صفاقة الوزير صالحي
د. محمد بسام يوسف
عندما سُئلَ وزير الخارجية الإيراني في عمّان قبل يومين (يوم الثلاثاء في 7 أيار 2013م): [كيف ستتعاملون مع العدوان (الإسرائيليّ) على حليفكم في دمشق].. أجاب: [نحن لسنا مَعنيّين بالردّ على هذا العدوان، والمطلوب من السوريين كـ (جبهة النصرة) أن تردّ على (إسرائيل)]!.. فما وظيفة ما يُسمى بمحور الممانعة إذن؟!.. وما دور إيران وعملائها (الممانِعين) فيه؟!.. ومَن هو العدوّ الحقيقي الذي يمانعه هؤلاء؟!..
الوزير الصفويّ (صالحي)، وعصاباته في قمّ وطهران ودمشق وبغداد والضاحية الجنوبية، لا عمل لهم سوى ممارسة أبشع الجرائم ضد الإنسانية في سورية ولبنان والعراق.. هذه هي ممانعتهم الحقيقية، وهذه هي حربهم الطائفية المصيرية.. وبعد ذلك كله، يقول الصفيق (صالحي)، ما يقوله صاحبه وحليفه الوزير الروسيّ (لافروف)، وما يقوله أربابه المجرمون في طهران: [يجب أن تُحَلّ القضية السورية دون أي تدخّلٍ أجنبيّ]!.. فالصفيق (صالحي) الذي يشنّ حربه بكل الوسائل، وبجيوشه الإجرامية الطائفية.. على الشعب السوريّ.. يعتبر نفسه (كما يعتبر الروسيّ لافروف نفسه) من أهل سورية، وليس أجنبياً دخيلاً مُتَدخِّلاً سافراً بشؤون سورية وشعبها!.. فهل توجد صفاقة في عالم البشر، كهذه الصفاقة المجوسية الصفوية الفارسية-الروسية؟!..
أين مقولات: [العدوان على سورية هو عدوانٌ على إيران]، و[العدوان على سورية خط أحمر]، و[سورية هي المحافظة الخامسة والثلاثون من إيران]؟!.. الحقيقة في ذلك كله، هي أنّ عدوّهم الذي يقصدونه، هو الشعب السوريّ، وأهل السنة في المنطقة الذين يقفون إلى جانبه، ويتعاطفون معه في محنته العظيمة التي يسبّبها له أولئك المجوس الطائفيون!..
* * *
على طريقة (الكلمات المتقاطعة)، وأسلوب (العمودي) و(الأفقي).. يمكن لأي متابعٍ أو مراقبٍ للتطورات التي تشهدها منطقتنا هذه الأيام، أن يحلَّ –بسهولةٍ- طلاسمَ اللغز الأخير الذي كان وراء الاستعراض العسكريّ للطيران الصهيونيّ، الذي انتهك حرمة الأراضي السورية في العاصمة دمشق.
(الصامت) الأسديّ.. نطق أخيراً، بما لم ينطق به -عادةً- عقب كل اعتداءٍ صهيونيٍّ بحق سورية وأرضها وشعبها، الذي مارسه العدوّ -وما يزال يمارسه- منذ أكثر من أربعين عاماً، سواء في الأراضي السورية، أو في الأراضي اللبنانية يوم كانت قوات العصابة الأسدية تُعَربد في لبنان بحجة حمايته من العدوان الصهيونيّ!.. نطق (الصامت البشاريّ) على غير العادة هذه المرة، بعد ثلاثة أيامٍ –فحسب- من غارة الصهاينة، مـُحذِّراً.. مُهدِّداً.. مُتوعِّداً.. مُزمجراً، بأنّ نظامه -الممانع- [قادر على مواجهة المغامرات الإسرائيلية]!.. ولا نعلم ما الذي حال ويحول دائماً، بين عصابة بشار والردّ المناسب على العدوان السافر المتكرّر الـمُهين!..
في يوم السادس من أيلول 2007م، اعتدى الصهاينة على المنطقة الساحلية السورية، وبتاريخ 28 حزيران 2006م، حلّقت الطائرات الحربية الصهيونية فوق غرفة نوم (بشار أسد) التابعة للقصر الرئاسيّ في اللاذقية، ولم يسمع بها (الصامت العسكريّ)، إلا بعد أن غَطّ الطيارون الصهاينة المعتدون، بالنوم في منازلهم بتلّ أبيب!.. وبتاريخ 5 تشرين الأول 2003م، شنّ الطيران الصهيونيّ هجوماً على مخيّمٍ قرب العاصمة دمشق، فأوقع عدداً من الشهداء والجرحى!.. وقبل ذلك وقع العدوان على الجيش السوريّ في لبنان عشرات المرات.. لكن –والحق يقال- لم يكن (الناطق العسكريّ) ينطق بكلمةٍ ذات أهمية، لأنّ نظامه الحاكم كان (يتسامى) على مثل هذه الحوادث (التافهة)!..
* * *
في يوم الأربعاء بتاريخ 5 أيلول 2007م، أي قبل ساعاتٍ من العدوان الصهيونيّ على سورية في ذلك الوقت، زار (فاروق الشرع) روما، بتكليفٍ من رئيسه بشار أسد.. وفي اليوم والتاريخ نفسه، زار (شمعون بيريز) روما!.. الشرع التقى رئيس الوزراء الإيطاليّ.. وبيريز التقى رئيس الوزراء الإيطاليّ نفسه!.. فاروق زار بابا الفاتيكان.. وشمعون زار بابا الفاتيكان نفسه!.. فاروق الشرع بقي في روما يومين.. وشمعون بيريز بقي في روما نفسها.. يومين!.. الشرع عاد إلى دمشق.. وبيريز عاد في الوقت نفسه إلى تل أبيب!.. فماذا فعل فاروق الشرع وشمعون بيريز بحضرة (بابا الفاتيكان) آنذاك، قُبَيْل ساعاتٍ من العدوان العسكريّ الجويّ الصهيونيّ على الأراضي الساحلية السورية؟!.. علماً بأنّ (بشار أسد) والرئيس الإيرانيّ السابق (خاتمي) كانا قد قاما بتاريخ 8 نيسان 2005م –في المكان نفسه- بمصافحة (موشيه كاتساف)، بحضرة (جثمان بابا الفاتيكان) الأسبق، وتبادلا معه (أي مع كاتساف) البسمات والكلمات الودّية الحميمية المتلفَزَة على الهواء مباشرةً!.. وعلماً أيضاً، بأنّ موشيه كاتساف هو رئيس (إسرائيل) السابق، وشمعون بيريز هو رئيس (إسرائيل) الحاليّ!..
* * *
ما الكلمة أو الكلمات المفقودة في لعبة هذه (الكلمات المتقاطعة)؟!.. لعلّ أرباب (الحلف الاستراتيجيّ الإيرانيّ-الاسديّ) وتوابعه من عصابات حسن اللبنانيّ وجواد المالكيّ.. للصمود والتصدّي.. والممانعة أيضاً.. لعلّهم يفسِّرون للعرب والمسلمين، كيف يمارسون ممانعتهم، وفي وجه مَن يُمانِعون، ويَقتلون، ويَسفِكون الدماء الزكية الطاهرة بلا حسيبٍ ولا رقيب!..