من عجائب إجابات الطالبات
من عجائب إجابات الطالبات
عابدة العظم
في المدرسة والجامعة
في الامتحان الأخير لطالبات الجامعة -سنة ثانية قسم الشريعة- كان السؤال كما يلي: "من هم أولوا العزم من الرسل؟"، وكان الأجوبة على النحو التالي: "هم الملائكة الثلاثة ميكال وجبريل وعزرائيل"، يسألونها عن رسل وتجيب عن ملائكة! وكتبت طالبة أخرى: "هم مجموعة معروفة من الناس ولكن لا يعرفهم أحد لأنهم لم يذكروا لا في القرآن ولا في السنة ولا في الأثر"!؟ فإن كانوا "مجموعة معروفة" فكيف لا يعرفهم أحد؟ وكيف لم يذكروا في القرآن وهم ذكروا فيه؟ وكيف تحولوا من رسل إلى "مجموعة من الناس"؟!.
وفي امتحان لاحق سُئلت الطالبات: "ما هو القتل الخطأ الذي يستوجب الدية وصيام شهرين؟"، فأجابت إحدى الطالبات: "القتل الخطأ هو أن يذهب القاتل ليقتل عمراً فيخطئ ويقتل زيداً، فيكون قد وقع في الخطأ وتلزمه أحكام القتل الخطأ"!
وسئل الطلاب: "ما معنى النظرة الأولى لك والثانية عليك؟" فقالوا: "أن تنظر إلى ما هو حرام وتستمر في النظر وهذا لا ضير منه، فإن حولت بصرك وعدت إلى النظر مجدداً وقعت في الإثم"!
ونرى بعض المتفوقين يعتمدون على الذاكرة ولا يكادون يفهمون شيئاً من المقرر، ويحفظون التمارين والمعادلات والدروس حفظاً ويكتبونها في أجوبتهم كما هي، لدرجة أن بعضهم يسهو ويذكر "رقم الصفحة"، أو يضيف العبارة التالية بعد شرحه المسألة وذلك "حسب الشكل" ويكتب رقمه كما ورد في كتابه المدرسي!
وهكذا يبدو جهل بعض الطلاب وسوء فهمهم.
وليس العجب في أجوبة الطالبات وحدها، وإنما الأعجب في جرأتهن، فبعد هذه الإجابات العظيمة تأتي الطالبة بكل ثقة إلى المعلمة وتناقشها في علامتها، وتطلب منها أن تنجحها وتعطيها درجة عالية، فإن لم تفعل المعلمة أشاعت عنها الطالبات "أنها شديدة وبخيلة بالعلامات"!
هؤلاء هم طلاب اليوم، وهم أنفسهم أساتذة الغد، فلنقرأ سورة يس على أولادنا "أن يكونوا في عهدة أمثال هؤلاء الجهلة". ولقد بدأنا نرى بوادر هذا، حيث دخلت المفتشة إلى إحدى الحصص لتكتب تقريراً عن المعلمة الجديدة فوجدتها تقرأ الجملة التالية أمام طالبات الصف الثالث: "كافأ المعلم الطالب على حسن سلوكه" بالطريقة التالية: "كافأ المعلم الطالب (عَلِي حَسَنْ سَلُّوكة)" لقد جعلت (حسن السلوك) اسماً للطالب!؟ وصعقت المفتشة فهذه الجملة معروفة وترد دائماً في الكتب المدرسية، وظنتها المفتشة "غلطة طارئة"، وقالت في نفسها (ربما المعلمة مرتبكة وستتنبه على الفور)، ولكن المعلمة كررت هذه الجملة ثلاث مرات خلال الحصة ولم تدرك خطأها!
وبالأمس جاءت بنت رفيقتي تشكو معلمتها التي أعربت "مع" حرف عطف (و"مع" لا تأتي إلا ظرفاً) وحين صححت الطالبات للأستاذة ما أخطأت فيه، غضبت المعلمة واعترضت بشدة، ورفعت صوتها موجهة كلامها لجميع الطالبات: "مع حرف عطف وسوف أحذف علامات لكل طالبة تعربها ظرفاً"!! وأصرت معلمة أخرى على إعراب كلمة "التلميذات" في جملة "كافأت المعلمة التلميذات" مضاف إليه لأنها مجرورة بالكسرة فكيف تكون مفعولاً به والمفعول به منصوب بالفتحة؟! ومن القواعد الأولى المعروفة والثابتة في علم النحو: "جمع المؤنث السالم ينصب ويجر بالكسرة".