الحلول السياسية وموقعها...
الحلول السياسية وموقعها...
عقاب يحيى
قد لا يكون للحل السياسي اي نصيب من الحياة، بالنظر الى بنية الطغمة الدموية ، العنفية، الآمنية، الفئوية من جهة، وميوعة المواقف الدولية، خاصة الامريكي والروسي، لجهة الضغط لتنحية رأس النظام القاتل وكبار رموزه كممر وحيد لمفاوضات قادمة تدشن مرحلة انتقالية يمكن الاتفاق فيها على تشكيل حكومة انتقالية ، والعوة لمؤتمر وطني جامع يختار هيئة تشريعية منه، ولجنة قانونية لإعداد دستور دائم للدولة المدنية الديمقراطية ـ التعددية، ومجلس عسكري أني لضبط الأمن والسلاح، والسلم الأهلي، وإصدار قانون المصالحة الوطنية، والشروع في عمليات الإعمار وتعويض المتضرررين وذوي الشهداء والمعطوبين وغيرهم..ومهام كثيرة لمرحلة انتقالية ثقيلة ..
ـ تعم يمكن ألا يحدث ذلك.. لكن وحرصاً على توفير الدم السوري، وتجنيب الوطن ويلات دمار يمعن نظام الإجرام في الإيغال فيها، وصولاً إلى حرب طائفية يدفع إليها، وتدخل خارجي يحمل كل المخاطر.. وتعزيزا للوحدة الوطنية، ومشاركة جميع فئات الشعب في صناعة حاضرهم ومستقبلهم.. يجيء التفكير بالحل السياسي خياراً يجب وضعه بالحسبان والسعي إليه بكل جدّية ومسؤلية .
ـ الحل السياسي.. ونتائجه يرتبطان بميزان القوى ، خاصة على ىالأرض .. من هنا فإن دعم الجيش الحر، والمقاومة المسلحة، والتواصل مع الداخل وثوار الميدان، ومع أهلنا في المناطق المحررة، وتأسيس مقومات توفير الأمن والسلم والغذاء فيها، وتشكيل الإدارات الضرورية من شرطة وقضاء وغيرها من المصالح.. هي الرهان، والعامل الحاسم في تعديل ميزان القوى لصالح الثورة، ومنح الحل السياسي زخمه وقوته، وقدرة تجسيده .
ـ إن خيار الحل السياسي ليس بديلاً عن المقاومة المسلحة وتوفير كل أسباب النصر لها، بل يجب أن يكون نتاجها .
ـ إن فشل الحل السياسي، وهذا احتمال كبير، يستلزم المضي قدماً في خيار المقاومة، والاعتماد أكثر على النفس والعامل الذاتي واستنهاض الوطنية السورية السورية العريقة، والحريصة على سيادة البلاد، وصون وحدتها وقرارها المستقل، وتوفير أسباب النصر، وذلك عبر إحداث الصمدوق القومي للدعم والتبرعات، ووضع الخطط العملية لدعوة ومشاركة رجال الأعمال والجاليات السورية للقيام بالدور المأمول، وهو كبير وحيوي...
ـ الثورة لا يمكن أن تقصر رهانها على احتمالات قد تتحقق أو لا تتجسد، لأنها مستمرة في مشروعها حتى النصر، وإنهاء نظام الفساد والاستبداد والفئوية ..