بطاقات إلى الجيش الحر المجاهد (5)
بطاقات إلى الجيش الحر المجاهد (5)
أبو بشر الجسري
أيها الإخوة الأحبة :
تعالوا نقف في ظل هذه الآية الكريمة التي تصور واقعا كواقعنا [ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ، مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه : متى نصر الله . ألا إن نصر الله قريب ]
لنبحث عن الحكمة من إبطاء النصر فنقتبس مما قاله صاحب الظلال ، سيد شهداء العصر :
- قد يبطئ النصر لأن بُنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها و لم تحشد بعد طاقاتها ، و لم تتعرف كل خلية فيها على مدى قوتها و تحملها ؟! فلو جاء النصر سريعا لفقدته سريعا
- و قد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة المؤمنة آخر قواها ، و تعلم بعد ذلك أنها تحتاج إلى سند الله
و قد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله ، و هي تعاني و تتألم ، فلا تجد لها سندا إلا الله
وقد يبطئ النصر حتى يتجرد كفاحها و تضحياتها لله وحده لا من أجل غنيمة أو حمية أو شجاعة في المواجهة ، و الله يريد أن يكون الجهاد له وحده و في سبيله
وقد يبطئ النصر لكي لا يبقى في الخير بقية من شر ، و حتى ينكشف زيف الشر فلا يبقى مخدوعون به ، و لا تبقى له جذور في النفوس البريئة التي لم يتكشف لها بعد
وقد يبطى ء النصر لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحق والخير والعدل ، فلو تم النصر للقي معارضة من البيئة التي لم تتهيأ بعد فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر و استبقائه فمن أجل هذا و غيره قد يبطئ النصر فتتضاعف التضحيات و الآلام فللنصر تكاليفه و أعباؤه حتى يأذن الله به بعد استيفاء أسبابه و أداء ثمنه ، و تهيؤ الجو لاستقباله و استبقائه .
فأعدوا العدة و جددوا الهمة و أخلصوا النية
و احذروا من تشتت القلوب و الآراء ، و قد اجتمع الأعداء عليكم ، و الله ناصركم و لا ناصر و لا مولى لهم .