سيادة الرئيس وماذا بعد؟

سيادة الرئيس وماذا بعد؟

خليل الجبالي

[email protected]

عاش الإخوان المسلمون أياماً مظلمة في عهد الرئيس البائد مبارك، أعتقل فيها أفرادها حتي وصل الأمر بهم أن صاروا ضيوفاً دائمين في سجون مصر، وحرمهم من تولي مناصب في الدولة ، بل لحق بعضهم الفصل التعسفي من وظائفهم نتيجة تقارير أمن الدولة.

خسر أفراد الإخوان المسلمون كثيراً من أموالهم ومؤسساتهم نتيجة الإضطهادات التي  قام بها النظام البائد ضدهم حتي وصل الأمر إلي غلق مصانعهم وشركاتهم ومصادرة أموالهم بحجج إنتماءهم إلي تلك الجماعة .

قُدم الإخوان المسلمون إلي محاكمات العسكرية عديدة بعد أن برأتهم المحاكم المدنية.

فقد ذكرت اللجنة العربية لحقوق الإنسان [ د. فيوليت داغر] في تقريرها23  مارس لعام2008   أن الإخوان يتعرضون لإنتهاكات عديدة من قبل النظام المصري منها محاكمتهم أمام قاضي غير طبيعي لهم ، ومنع المراقبيين الدوليين لحضور جلسات محاكمتهم  وحكم عليهم بالسجن لسنوات مختلفة  لاتتناسب مع التهم التي وجهت إليهم مما يدل علي إضطهادهم من قبل ذلك النظام حيث تم تعيين أفراد هيئة المحكمة العسكرية التي شكلت للنظر بقضية الأخوان بقرار عكسري غير معلن وبعيد عن الأسس القضائية كما في حالة القضاء المدني، ورفضت هذه الهيئة طلب الدفاع الإطلاع على قرار تشكيلها.

بعد تشكيل المحكمة صدر على الفور، أي بعد 48 ساعة فقط، قرار بانعقاد أولى جلساتها مما حرم المتهمين من إبلاغ محاميهم بالجلسة، وغاب جميع المحامون عن الجلسة الأولى، ولم يتمكنوا من مقابلة موكليهم داخل السجن، واقتصر إتصالهم بهم أثناء فترة الاستراحة في جلسات المحاكمة.

حُرم الإخوان المسلمون من خدمة المجتمع من خلال منافذ طبيعية لهم مثل الجمعيات الأهلية ولجان الزكاة والروابط المجتمعية والمساجد وغيرها مما اضطرهم للإلتحام بالمجتمع بالطرق الودية والعلاقات العائلية حتي يستطيعوا قضاء مصالح الناس كما أمرهم رسول الله صل الله عليه وسلم، فقد روي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما  [ إن لله تعالى عباداً إختصهم بحوائج الناس ، يفزع الناس إليهم في حوائجهم ، أولئك الآمنون من عذاب الله]  المحدث:الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 1949

مع بزوغ ثورة الحرية غير الله أحوالهم وحال عدوهم فانقلب السجان سجيناً ، وهاهو مبارك بين جدران السجون التي ظلم الإخوان المسلمين وغيرهم فيها، ونطق الشعب كلمته في الإنتخابات البرلمانية والجولات الرئاسية ليختار مرشح الإخوان المسملين ويري الناس وحداً من الإسلاميين يسود كرسي الرئاسة حتي يرسخ مبادئ الديمقراطية الحقيقة ليحكم هذا الدين في يوم من الأيام ، ولكن أعداء الحرية  يأبون لها أن تشرق وللديمقراطية أن تسود، فقد وقفوا بالمرصاد لكل ما هو إسلامي مستخدمين إعلامهم الفاسد وأموالهم المشبوه والإستعانة بالبلطجية المأجورين الذين لا يخافون الله، ولا يرهبون حدوده.

إن أحداث المقطم التي شاهدها العالم كله دلائل واضحة  علي نشر البلطجة وترسخها من قبل هؤلاء الفاشلين المعاديين للإسلام والديمقراطية.

إن مؤسسات الدولة عندما تقف مكتوفة الأيدي في الدفاع عن الشرعية والمؤسسات العامة والخاصة لتجبر السيد رئيس الجمهورية أن يتخذ قرارات إستثنائية لحماية البلاد والعباد وإلا فما فائدة وجوده في ظل الدماء المسفوكة، والأموال المنهوبة والمقارات المخربة بأيدي عابثة ظالمة مفرطة في غيها دون رادع أو ضابط؟

فماذا ينتظر د. مرسي بعد القتل والسحل والتمثيل بمن يدافعون عن مقرات الإخوان المسلمين؟

لماذا يترك المحرضين للفوضي والداعمين للبلطجية أن يفعلوا مايشاءون؟

إننا نطالبه بترسيخ مبادئ الديمقراطية كما يقوم في كل محفل، لا نريد منه الصمت المفرط حتي تتأصيل أعمال البلطجة من قبل مريدوها،

إن التقارير الدولية والمؤسسات الإخبارية لتاكد ان اعمال البلطجة قد انتشرت في عهد د. مرسي حتي سادت وعلي شانها ، وهذا ما نقره نحن كذلك.

فقد أصبح الكل يسعي ان ينال حقه بيديه وما الألتراس منا ببعيد.

هل يريدها حرب أهلية؟

إننا نعلم ان أحزاباً سياسية تسعي ان توهم العالم ان مصر علي شفا بركان من الفوضي والإضطربات حتي لا يفكر أحد في الإستثمار في مصر او دعمها مادياً في تلك الفترة.

إن هؤلاء المجرمين المخربين لا يردعهم إلي قرارات سيادية تحسم الأمر ضدهم وإلا فالفوضي يريدونها، والحرب الأهلية يتمنونها.

أم  ينتظر د. مرسي أن يُحاصر بيته ويفعل به كما فعل بمقر الإخوان المسلمين؟

هل ينتظر مزيد من الدماء حتي يتحرك لمنع سفكها؟

وماذا يستفيد الإسلامييون من حاكم يُضطهدون في ظل حكمه؟

وهل يظل الأخوان في أدب جم وإحترام للأخرين وهم يقتلونهم ويحرقون؟

وبمعني أخر متي تتحقق معاني الجهاد عن الدين والعرض والدم مع مثل هؤلاء البلطجية الذين لا يرقبون في الله إلاً ولا ذمة؟

إن القيادة الواعية لابد أن تدير زمام الأمور بحكمتها لا بعاطفتها قبل أن تنفلت من يديها.

إن المخلصين لهذا البلد لابد أن يتحركوا اليوم قبل فوات الأوان ليعبروا بسفينة الحرية إلي بر السلام قبل أن يغرق الجميع.

أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)سورة الحج