في صباح تعمد بماء وصالها
همسة حب صباحية
في صباح تعمد بماء وصالها
فراس حج محمد /فلسطين
قالت: "أحيطك بذراعاي كما كنت اليوم أتخيلك في ذاك المقعد، وقد تهادى البحر أمامي فكنت أنت موجه الذي يداعب خصلات شعري الذهبية"، شعرت كأن بوح كل أنثى بوحها فأتوه في بحر روحها وقد احتوتني بكل رقة لأكون أقدر على متابعة تفاصيلها في حياتي، فاقتربي يا امرأة من نور ونار وأطفئي لهيب شوقي المحتدم، كوني خيالي غير المحدد إلا بضفتيك وشاطئك الذي تزين لاستقبالنا ليحتضن روحين مولهين، فخيالي مفتوح على مصراعيه دون رقيب، وليس له حدود إلا أن يغرق ويذوب بين ذراعيك، فتهيئي لألم زهرك المنثور، أجمعه، أعيد صياغة وردك في جنوني كي أكتمل، ولنعد الطقوس المنتظرة، ولنتعمد بطهر وصال طالما تمنيناه، نسكبه على مهل بضوء أرواحنا رغما عن كل حاجز مصنوع يعرقل اتحادنا، فأنا بين يديكِ ثمرة مشتهاة من تفاح الشهوة الخالص من كل كدر.
أيتها الملاك الطاهر إني أحتاجك فكوني للروح غذاءها، لأصنع كأسي نبيذ أقطفه من كرمة تدلت في جنانك الوارفة، فها أنا قربك فكوني أقرب وأقرب هات لي شيئا وامنحيني كل شيء، أسقيك خمرة من كأس الغرام لأثمل ويحلو بحضورك الوصال، فتلك الفاكهة تنتظر على غصونها لحظة القطاف، فأنتِ والليل وأنا هو كل ما نحتاجه لنكون كما أنتِ تريدين وكما أنا أتمنى، فليس هذا مجونا، إنه جنون اللحظة وسعادتها الغامرة.
قالت: "عش اللحظة وصف لي".
- فكيف لي أن أصف وهل هناك وصف يستطيع أن يحمل شوقي إليك، يكفيني اشتعالا كجمر خبئ تحت الرماد.
قالت: "فدع خيالك يحلق على متن الأماني الراقدات، ودعها تسامر الليل على همس الورود".
- لن أتخيل، وكيف لي أن أتخيل وأنت بين يدي خيالي أعجز من أن يقول في واقع فاق الخيال.
أصبحنا مثل مركبين غريقين ليفيض ماء الماء فأغسل الوجع الساكن في أنين اللحظات، لعل الأغصان تفرد ذراعيها فستقبل زائرها وتحيطه بنورها في روضة ساحرة مسحورة من أرض الأساطير، تربتها عقيق وعبقها من جنة الخلد وماؤها ماء الحياة وروحها أمل الشفاء من الجروح.
صباحها أجمل من كل صباح، ونغمة صوتها أشجى من شجو ناي تقلب في المسافة ليعزف شوقنا، وقد انتبهنا من حلم على صياح الجوع الرابض في أعماقنا، خرجنا ونحن أكثر شوقا وأشد ألما، ونام الليل ولم ننم!!