سياسة الخد الأيسر
أ.د. حلمي محمد القاعود
يتبع الإسلاميون الآن سياسة: من ضربك علي خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر; وهذه السياسة سبب رئيسي في ازدياد شراسة الجماعات التي تنتهج العنف, وتسعي لفرض إرادتها علي الأغلبية الساحقة,
وفي الوقت نفسه تحظي بتغطية إعلامية مضللة تتحرك بمنطق ازدواجية المعايير.
ينسحب الإسلاميون من الشارع ومن دائرة التعبير السلمي عن الرأي بحجة عدم استفزاز الآخرين, وعدم الاحتكاك الذي قد يؤدي إلي اشتباكات يذهب ضحيتها أبرياء. ويترتب علي ذلك أن الأقلية المدعومة بالإعلام تتغول وتقدم صورة زائفة للعالم أنها صاحبة القول الفصل, وأنها هي التي تعبر عن الرأي, وأن الإسلاميين مجرد أقلية تحكم بالحديد والنار, ولا تقبل تفاهما ولا حوارا, وأن اللجوء إلي العنف والمولوتوف والهجوم علي مؤسسات الدولة وأقسام الشرطة والمساجد, وقطع الطرقات وإيقاف القطارات وحصار مبني الرئاسة في الاتحادية, والقضاء العالي لرفض استدعاء المتهمين بالتخريب والتحريض عليه, ورفض الدستور والنائب العام الذي يفتح الملفات, حق مشروع في ظل انسداد التفاهم بين الأقلية والأغلبية, ومع الإلحاح الإعلامي المضلل تنقلب الحقائق, ويتحول الجاني إلي ضحية والضحية إلي جان!
تعلم الدنيا, أن الإدارة المحلية والإعلام والصحافة والثقافة ومعظم الوزراء والمسئولين الكبار, وكثير من القضاة ورجال النيابة والشرطة وأمن الدولة.., من رجال الرئيس المخلوع والموالين له والذين أفادوا منه, وبعضهم يعمل علي إرباك الدولة وتعطيل مسيرتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية, ومع ذلك يدعي ومن ربتهم الأجهزة القمعية أن الإسلاميين يحكمون ويسيرون حركة الوطن ولم يقدموا شيئا يذكر لخدمة الشعب!
سياسة الخد الأيسر غير جيدة وتتيح مزيدا من الإخفاق والارتباك, وتغري بالمزيد من التوحش والإجرام, ولذا لا بد من التخلي عنها, والتعامل بما يتلاءم مع اللحظة الفارقة, إن خروج الكتل الإسلامية والشعبية سلميا إلي الشارع دفاعا عن الديمقراطية والشرعية والدستور والنائب العام صار فريضة واجبة, لحماية مصر من البلطجة, وتقديم الصورة الحقيقية للعالم, وتقصير أمد الفترة الانتقالية وتجنب مضاعفات المتاعب السياسية والاقتصادية والأمنية.