وتدخل إسرائيل على الخط...

عقاب يحيى

تضرب إسرائيل مرة أخرى.. لتفتح ابواب التساؤلات عن الخلفية والأهداف..

المطلبون للمانعة يتراقصون تنظيراً ، وتأييداً ل"بطل الممانعة".. وهو " يحارب" على كل الجبهات.. بما فيها إسرائيل المغتصبة والمحتلة لأرض.. ويقهقه تأكيدهم على " المؤامرة" و" الدليل " دخول إسرائيل على الخط.. وقيامها بالعدوان على بلدنا.. وأنها بذلك تقدم العون للثوار.. ؟؟؟؟؟؟؟.......

ومتى كانت إسرائيل إلا مع نظام الطغمة ؟؟.. ومتى لم تحمه وتمنع سقوطه في المنعرجات الهامة والملفات طويلة ؟؟... ومتى لم تتقايض معه، وتبارك " حفاظه على الأمن في الجبهة طوال العقود" لتصبح أهدأ جبهة عربية لا يمر فيها عصفور إلا بإذن الطرفين ؟؟..

********

لن ندخل طيّات التاريخ الأمس مذ اعتلى الطاغية الأكبر كرسي التوحش، وسياسته التقايضية، كما أن المرء لا يحتاج للذهن التآمري كي يفسر مجريات الأحداث والعلاقة مع الكيان الصهيوني ومدرجاته على مدى العقود حيثث تكفي الوقائع للبرهان على أن سياسة التمسك بالكرسي، والمقايضة بكل شيء، وتخريب الداخل السوري وحيث طالت يد الطغمة، وعمليات التطويف، والترويج المنظم للمشروع الإيراني، شرذمة المجتمع السوري، وحتى اللبناني على أسس فئوية.. وكثير من ممارسة اغتيال الحرية والأفكار والحقوق.. وتتويجها في هدوء الجبهة طوال العقود.. هي الجواب لمن يريد البحث الموضوعي.

ـ موضوعياً، ايضاً، لم يكن لصالح إسرائيل يوماً سقوط نظام وظيفي يلبي جوهر مشروعها الاستراتيجي القائم على ركيزتين مهمتين : الأمن الدائم لحدودها ووجودها، والعمل المبرمج لتفتيت المجتمعات العربي عمودياً على اسس مذهبية.. والنظام بتركيبته، ودوره، وفعله المباشر، أو من حيث النتيجة كان يخدم تلك الاستراتيجية ويصب الماء القذر في طواحينها الفتاكة..وهل هناك خدمة أكبر لإسرائيل مما يفعله بالشعب اغلسوري، ومن تدمير الدولة السورية، والبنيى التحتية، وإشعال الحرائق المذهبية بهدف تعميمها ؟؟..

********

نعم لإسرائيل مشاريعها ومواقفها وقراراتها.. لكن اعتداءاتها المتنقلة على السيادة السورية، وغن لم تك المرة الأولى.. ليست لوجه الله، أو تقتصر على ضرب شحنة أسلحة، أو منشأة عسكرية ـ علمية للأبحاث.. إنها دخول قوي على الأزمة السورية من البوابة التي تخدم الطغمة، والهدف واضح : البلبلة، وخلط التخوم، ومنح الطغمة اسلحة ديماغوجية جديدة ضمن ترسانة دجلها، ومحاولات تشويه مواقف الثورة الواضحة العداء لهذا الكيان الاغتصابي، الذي يحتل أرضنا، والذي لا يمكن نسيان تاريخه، وفلسطين، والجولان ..

ـ ترى لو أطلق راس الطغمة بعض الصواريخ على فلسطين المحتلة.. ماذا سيحدث من اختلاط في أمور عديدة.. ولو فعلها حزب الله فردّ ببعض مخزونه.. الا يريدون حرف الأنظار وصرفها عما يجري في سورية من مجازر وعمليات إبادة وتطهير مذهبي وجرائم بالجكملة ؟؟..، وإشعال حرائق متنقلة يمكن لها أن تنتشر في عموم المنطقة فتقدّم الترياق لطغمة مآلها معروف مهما طال الزمن، ومهما فعلت ؟؟؟...