الإدانة بأشد العبارات أو أقوى العيارات
أصدقاء الشعب السوري
الإدانة بأشد العبارات أو أقوى العيارات
زهير سالم*
استرسل المجتمع الدولي بطريقة مريبة مع ارتكاب بشار الأسد وعصاباته لجرائم الحرب ، ولحروب التطهير التي تجنبنا لفترة طويلة أن نصفها بأنها طائفية كريهة .
مئات الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها بشار الأسد على مدى سنوات حكمه ، كانت كل واحدة منها كفيلة بجلبه للعدالة الدولية تحت سقف مجلس الأمن أو خارج هذا السقف ..
ربما جريمة (ميشيل سماحة ) الوزير اللبناني السابق وحدها ، والتي كانت تسعى لإشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين ، وتدمير وطن جميل اسمه لبنان ؛ كانت جديرة بجلب بشار الأسد إلى العدالة ..
وإذا فتحنا ملف الجريمة في سورية بوقائعها الفردية ( التمثيل بجسد طفل اسمه حمزة الخطيب ) والجماعية ( المجازر التي لم يعد بالإمكان الإشارة إلى انموذج واحد عنها ، لأن المزاج الثوري لن يغفر أن تذكر مجزرة كرم الزيتون في حمص مثلا وتنسى مجازر داريا المتعددة في ريف دمشق ، أو مجزرة بستان القصر في حلب ) ؛ فإننا سنرى أن كل جريمة من هذه الجرائم كفيلة بجلب بشار الأسد إلى العدالة وشن حرب كبرى تستأصل النازيين الجدد الذين يهددون في الحياة الإنسانية خيّر وجميل ..
مع شديد الأسف فإن ماكينة الإعلام فيما يسمى العالم الحر وأدواته في كل دول العالم تتوقف اليوم عند إصابة رأس تمثال في معرة النعمان وتستنكره وتشرحه وتفسره وتبني عليه وتطالب بتحقيقات وتوضيحات بشأنه أكثر مما تفعل بشأن أعضاء البشر الأحياء ، أو مما فعلت بشأن قطع عضو طفل في الثالثة عشر اسمه حمزة الخطيب قبل أن يكون في سورية سلاح أو مسلحون أو إرهابيون أو متطرفون ...!!
وتحت سمع العالم وبشره تتطور مستويات الجريمة التي يرتكبها بشار الأسد وعصاباته . ومع أن الكثير من جرائم الحرب ، والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها حاول دائما أن يلصقها بمخالفيه بما فيها التفجيرات والمجازر ( وقطع رأس تمثال ابي العلاء ربما ) ، ومع أن ممثلي القانون الدولي وجدوا لأنفسهم مصلحة في التماهي مع لعبة الأسد هذه للتملص من المسئولية الأخلاقية والإنسانية والسياسية ؛ إلا أن هناك جرائم حرب مستعلنة لا يمكن لبشار الأسد ولا لأحد من الداعمين له والمسترسلين بالصمت عليه أن يتملص منها . وبعد أن اطمأن بشار الأسد إلى الأمن الذي حصل عليه من ( مجلس الأمن ) ، ومن دول العالم مجتمعة ومنفردة تحت عنوان ( اقتل ولا تبالي ) فإنه لم يعد يشعر أن هناك أي حد يلزمه التوقف عنده ..
استخدم بشار الأسد الدبابات وراجمات الصواريخ ضد المدنيين والأحياء السكنية وصمت العالم فاستخدم بشار الأسد المدفعية الثقيلة وبعيدة المدى وصمت العالم ، وانتقل بشار الأسد طمعا بهذا الصمت إلى استخدام المروحيات في القتل والقنص والتدمير وصمت العالم ، فانتقل إلى استخدام الطيران الحربي والقنابل العنقودية وصمت العالم وها هو اليوم يحاول أن يمحو مدينة حلب بل مدن الشمال السوري عن الخارطة بصواريخ سكود ...!!
يفعل بشار الأسد ذلك وبطاريات باتريوت الأطلسية على بعد كيلو مترات من حيث تدمر البيوت ويقتل الأطفال . يخرج علينا من يدعون صداقة الشعب السوري ليستنكروا بأشد العبارات فلماذا لا يردون بأقوى العيارات .. ؟!
وبدورنا فإننا نستنكر ونشحب بأشد العبارات تخلي المجتمع الدولي عن مسئولياته . وصمته على جرائم الإبادة الطائفية التي يرتكبها بشار الأسد ضد شعبنا ووطننا . ونعتبر كل المتخاذلين عن وقف الجريمة والأخذ على يد المجرمين وسوقهم إلى العدالة
شركاء فيها ...
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية