طائفيُّونَ... ضدَّ طائفتهمْ !!!

أحلام النصر

يحرص بعض المسلمين على رأي الغير فيهم بشكل مبالَغ فيه ، وكأن الله تعالى أمرنا أن نمحور حياتنا حول كلام الآخرين ، وكأنه لم يأمرنا بأن نتحرى الصواب ونتبعه ونتمسك به ولو وقفت الدنيا كلها ضده ! ..

هذا وبغض النظر عن أن أولئك الآخرين يكونون ظالمين فاسدين مجرمين !!!! ، لا أعجب منهم قدر عجبي من أولئك الحريصين على رأيهم !! .. مع أن هؤلاء المجرمين لا يحتاجون لمن يهتم لرأيهم ، بل لمن يخلع رقبتهم .

وترى بعض المسلمين هؤلاء : لا يشغلهم الحق المسلوب ولا الوطن الشريد ولا الأخ المعاني ، بل يشغلهم كلام العالم ونظرة المستدمر وابتسامة المخادع !!! ..

فيدافعون عن أنفسهم ... لا في ساح الوغى بالجهاد : بل في ساح المجاملات بالكلام الفارغ عن أننا لطفاء إلى حد البلاهة ، متسامحون لدرجة الغفلة ، طيبون إلى مستوى يجعلنا نظلم أنفسنا كي نريح أعداءنا من تكاليف ظلمهم لنا !! ..

ويستميتون ... لكن ليس لاستخلاص حقوقنا ، بل لإثبات براءتنا أمام السفاحين والقتلة والمجرمين !!!!! ..

تراهم مع الآخرين : لطفاء ظرفاء مبتسمين ملبّين ، ولكنهم مع إخوتهم وبني جلدتهم : أشبه ما يكونون بالأعداء !! ..

تجدهم مع النصارى واليهود وسائر خلق الله : غير طائفيين إلى درجة لا يكتفون معها بالإنصاف المطلوب ، بل ويتجاوزونه إلى مرحلة التفريط بالحقوق للظَّفَر بابتسامة العدو - وليتها ابتسامة جميلة أو مفيدة - !! ، ولكن .. وما أن يكون الطرف الآخر مسلماً مثلهم ، ولكنه يخالفهم في أمور يسيرة ، أو ينتهج الجهاد وسيلة لاستعادة الحقوق والكرامة - فلا يفل الحديد إلا الحديد - : حتى تراهم ما شاء الله : أشداء ألداء متوحشين وكأنه هو الذي سلب أوطانهم وقتل أطفالهم وطالبهم بعدها بإثبات براءتهم أمامه !!! ..

البعض منا : ليس طائفيّاً مع الآخرين - وهذا جيد لأن الله تعالى أمر بالعدل - ، ولكنه للأسف : طائفيٌّ مع طائفته !! .. مع أمته !! .. مع إخوته !!! .. مع أن الله تعالى أمر بالعدل والإنصاف مع كل إنسان ، خاصة إن كان منا وفينا ! ..

فمتى يفهمون ؟!!! .. ومتى يتعلمون من هؤلاء الآخرين أنفسهم : معنى التعاون وتجاوز كل الخلافات لتحقيق الغاية المنشودة - مع أن الذي يجمعنا كمسلمين : أكثر مما يجمع الآخرين ! - ؟!! .. ومتى يكفون عن التفرق الذي أوردنا المهالك ؟؟ ومتى يعون كلام الله تعالى : {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون *} ، {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير *} !! .. لا ولي ولا نصير !! .. يعني خسارة مجانية !! .. أرسل لهم خالص تحياتي مذيلة بتهنئتي !!!!! ..

بالمناسبة : ليس لك بعد الله تعالى إلا أخاك المسلم ؛ لأنه الوحيد الذي يهتم بمصلحتك اهتماماً حقيقيّاً ، ولا يستحق أحد أبداً كائناً مَن كان أن تضحي بأخيك المسلم لأجله ! ..