم السفارات بتوطيد علاقاتها مع الجهات الحكومية وتقوم بتأطير أوجه التعاون وسبلها لنشر اللغة العربية ،ولماذا لاتدعم هذه الدول المعاهد والشخصيات المهتمين بهذه اللغة والإعلام المحلي من الالكتروني والجرائد والدوريات والمجلات فيما يهتم الغرب كثيرا بهذه الوسائل وتنفق مبالغ باهظة لنشر ثقافتها ولغتها بل وأثبتت الدراسات أن هناك قنوات تتسلم مقابل وأجور مغرية لبث برامج تدافع عن الغرب وثقافتها بل وثمة إعلاميون ومحللون وزعماء يهتفون ويصيحون ليل نهار على الشاشات ثناء على خدمات الغرب الجليلة وتخلف المسلمين وثقافتهم واشتباكات الوطن العربي ومنازعاتهم الداخلية وانقراض ثقافتهم في هذا العصر.
مجمل الكلام أنه يجب على الحكومة الباكستانية أن تلفت أنظارها نحو اللغة العربية وتعليمها لأبناءها ولاتقلل أهميتها ومكانتها وخاصة فإن غالبية الشعب الباكستاني يحب اللغة العربية ويتمنى تعلمها وأن تناقش هذا الموضوع مع الدول العربية وسفاراتها الموجودة في بلدنا وأنا لا أخالف تعلم اللغة العربية وتعليمها بل أحمي تعلمها كأي لغة أخرى لكن يزعجني إهمال لغة الإسلام والمسلمين في بلد كباكستان والتي أستقلت من أجل الحفاظ على الدين ومنح الحرية التامة للمسلمين والمكتوب في دستورها بنص صريح أن تعلم اللغة العربية لازم على المواطن الباكستاني فكيف أهملناها؟
ومن جهة أخرى يجب على السفارات العربية أن تتعاون مع الجهات المعنية حكومة وشعبا جماعة وفردا لنشر اللغة العربية وتعتبر هذه المهمة أهم تحدياتها وتجعلها في طليعة قائمة أنشطتها وأعمالها وليكن السفراء والحكام والشعب يدا واحدة تحقيقا لهذا الهدف السامي ، حينها سنرى اللغة العربية تحتل مكانتها المفقودة وتكون اللغة الأولى عالميا من حيث الانتشار والنطق ويكون عنوان قصائدنا "اللغة العربية تباهى بمكانتها" و"خفاق اللغة العربية يعلو كل القمم" بدل ما يكون "اللغة العربية تنعى حظها" و"اللغة العربية تشكو".
إلى اللقاء