المرأة في اتحاد الكتاب
المرأة في اتحاد الكتاب
أ.د. حلمي محمد القاعود
في انتخابات التجديد النصفي لاتحاد كتاب مصر تقدمت اثنتا عشرة كاتبة ضمن تسعة وستين كاتبا للفوز بعضوية مجلس الإدارة لمدة سنتين كانت نتيجة التصويت مخيبة للآمال
حيث لم تفز سيدة واحدة ومع أن التيار اليساري هو الذي قاد عملية الانتخابات وفاز فيها بالأغلبية, فإنه لم يحاول أن يدعم كاتبة واحدة للفوز بحكم ادعائه المستمر أنه يحمل راية الدفاع عن حقوق المرأة في المقابل فإن نقابة الأطباء استطاعت أن تضم في مجلسها ثلاث سيدات, يضطلعن بدور رئيس في قيادة النقابة التي فاز فيها الإسلاميون بالأغلبية.
المفارقة أن التيار اليساري يصف الإسلاميين جميعا بالظلاميين, بسبب زعمه أنهم ضد المرأة, ولكنه في الواقع العملي لا يعبأ بالمرأة ولا غيرها, لأن غايته الكبري هي المصلحة الخاصة لقياداته, والأمر ذاته جري في نقابة الصحفيين, فلم تفز غير صحفية واحدة في ذيل القائمة.
الفصام النكد بين الشعارات والتطبيق يتجاوز قضية المرأة في اتحاد الكتاب ونقابة الصحفيين; إلي ترديد مقولات غير منطقية وغير مقبولة, مثل القول الذي يطلقه عضو في مجلس الإدارة المنتخب لاتحاد الكتاب ويدعي فيه أن الاتحاد سيعمل في الفترة المقبلة علي ما يسميه تفعيل دور المثقفين والأدباء والفنانين للحفاظ علي الهوية المصرية, التي تتعرض حاليا كما يري لأخطار كبيرة تهدف إلي محوها ويزعم أنه بمجرد ممارسة الأدباء والمثقفين لأنشطتهم الطبيعية سيكون ذلك سلاحا لمواجهة مخططات محو الهوية الوطنية.
بالطبع فإن الهوية التي يولول من أجلها المذكور ليست الهوية الحقيقية الجامعة التي يضمها الإسلام بحضارته وثقافته, ويحميها بوجوده وانتصاره, ولكنه يتحدث عن هوية منسلخة عن ديننا العظيم, مقصية له, مهمشة لآثاره.
لن أتطرق إلي ما يدعيه هذا الشخص وأمثاله عن عداء الإسلاميين للثقافة بمفهومهم طبعا لأن الإسلاميين يمثلون المثقفين الحقيقيين الذين برزوا في ميادين علمية ومعرفية عديدة, وفاقوا كثيرين علي مستوي العالم, ولكنني فقط أنبه إلي أنهم كانوا أكثر انتصارا للمرأة ومشاركتها في العمل النقابي والطلابي والاجتماعي دون ادعاء أو ضجيج, وكانوا يتمنون أن تنجح في اتحاد الكتاب أو الصحفيين.